خلايا مناعيّة تقاوم الفيروسات المتطفّرة، مستقبل جديد للقاحات!
اكتشف علماء خلايا مناعية تقاوم سلالات متعدّدة للفيروس نفسه، وقد يسهم هذا الاكتشاف في تغيير مستقبل تطوير اللقاحات.
تنعدم فعالية اللقاحات عندما يتطفّر الفيروس الذي صممت لتصده. وتحتل هذه المشكلة أولوية لدى الباحثين. تهدف اللقاحات إلى تحريض الجهاز المناعي لينتج خلايا ذاكرة مناعية تمنح الشخص حمايةً طويلة الأمد من المرض، وظنّ العلماء أنّ هذه الخلايا لا تستطيع تذكّر سوى سلالة واحد من الفيروس الذي يستهدفه اللقاح.
وجد الباحثون مؤخرًا أنّ الجهاز المناعي يستطيع إنتاج خلايا ذاكرة مناعية (Memory cells ) تتعرّف على سلالات مختلفة للفيروس نفسه، وقد يغيّر هذا الاكتشاف آلية تطوير اللقاحات وإعطائها في المستقبل.
تحدث أمراض مثل: (الإنفلونزا، وحمى الدنك، والإيدز) بسبب فيروسات تتطفّر باستمرار؛ مما يتيح لها الاختباء عن الجهاز المناعي وتجنب أي رد دفاعي من الجسم. تقي اللقاحات الحالية من سلالات فيروسية معيّنة، لكنها لا تستطيع الوقاية من السلالات الحديثة التي تنشأ بسبب الطفرات الجينية؛ لذلك يعمل العلماء على تطوير لقاح إنفلونزا سنويًا ليستبقوا ظهور سلالات جديدة متغيّرة من الفيروس.
كانت خلايا الذاكرة المناعية التي استخدِمت في هذه التجربة غير بالغة أو غير مكتملة التطور؛ مما منحها قدرةً أكبر على التغير والتأقلم لمكافحة مختلف سلالات الفيروس. تنتج هذه الخلايا أجسامًا مضادة أقل تركيزًا على الفيروس المُمرض، ويُعَدُّ هذا مفيدًا إذا تطفّر الفيروس لاحقًا.
واجتمع في البحث أكاديميون من جامعة إكسيتر وجامعة برستول وجامعة برمنجهام لاختبار استجابة الفئران الملقّحة ببروتينات لسلالات مختلفة للفيروسات، واستطاعوا من خلال عزل مئات الخلايا المفردة وتحليل مختلف الأجسام الضدّية بعناية: العثور على الخلايا غير البالغة التي تنتج هذه الأجسام المضادة الأقل تركيزًا. وأنتج الجهاز المناعي لدى الفئران الملقّحة ببروتينات السلالات المختلفة للفيروس الواحد كثيرًا من خلايا الذاكرة المناعية غير مكتملة التطور.
————
فهل نجد قريبًا لقاحًا مضادًا للإنفلونزا يحمينا من هذا الفيروس!