كشفت دراسةٌ أن الأشخاص النّاجحين في عملهم أكثرُ عرضة لِأن يكونوا تحت رحمة الإنترنت، وهم معرضون بشكل متزايد لخطر القلق والاكتئاب والعزلة؛ بسبب تسجيلهم الدّخولَ بهوسٍ في ساعاتهم خارج المكتب.
فاجأت النّتائج الباحثين الّذين توقّعوا أن يكون الشبّان اليافعون والعاطلون عن العمل أكثر عرضةً لمخاطر إدمان الإنترنت.
تقول الكاتبة: «عندما كنت مراهقةً، كنت أبقى فى الدّردشة -عبر تطبيق ماسنجر- أو أحدّث مدوّنتي الشّعرية الفظيعة والصّور المتحركة منزلية الصّنع حتّى ساعات الصّباح الباكرة، كنت أحظى بإعانات من الحكومة خاصّة بالعاطلين عن العمل، كنت أحدّث صندوق بريدي الوارد باستمرارٍ على أملِ أن يمنحني أحد ما، أي أحد، فرصة ما. ولم يحدث -على أيّ حال- أن بدأ استخدامي الإنترنت يخرج عن السّيطرة حتّى بدأتُ أعمل».
ستبدو عبارة «اخلد إلى فراشك» مألوفة لمدمني الإنترنت في أيّ مكان، سواء من كان موظّفًا أو عاطلًا عن العمل، لكنّ الحاجة إلى مواكبة الأخبار باستمرار يأخذ بالأيدي إلى مراحلَ متطوّرة من الإدمان.
هذه نصائحي الخمسة للحفاظ على حياةٍ صحّيّة على الإنترنت:
1- جَدْوِل مواعيد استخدامك الإنترنت
يبدو الأمر مملًّا للغاية طبعًا، لكن كنْ على موعد نهائيٍّ جاد، وأجبر نفسك على أن تفرَغَ من استخدام الإنترنت السّاعة 5:45 بعد الظهر عند موعد غدائك مثلًا. اعلمْ أن التوثق من وجود فاصل واضح بين وقت العمل ووقت المنزل هو الحل الوحيد للحفاظ على علاقاتك. إذا كان الوقت الوحيد الذي يتسنّى فيه لأحبائك رؤية وجهك الجميل هو عند كونك ملتصقًا بشاشة المحمول، فضَعْ هذه النّصيحة في الاعتبار.
2- تفهّمْ حقيقةَ أنْ ليست كلّ رسالة تستوجب الرّدّ
عليك قبول استحالة أن تعيش حياة صحّيّة إذا كنت ستردّ على كلّ الرّسائل التي تأتيك، ولكن بمجرّد قبولك أنّه ليس عليك الرّدّ على كلّ الرّسائل، فيمكنك حينئذ توفير قدر هائل من الوقت! بإمكانك الاحتفاظ بنماذج لرسائل صغيرة تكون ردودًا جاهزة على رسائل الآخرين، هذا سيكون غطاءً مريحًا لك، ولن تكون فظًّا مع الآخرين بتجاهل رسائلهم.
3- عطّلِ الإشعارات غير المهمة
أول خطوة عليك فعلها للحدّ من استخدام الإنترنت، هي جعله غيرَ قادر على التّطاول على وجودك اليوميّ في العالم الحقيقيّ، بوساطة إشعارات الهاتف المحمول. أي بمعنى آخر قيّدِ الإشعارات غير المهمة في كلٍّ من «فيسبوك» و«تويتر» وغيرها، ولا تدعْ أخبارًا جانبيّة تعطّل عليك حياتك وتهدر من وقتك. ولا تقلق، فمن يريدك لأمر ضروريّ في العائلة أو العمل أو الأصدقاء سيتّصل بك عبر مكالمة هاتفيّة.
4- اخرُجْ قليلًا
إحدى نصائح الأمّهات كانت تقول: «تأكّد من أنّك تخرج من البيت كلّ يوم». يمكن تطبيق مثل تلك النّصائح على الإنترنت نفسه، فعندما ترى نقاشًا حادًّا عقيمًا عبر التّعليقات وسجالات سخيفة، يمكنك أن تخرج إلى النّافذة وتستنشق الهواء، أو تذهب إلى المطبخ وتشرب كوبًا من الشّاي، وتذكّرْ أن العالم الخارجيّ ما زال موجودًا وحاضرًا.
5- تذكّرْ أنّه مجرّد إنترنت
إنّ توقّفك عن تعقّب المنشورات السّاخرة، والتّعليق عليها، وإرسالك الطرائف إلى أصدقائك لن يجعل الكرة الأرضيّة تتوقف عن دورانها؛ لذلك فكّرْ بأصدقائك الذين هم بقربك، وبأهلك وجوارك، فهم عنصر أساسيٌّ جدًّا في تعافيك من إدمان مواقع التّواصل الاجتماعيّ.