خرسانة إسمنتية مُوصلة للكهرباء كحلٍ بديلٍ عن استخدام المِلح و المواد الكيميائية المُستخدمة في إذابة الثلوج لبقاء الطُرق آمنةً في فصل الشتاء !
تتراكم الثلوج على صفيحةٍ خرسانية بطول 12 قدم مربع ( 1.1 م) في إحدى شوارع مدينة أوماها الأمريكية، لكن هذا الأخير بدأ بالذوبان من فوقها تحت تأثير الشحنات الكهربائية، حيثُ أضاف مُصمِّمها أ. كريس طوان، أستاذ الهندسة المدنية، القليلَ من بُرادة الحديد و جُزيئات الكَربون لخليطِ الخرسانة التقليدية المُستخدم منذ قرون، و يُمثّل ما أضَافه 20 % فقط من التركيبة و ال 80 % المُتبقية هي الخليطُ التقليدي للخرسانة، بالإضافة إلى أنّ الكهرباء المتولدة آمنة فهي تكفي لإذابة الثلج و الجليد في أشدّ العواصف.
يُوضِّح فريق أ.كريس للأبحاث طريقةَ إذابةِ الخرسانة للثلج لمكتب الطيران الفيديرالي (FAA) خلال مرحلةٍ تجريبيةٍ في شهر مارس 2016 الذي سيأخذُ في عين الاعتبار التوسع بها إذا نالت إعجابه بدمجها بطريق إسفلتي في أحد المطارات الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية ممّا أثار استغراب أ.كريس الذي توقع أن تُستخدم في مُدرَّج المطار المُصمّم لإقلاع و هبوط الطائرات، لكن ال(FAA) وجدتها أكثر فائدةً في الطرُق الإسفلتية لبوابات تفريغ الشحن (من حقائب و أغذية و نِفايات و وقود) موفرةً الكثيرَ من الوقت الضائع بفعل الطقس.
قام أ.كريس و الهيئة العامة للطرق في مدينة نبراسكا الأمريكية في عام 2002 بجعلِ روكا سبر(Roca Spur)، و طوله 150 قدم (45.72)، الأول من نوعه في العالم بتزويده ب52 بلاطة خرسانية موصلة للكهرباء، و ما زال يُذيب الثلوج لأكثرَ من عقدٍ من الزمن والذي جعل الأستاذ يضع ثقتهُ في هذه التقنية المُجسّدة أمامه على أرض الواقع.
يقول أ.كريس: “تتجمد الجسور دائماً أكثرمن غيرها لأنها مُعرضة للهواءِ من أعلاها و أسفلِها” و يُكمل قائلاً “بناءُ جسرٍ كاملٍ من هذه الخرسانة ليس بالمُكلف إذ أن الطاقة الكهربائية المُستخدمة لإذابة الثلجِ من جسرِ روكا سبير لثلاثة أيامٍ متتاليةٍ، في أشدّ العواصف، لا تتعدى ال250 دولارًا، على عكس المواد الكيميائية التي تُكلِّف أضعافَ هذا الرقم. لكنّ فائدتها تَكمنُ في الأماكن المُثلجة أو التي يشوبُها الحفر و التي تتكون غالباً منَ المبالغة في استخدامِ الملح أو كيماويات إذابة الثلج مما يسبِّب تآكل الخرسانة و تلويثِ المياه الجوفية على الَمدى الطويل“.
أثبتت التقنية فائدتها للمرة الثانية في تطبيقٍ مختلفٍ تماماً عن سابقهِ و بدون اللّجوء إلى الطاقة الكهربائية، إذ حَصل أ.كريس على براءة اختراعٍ من(Nutech Ventures) ببنائِه، هو و فريقُه، غرفةً في مَعمَلهم باستخدامِ الخرسانة التقليدية، مع استبدالِ الحجر الجيري و الرملِ بمعدنِ الماجنتيت (Magnetite) جاعلاً إياها مُحصّنةً ضد الموجات الكهرومغناطيسية و هذا يشملُ موجات الراديو الُمستخدمة في الهواتف النقالة، و هو الخليط المثالي لكل شخصٍ قلقٍ من التجسس الصِناعي.
طورَ أ.كريس الخرسانة بالتعاونِ مع ليم (Lim Nguyen) أستاذ مُساعد في هندسة الكُمبيوتر و الكَهربية، و أ.بنج تشين (Bing Chen)، و هو أيضاً أستاذ في هندسة الكُمبيوتر و الكهربية، و أ.شريف يحيى المُتخصّص في الهندسة المَدنية في الجامعة الأمريكية بالشارقة و الذي حَصل على شهادة الدكتواره من جامعة نبراسكا(UNL)،و يقومُ حالياً المكتب الفيدرالي للطيران بتمويل أبحاث الفريق و هو الذي تم تمويله سابقاً من طرف هيئة الطرق في مدينة نبراسكا.
المصدر :