دليلك حول تساقط الشعر
لعلَّ الموضوع يُعتبر من أكثر المواضيع الطبية الشائعة بين الناس، ونسمع النصائح والتخمينات حول العلاج أو عن التقليل من المشكلة، ولكن الموضوع أكبر من تجربة شخصية، أو خبرة فردية في بعض الحالات، لذلك قررنا أن نعرض لك بعض الأمور العلمية في هذا الجانب، بسم الله نبدأ:
سنتحدث عن 3 نقاط رئيسية، ألا وهي:
ما هي أسباب تساقط الشعر؟ وكيفية التشخيص السريري للحالة؟ والسؤال؛ الأهم هل يمكن علاجه؟ وكيف؟
في البداية:
هل تعلم أنه في الوضع الطبيعي يفقد الإنسان حوالي 50 إلى 100 شعرة يوميًا؟ (بُشرى).
لذلك وبعبارة أخرى، فإن تساقط الشعر أمر طبيعي إلى حد ما ولا يستحق القلق، فهو لا يُنذر بصلعٍ قريب في حال رأيت بضع الشعيرات.
لكن اليوم سنتحدث عن التساقط الذي هو فعلًا مشكلة، وننوه هنا إلى ضرورة زيارة الطبيب وخصوصًا في حالات التساقط الحاد والمفاجئ أو إذا كان التساقط بالجملة، وعدم الاعتماد على أي وصفات عشوائية في العلاج، حيث ستلاحظون اتساع دائرة الأسباب و الأنواع في تساقط الشعر، وأن كل حالة في العلاج تختلف عن الأخرى.
أهم الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر:
قد يكون تساقط الشعر حالة دائمة، بأنماطها الذكورية والأنثوية، وعادة تنجم عن أسباب وراثية. وهناك أسباب أخرى شائعة و#مؤقتة تعمل على تساقط الشعر وأهمها (نذكرها لك لتبتعد أو تعالج ما تستطيع التعامل معه منها):
– التوتر. (خليك ريلاكس? )
– تناول أدوية معينة مثل بعض أنواع موانع الحمل، والعلاج الكيماوي.
– وجود أمراض معينة: مثل فقر الدم، ومرض السكري، وأمراض الغدة الدرقية أو بعض الأمراض المناعية الذاتية (لذلك لا تستغرب في حال طلب منك الطبيب بعض التحاليل).
– نقص في مستوى الحديد أو فيتامين دال (كما في حال الدورات الشديدة عند النساء دون أن يحتوي الغذاء على الحديد، وذلك لفترات طويلة).
– خسارة الوزن: واتباع أنظمة غذائية ذات قيمة بروتينية منخفضة.
– الفطريات التي تصيب فروة الرأس (وهذه حلها بسيط).
كل هذه أسباب قد تكون وراء تساقط الشعر، فكثيرًا ما يحتاج الأمر لزيارة الطبيب. وطبعًا لا ننسى الصلع الذكوري، الذي سببه هرمون التستوستيرون الذكوري، حيث يتحول في بعض الأنسجة لمركب آخر إحدى تأثيراته زيادة تساقط الشعر (ويقوم أحد الأدوية بمنع هذا التحول).
والآن يجب ذكر التشخيص حتى نعرف الأسباب ونقوم بالعلاج. عند زيارة الطبيب سيقوم بسؤالك عن أشياء كثيرة (مثل تاريخ تساقط الشعر في العائلة أو تناول أدوية معينة) حتى ثلاثة أشهر ماضية منذ ظهور المشكلة، وبهذا تستطيع أنت المساعدة كثيرًا بالتشخيص. ثم يبدأ بالفحص السريري وإجراء الاختبارات اللازمة:
مثل اختبار سحب الشعر بلطف، حيث يقوم بالإمساك بحزمة شعر (40 إلى 60 شعرة) ويقوم بشدها بلطف، ويكرر العملية في مناطق مختلفة. في الوضع الطبيعي يجب أن لا يزيد عدد الشعرات المقتلعة عن 3 شعرات من المنطقة الواحدة على الأكثر، وأما في حال وجود مشكله حقيقية يكون عدد الشعرات أكثر من 6 شعرات في العادة، ثم ينظر الطبيب بعناية إلى الشعرات المقتلعة، ويتفحص جذورها وشكل البصيلة فيها، وتقريبًا من خلال كل ذلك يستطيع الطبيب معرفة نوع المشكلة. وكذلك يطلب إجراء بعض التحاليل المخبرية، تحاليل الحديد وفيتامين د، وأيضا الغدة الدرقية!
العلاج:
كالعادة دائما معالجة السبب هي أفضل علاج لأي مشكلة. فأخذ العلاجات العامة قد يفيد، لكن بدرجة محدودة للغاية لا تكاد تُذكر. فإذا كانت المشكلة بسبب أحد العوامل التي ذُكرتْ بالأعلى فإنه من المهم علاجها أولًا. وفي بعض الأحيان التي لا يمكن علاجها بالأدوية وبعض العادات الغذائية؛ يمكن اللجوء إلى زراعة الشعر كحل متوفر.
أما الأدوية المتوفرة فهي متعددة، فإضافةً لأدوية كل سبب (مثل الحديد في حال نقص الحديد) هنالك أدوية عامة مثل: المينوكسيديل Minoxidil الذي يزيد من تغذية الشعر، لكن يحتاج لسنة ليظهر التأثير العلاجي له (3 أشهر أدنى حد). ويتحتم على المريض مداومة العلاج به. ولكن يفضل استشارة الطبيب قبل أخذه، فرغم أنه دواءٌ موْضعيّ، إلا أن طول الاستخدام قد يؤثر على بعض المرضى، مثل مرضى السكري ومرضى القلب ومرضى الكلى.
وهنالك دواء آخر لمحاربة الصلع الذكوري (الفيناستيريد)، لكن يُفضل استشارة الطبيب قبل أخذه، لما قد يحدثه من عكس التأثيرات عند إيقافه.
هذه العلاجات الأشهر، ويوجد بعض العلاجات الخاصة مثل استعمال الستيرويدات والعلاج بالعوامل المناعية وكل ذلك يعتمد على الحالة ونوعها، والطبيب سيقرر ما هو العلاج وكيفية إعطائه وذلك بناءً على تشخيص المشكلة ومعرفة النوع.
ودمتم بصحة وعافية.