أجرى علماء لبنانيّون بحث نُشر فى المجلة العلميّة الأمريكيّة للصّحة العامّة *(American Journal of Public Health) دراسة على أزواجٍ من بيروت للتوصّل إلى العلاقة بين مشاركة الرجل في الأعمال المنزلية ومدى سعادة الزوجات ورضاهنّ، وبالتالي انعكاس ذلك على الأسرة كلّها.
وشملت الدراسة 1652 أسرة، بحيث تمّت مقارنة الأُسَر التي يشارك فيها الزوج فى الأعمال المنزلية مع تلك الأسر التى لا يشارك فيها الزوج، وباستطلاع ما خلصت إليه النتيجة بسؤال الزوجات عن مدى سعادتهنّ وراحتهنّ النفسية ورضاهنّ الأسريّ، توصّلت الدراسة إلى أنّ
1_ الزوجات اللاتي يشاركهنّ الزوج قليلًا في الأعمال المنزلية هنّ الأكثر توتّرًا وشقاءً بحوالي 1.6 مرّة من الزوجات اللاتي يشاركهنّ الزوج بشكل كبير.
2_ الأُسَر التي يشارك فيها الزوج زوجته في الأعمال المنزلية أكثر راحة بمعدل 2.9 مرة.
3_أماالأسر التي لا يشارك فيها الزوج زوجته فتكون غير سعيدة بمعدل 2.6 مرة من تلك الأسر التى يشارك فيها الزوج الزوجة.
وتخلُص الدّراسة إلى أنّ مشاركة الزوج لها تأثير إيجابي على صحّة الزوجة النفسيّة والممارسة السريريّة ، بل وتتعدّاها إلى الصّحة العامّة.
مثل هذه الدراسة و غيرها تعتبر دليلا علميا إضافي مزكي يحثنا على الإحسان للنساء و مشاركتهن الأعباء المنزلية ” فخيارنا خيارنا لأهلينا ” كما أخبرنا الرسول.
و خيرنا و قدوتنا في ذلك رسولنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يشارك أهله وزجاته فى الأعمال المنزلية .. فكان يكون في مهنة أهله : يحلب شاته ، ويرقع ثوبه ، ويخدم نفسه ، ويخصف نعله ، فإذا حانت الصلاة خرج إلى الصلاة وصلى بالناس ، ثم جلس إليهم فحدثهم وعلمهم ووعظهم وذكّرهم واستمع إلى شكواهم وأصلح بينهم ، ثم يعود إلى بيته .
وروى البخاري (676) عَنِ الأَسْوَدِ ، قَالَ: ” سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ – تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ – فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ ” . .
وقد سئلت عَائِشَة رضي الله عنها : ” مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ فقَالَتْ: كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ “.
وفي رواية له أيضا (24903) : ” كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ [4]”
على عكس الحضارة الغربية (( في العصر الحديث و الوقت الراهن )) التى جعلت مملكة الأسرة بمثابة حلبة مصارعة و صراع بين الرجل و المرأة و حولت المرأة إلى اداة جنسية فى الإعلانات و بيوت الزنا والمطاعم والنوادي و أودى ذلك إلى التفكك الأسري و يتبعهم في ذلك نحو القدة بالقدة دول عربية فيا ليتهم تشبهوا بهم فيما يعود على أمتهم بالنفع من تقدم حضاري و ثورة صناعية مع التمسك بالقيم التي حدث عليها شرعنا و الإعتزاز بالهوية و البعد عن التغريب و الشعور بالإنتماء للوطن .