تُفيد إحدى الدراسات الجديدة أن قُرّاء اللّغة العربية يتعرفون على الكلمات بصورةٍ مغايرةٍ لما عليه قُرّاء غيرها من اللغات. ويعني بحث الدكتوراه هذا والذي أُجري في جامعة ليسيستر بتحليل الفروق في عملية القراءة استنادًا إلى الاختلافات بين الأشخاص والتباين بين اللّغات كما أفاد البحث بوجود عددٍ من الاختلافات في طريقة تعرف قراء العربية على الكلمات.
• أظهرت هذه الدراسة التي أجراها أبو بكر المبارك الطالب بقسم علم النفس عدة اختلافاتٍ واضحةٍ في كيفية تعرف جانبي المخ الأيمن والأيسر على الكلمات العربية.
تُعد دراسة المبارك واحدةً من أوائل الدراسات التي ناقشت العمليات الإدراكية والنفسية وراء التعرف على الكلمات العربية وقراءتها حيث سلّطت الضوء على تأثير اتجاه القراءة وشكل الحروف وبنية اللغة.
كما يوضح بحثه هذا مدى تعقيد هذا التصرف العادي الذي يعده أغلب الناس سهلًا مقارنةً بغيره ويساعد كذلك على فهم السبب في أن بعض الناس يجدون صعوبةً في القراءة ويناقش كيفية التغلب على مثل هذه الصعوبات.
• يعلق المبارك على ذلك قائلًا : “إن الاختلافات الوظيفية بين جانبي المخ الأيمن والأيسر تُؤثر على تعرف القارئ على الكلمات بحسب موقعها في الصفحة ما دامت هذه الكلمات خارج مركز مجال رؤيته– ويُظهر ذلك مدى تخصص جانبي المخ الأيمن والأيسر في عملية القراءة ويثبت تكامل الجانبين وظيفيًا عند محاولة فهم الكلمات الواقعة في مركز مجال الرؤية حيث يتعرف قراء العربية الأصليين على الكلمات العربية بكفاية أكبر عندما يجعلون هذه الكلمات في مركز مجال رؤيتهم”، ويظهر ذلك ما لنقطة النظر من أهمية في عملية القراءة ،كما يظهر اختلافًا في النتائج بين العربية والإنجليزية، وغيرها من اللّغات الغَربية التي تقرأ بكفاية أكبر عندما تكون نقطة النظر بين أول الكلمة ومنتصفها.
• يقول المبارك عن الأسباب المحتملة لهذه الاختلافات في عملية القراءة :
أنها “ربما تكون بسبب أن العربية تقرأ من اليمين إلى اليسار وأنها تكتب بحروف مشبكةٍ (أي أن الحروف العربية، حتى في المطابع، تكتب متصلة ببعضها كما هو الحال في الكتابة اليدوية في الإنجليزية)” ،ويضيف د. ديفيد باترسون من قسم علم النفس “أن العربية واحدةٌ من أقدم اللغات وأجملها كما تأتي في المرتبة الثانية على مستوى العالم من حيث عدد الناطقين بها، غير أن ما يُثير الدهشة هو الاهتمام المحدود بكيفية قراءتها وتحدثها.
• ينتظر أن يكشف المنهج التجريبي الذي اتبعه أبو بكر المزيدَ عن كيفية قراءة هذه اللّغة وغيرها من اللّغات.”هذا وقد قُدّم هذا البحث في احتفال الدراسات العليا يوم الخميس 16 يونيو (حزيران) الماضي، حيث يَمنح هذا الاحتفال الذي يدوم يومًا واحداً المنظمات والجمهور فرصة لقاءِ الجيل القادم من المبتكرين والباحثين المتميزين كما قدّم خمسون طالبًا من طلاب جامعة ليسيستر شرحًا لتطبيقات أبحاثهم العملية بطريقةٍ سهلةٍ وممتعةٍ وعلاوة على ذلك تم فتح أبواب الاحتفال للجمهور مجانًا. ولمزيدٍ من المعلومات يرجي زيارة الرابط : هنا
.