في البداية .. نحب التنويه على أننا سننقل ترجمة كاملة للخبر في نهاية هذه المقدمة القصيرة .. ولكن الشيء الذي يميزنا كباحثون مسلمون (عن غيرنا) هو أنه : لنا دوما بصمة في توعية متابعينا وقرائنا بالنواحي العلمية التي تحيط بالأخبار – وخاصة الأخبار التي يصاحبها في العادة ضجة إعلامية – لذلك وقبل قراءة الخبر – ندعوكم دقائق إلى هذه المقدمة الهامة في كيفية (فهم) مثل هذه الأخبار ؟
كيف يتم اكتشاف معلومات عن كواكب ونجوم بعيدة بآلاف أو ملايين السنين الضوئية ؟
الإجابة :
يتم ذلك عن طريق رصد حركات تلك النجوم وما قد يتقاطع معها أو يدور حولها من كواكب – ثم الخروج بمحاكاة حسابية أو كمبيوترية للعلاقات المتوقعة بينها – بمعنى آخر : أكثر أخبار اكتشافات نجوم أو كواكب لا يكون قد تم فيها (الرصد الفعلي) لهذه النجوم أو الكواكب بصورة واضحة كما يراها عامة الناس على موقع ناسا أو المواقع الإخبارية (معظم التلسكوبات لا تصور بألوان حقيقية أصلا وإنما بصبغات خاصة لبعض المواد الكيميائية والإشعاعات ثم يتم تحويلها فيما بعد إلى صور أقرب للواقع) – فالصور والفيديوهات التي يراها الناس في ناسا والمواقع الإخبارية هو محاكاة جرافيك ثري دي 3D أنيميشين أو فوتوشوب لتقريب الفكرة إلى الناس – أما في الحقيقة : فكل تلك الأخبار عن الاكتشافات الجديدة ستجدون فيها كلمات الاحتمالية وليست اليقين مثل : (قد تكون) (من المحتمل أن يوجد بها ماء) (من الممكن أن تكون في النطاق المأهول للحياة أو الملائم للسكن) وهكذا – وكلها كما قلنا عبارة عن (توقعات) و (ترجيحات) قائمة على حسابات ورصد يفتقر إلى التفاصيل التي قد يظنها الناس وجودة وهي في الحقيقة ليست كذلك
العلماء لا زالوا يكتشفون الجديد في مجموعتنا الشمسية نفسها !!
وهنا معنا مثال جيد عن (توقع) العلماء لكوكب (تاسع) خارج مجموعتنا الشمسية لأن وجوده سيفسر سلوك مدارات كواكب المجموعة الشمسية (لاحظوا : لم يرصدوه وإنما توقعوه فقط لأنه يقدم تفسيرا) – ولذلك يدعون المراصد الفلكية للبحث عنه (ولاحظوا مرة أخرى : يبحثون خارج مجموعتنا الشمسية فقط وليس على بعد ملايين السنين الضوئية) !! إذن الأمر كما قلنا في مسألة اكتشافات الكواكب خصوصا (سواء كواكب عادية أو شبيهة بالأرض) : ليس باليقين ولا الوضوح والحسم الذي قد يظنه الناس أو غير المختصين وعدم فهمهم للصور أو الفيديوهات الجرافيك التوضيحية فيظنونها (حقيقة) تم تصويرها بالفعل !!
هذا رابط يوتيوب من ترجمتنا لحديثهم عن هذا الكوكب التاسع (المتوقع) خارج مجموعتنا الشمسية :
أخبار اكتشاف الكواكب الشبيهة بالأرض
حيث أن هناك مشاريع كاملة في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وخصوصا فريق البحث عن الكواكب خارج المجموعة الشمسية (ESO) تتكلف ملايين الدولارات – وهذه المشاريع إن لم تقدم من وقت إلى الآخر نتائج تترجم ما يتم إنفاقه عليها فسوف تخسر كثيرا من ميزانياتها – ولذلك فنحن نكرر مرة أخرى : ضرورة قراءة أخبار اكتشافات الكواكب الجديدة (الشبيهة بالأرض) في هذا الإطار – أي : بعيدا عن التهويل الإعلامي والكلام الذي يحمل معنيين – فكل من يعمل أو يفهم في مجال الفلك يعلم قدر ما في هذه الأخبار من (المبالغات) – ونحن هنا لا ننفي أو نكذب – ولا حتى نثبط أو نقلل من قيمة البحث العلمي – بل وتوجد آيات في القرآن لا تتعارض مع مثل هذه الاكتشافات ولا تحد البحث البشري فيها – يقول عز وجل :
“الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن” الطلاق 12
ولكننا ننادي بتوضيح الأمور دوما خصوصا لعامة الناس وغير المختصين – والابتعاد تماما عن الكلمات المبالغة والتي تلعب على وتر الخيال العلمي !!
إذن :
لا بد من التقاط كلمات (قد) و (ربما) و (من الممكن) و (من المحتمل) و (أقرب ما يكون) وباقي هذه التعابير الدلالية التي من يفهمها سيقف على حقيقة حجم الاكتشاف الحقيقي بدون تهويل أو مبالغة
((قد)) يوجد به ماء
((ربما)) يكون له غلاف جوي
((من المحتمل)) أنه يقع في المنطقة الممكنة للسكن
((من الممكن)) أن يكون مهدا لكائنات حية أو حضارات فضائية !!
وهكذا ….
وهنا :
نود الإشارة إلى اكتشافين في العامين الماضيين على نفس منوال الخبر الذي معنا اليوم (أي ضجة إعلامية ضخمة لاكتشاف كوكب قريب الشبه بالأرض) – ثم مع مرور الأيام : لا شيء !!
الخبر الأول :
كان في يوليو 2015 والكوكب كيبلر Kepler 452b
هذا رابط الخبر من صفحتنا : هنا
والخبر الثاني :
كان في أغسطس 2016 والكوكب بروكسيما Proxima B
وهذا رابط الخبر من صفحتنا : هنا
ولو تلاحظون في المنشورين :
كان تناولنا لمثل تلك الأخبار معتدلا :
بعكس الضجة الزائدة عن الحد التي يصاحبها كل خبر منها إعلاميا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات العلمية ..
فإذا لم يكن لك (رأي) و(فهم) و(علم) : فأنت مثل الجميع تنشر مثلما ينشرون ولا فرق !!
ولا زلنا نذكر في 2015 :
الاكتشاف الذي هز الأوساط العلمية لاستقبال موجات ذكية وعلى الأخص بالنسبة لمشروع SETI للبحث عن أي ذكاء خارج الأرض Search for Extra-Terrestrial Intelligence ثم في النهاية تبين أنها كانت موجات لفرن ميكرويف !! : هنا
ويبدو أنه ….
كان القشة التي قصمت ظهر الإنفاق الهائل على مثل تلك المشاريع التي على مدار نصف قرن لم تكتشف ولم تستقبل شيئا في آلاف المجرات : ولذلك تدخل البعض لبث الروح فيها من جديد بالتبرع لها بـ 100 مليون دولار وفي اتجاه معاكس لدلالة مفارقة فيرمي الشهيرة : هنا
والآن ….
نترككم مع ترجمة الخبر الذي انتشر من الأمس …
اكتشاف 7 كواكب شبيه بالأرض منها 3 تكاد تكون صالحة للحياة !
باختصار للخبر ..
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا اكتشاف 7 كواكب شبيهة بالأرض تدور حول النجم “Trappist-1” في كوكبة الدلو ((وقد يحتوي)) سطح 3 منها على الماء السائل، ما يعد أحد المكونات الرئيسة للحياة.
وأوضحت “ناسا” في مؤتمر صحفي طارئ أجري الأربعاء 22 فبراير، أن النجم القزم الأحمر “Trappist-1″، الذي تدور حوله الكواكب المكتشفة، يبعد نحو 40 ألف سنة ضوئية عن الأرض.
وإليكم بعض التفاصيل :
كشف تلسكوب spitzer space التابع لناسا أول نظام نجمي يحوي سبعة كواكب لها حجم الأرض تدور حول نجم واحد. ثلاثة من هذه الكواكب تقع في المنطقة الصالحة للحياة، وهي المنطقة التي تبتعد عن النجم المضيف بصورة ((يحتمل)) وجود الماء السائل على سطح كواكبها الصخرية.
سجل هذا الاكتشاف رقما قياسيا جديدا لأكبر عدد من الكواكب المكتشفة في المنطقة الصالحة للحياة حول نجم واحد خارج نظامنا الشمسي. و ((يمكن أن)) تحوي الكواكب السبعة الماء السائل على سطحها في ظل الظروف الجوية الملائمة، إلا أن الاحتمالات هي الأعلى بالنسبة للكواكب الثلاثة في المنطقة الصالحة للسكن. قال Thomas Zurbuchen المدير المساعد لبعثة العلوم في الوكالة واشنطن:
“يمكن لهذا الاكتشاف أن يكون جزءا هاما في حل لغز إيجاد بيئات صالحة للسكن وداعمة للحياة”.
وأضاف قائلا: “وإن الإجابة على التساؤل القائل ‘هل نحن وحدنا’ هي على رأس أولويات العلم، كما أن العثور على العديد من هذه الكواكب للمرة الأولى في المنطقة الصالحة للسكن، يعد خطوة هامة نحو تحقيق ذلك الهدف”.
فيديو يوتيوب من ناسا عن الخبر (عير مترجم) :
ويعد هذا النظام قريب نسبيا من الأرض، حيث يقع على بعد 40 سنة ضوئية (235 تريليون ميل) تقريبا، في كوكبة الدلو. تسمى هذه الكواكب بـ “الكواكب الخارجية” كونها تقع خارج نظامنا الشمسي. يدعى نظام الكواكب الخارجية هذا TRAPPIST-1، تيمنا بـ “تلسكوب الكواكب العابر والكويكبات الصغيرة” The Transiting Planets and Planetesimals Small Telescope، اختصارا (TRAPPIST)، الموجود في تشيلي.
حيث في مايو، عام 2016، أعلن الباحثون باستخدام TRAPPIST عن اكتشافهم لثلاثة كواكب في هذا النظام. وبمساعدة عدة تلسكوبات أرضية أخرى، بما في ذلك التلسكوب الكبير جدا في المرصد الأوروبي الجنوبي، بالإضافة إلى سيبتزر في ناسا، فقد أكد الباحثون وجود اثنين من هذه الكواكب واكتشاف خمسة إضافية، مما يرفع عدد الكواكب المعروفة في هذا النظام إلى سبعة كواكب.
نشرت النتائج الجديدة يوم الأربعاء في مجلة نيتشر Nature، وأعلن عنها في مؤتمر صحفي في مقر ناسا بواشنطن. وباستخدام بيانات سبيتزر، أجرى الباحثون قياساتهم لأحجام الكواكب السبعة بدقة، وقد وضعت تقديرات أولية لستة كواكب، الأمر الذي يسمح بتقدير كثافتها أيضا.
وبناءا على كثافتها، ((من المحتمل)) أن تكون الكواكب السبعة صخرية. وعمليات الرصد الإضافية لن تساعد فقط في معرفة ما إذا كانت الكواكب غنية بالماء، ولكن أيضا ((ربما)) تكشف عن حالة الماء إن كان سائلا أم غير ذلك. ولم تقدر كتلة الكواكب السبعة الخارجية البعيدة حتى الآن -ويعتقد العلماء أن تكون الكواكب جليدية، عوالم “تشبه كرة الثلج”، ولكن ذلك الأمر يحتاج إلى مزيد من عمليات الرصد.
وبخلاف شمسنا، يصنف النجم TRAPPIST-1 على أنه قزم فائق البرودة، حيث يسمح للماء السائل بالبقاء على حالته على الكواكب التي تدور في مدارات قريبة منه، وأقرب من المسافة التي يمكن لكواكب المجموعة الشمسية ان تدور بها حول الشمس.
حيث أن مدارات الكواكب السبعة تقع على مسافة من نجمها أقل من تلك التي بين عطارد و الشمس. كما ان الكواكب شديدة القرب من بعضها البعض. بحيث إذا وقف شخص على سطح أحد هذه الكواكب، فإمكانه أن يرى الخصائص الجيولوجية والسحب للكواكب المجاورة، حتى أنها قد تبدو أكبر من القمر في سماء الأرض.
رابط جرافيك تخيلي يوتيوب يمكنك تحريك الماوس بداخله بتقنية 360 درجة :
ويمكن أن تكون الكواكب ساكنة بالنسبة إلى نجمها، ما يعني أن جانبا واحدا من الكوكب يواجه النجم بشكل دائم، وبالتالي فإن جانب منه يظل مضيئا والثاني مظلم بشكل دائم. وهذا ما قد يعني أن لديها أنماط طقس معينة تختلف كليا عن الأرض، مثل الرياح القوية التي تهب من الجانب المضيء إلى الجانب المظلم والتغيرات القصوى في درجات الحرارة.
سبيتزر وهو تلسكوب عامل بالأشعة تحت الحمراء يتبع الأرض في مدارها حول الشمس، ومناسب تماما لدراسة TRAPPIST-1 لأنه يتوهج بشكل أكبر في ضوء الأشعة تحت الحمراء، والتي تعد اطوالها الموجية أكبر من أن تتمكن العين من رؤيتها.
في خريف عام 2016، تمكن سبيتزر TRAPPIST-1 برصد المجموعة بشكل مستمر لمدة 500 ساعة تقريبا، حيث وضع سبيتزر في مداره على نحو فريد لرصد ما يكفي من عبور الكواكب أمام النجم المضيف للكشف عن البنية المعقدة للنظام. وقد تفاءل المهندسون بقدرة سبيتزر على رصد عبور الكواكب خلال “مهمة سبيتزر الحارة”، والتي قد بدأت بعد نفاذ سائل تبريد المركبة الفضائية كما هو مخطط له بعد السنوات الخمس الأولى من العمل.
وبمتابعة اكتشاف سبيتزر، بدأ تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا بتحري أربعة من الكواكب، ليشمل ذلك ثلاثة كواكب داخل المنطقة الصالحة للحياة. وتهدف هذه الأرصاد إلى استقصاء وجود الأغلفة الجوية المنتفخة والتي يهيمن الهيدروجين على تركيبها في العوالم الغازية كنبتون حول هذه الكواكب.
سيساعد كلا من سبيتزر وهابل وكبلر، الفلكيين في التخطيط للدراسات القادمة التي سيستخدم فيها تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا، والذي سيطلق في عام 2018. وسيكون أكثر حساسية، وسيساعد في الكشف عن البصمات الكيميائية للماء والميثان والأكسجين والأوزون وغيره من مكونات الغلاف الجوي للكوكب. وسيحلل درجات حرارة الكواكب وضغوط السطح، وهي العوامل الرئيسية لمعرفة ما إذا كانت صالحة للسكن.
يُدير مختبر الدفع النفاث مهمة تلسكوب سبيتزر الفضائي لصالح دائرة المهام العلمية التابعة لناسا في واشنطن، كما يتم إجراء العمليات العلمية في مركز سبيتزر العلمي في معهد كاليفورنيا للتقنية في باسادينيا. ويتم إجراء العمليات العلمية في شركة لوكهيد مارتن لأنظمة الفضاء في ليتلتون- كولورادو، وتتم أرشفة البيانات في أرشيف علوم الأشعة تحت الحمراء في مركز معالجة وتحليل الأشعة تحت الحمراء في معهد كاليفورنيا للتقنية، الذي يُدير بدوره مختبر الدفع النفاث لصالح ناسا.