دعوها فإنها مُـنتنة ” !!
يروي البخاري ومسلم في صحيحيهما أنه في أحد الأيام وقع شجار بين أنصاري (من أهل المدينة) ومهاجر (من أهل مكة) فتنادى البعض : يا للأنصار – وتنادى الآخرون : يا للمهاجرين – فذم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وجعله من دعوى الجاهلية قائلا : (دعوها فإنها منتنة) يقصد دعوى العصبية والعرقية وكل ما شابهها من الفروقات التي لا دخل للبشر فيها وقد يتعصب لها الفرد ولبني جنسه منها حتى لو كانوا على الباطل !! رغم أن المسلم والمؤمن يجب دوما أن يكون مع الحق حتى ولو ضد نفسه وأهله وعرقه وناسه !!
لن نطيل كثيرا في بيان ما فعله الإسلام في ذلك – إذ هو أوضح من أن يتكلم أحد عنه منذ بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي رضي الله عنهم أجمعين – ولكن نفسح المجال لكلام أرنولد توينبي Arnold Toynbee فيلسوف التاريخ والمؤرخ البريطاني الشهير إذ يقول في كتابه Civilization On Trial فصل Islam, the West, and the Future صفحة 205 :
The extinction of race consciousness as between Muslims is one of the outstanding achievements of Islam, and in the contemporary world there is, as it happens, a crying need for the propagation of this Islamic virtue.
الترجمة :
“ إن انقراض الوعي العِرقي (أي اختفاء تكبر عرق على آخر) بين المسلمين هو أحد الإنجازات البارزة للإسلام، وفي العالم المعاصر هناك كما يحدث الآن : حاجة صارخة لنشر هذه الفضيلة الإسلامية ”
رابط PDF للكتاب (الاقتباس صفحة 205) :
https://ia801606.us.archive.org/22/items/in.ernet.dli.2015.185313/2015.185313.Civilization-On-Trial.pdf
رابط التفريغ النصي للكتاب (الاقتباس صفحة 205) :
https://archive.org/stream/in.ernet.dli.2015.185313/2015.185313.Civilization-On-Trial_djvu.txt
فنقول بحسرة : أين نحن من هذا اليوم ؟! هذا يفتخر ويتعالى بأنه عربي – وهذا فارسي وهذا مغربي وهذا أمازيغي وهذا مصري وهذا كردي وهذا سوداني وهذا سوري وهذا لبناني وهذا سعودي وهذا وهذا وهذا وهذا (نرجو ألا يؤاخذنا أحد إذا نسينا بلده أو عرقه !!) فسبحان الله العظيم – وهل تهلك الأمة إلا بإثارة مثل تلك النعرات بيننا من الحين للآخر ؟!!