دوائينِ معاً قد يَقضيان على 20% من الأورام السَّرطانية في الجِلد!
يعتبر سَرطان الجِلد مِن نوع ميلانومَا (Melanoma) النوعُ الأَكثرُ خُطورةً مِن أنواعِ سرطانِ الجلدِ، ويُقدَّر أن يكونَ مَسؤولًا عن حَوالي (10000) حالة وفاة سنويًا في الولاياتِ المتَّحدة الأمريكية.
وتتراوحُ معدَّلاتُ البقاءِ على قيدِ الحياةِ بينَ (15-97) في المئة، اعتمادًا على سرعةِ اِكتشافِ المرضِ.
——————
إيبيليموماب (ipilimumab) و نيفولوماب (nivolumab)، قد لا تكونُ سمعتَ بهذين الإسمينِ من قبل؛ ولكن هذين العَقارين (الدوائين) يُمكن أن يكونا العلاج المَناعيُّ المستقبليُّ لسرطانِ الجلد!
حيثُ أظهرت الدراسات أنَّ العلاج الجديد باستخدامِ هذه الأدوية معًا يمكنهُ شفاء سرطان الجلد (Melanoma) في 22% من الحالات تقريباً.
بَينما كانت هذه الأدويةُ تستخدم بشكلٍ منفصلٍ في الماضي، يَعتقدُ العلماءُ الآن أنَّ استخدامَهما معًا يمكن أن يكونَ أكثرَ فعاليَّة.
ففِي تجربةٍ حديثةٍ شاركَ فيها (142) مريضًا، استُخدِمَ فيها الدواءانِ معًا كعلاجٍ، أظهرتِ النتائجُ أنَّ (69) في المئة من المرضى لا يزالونَ على قيدِ الحياة بعدَ عامين، مقارنة مع (53) في المئة عند الَّذين كانوا يستخدمونَ (إيبيليموماب) وحدَه.
بالرُغم من كونِ هذه الأرقام مُبشِّرة، إلا أنّ أكثر من نصفِ المشاركين في الاختبار قد عَانوْا من آثارٍ جانبيةٍ خطيرةٍ أو مُهدِّدةٍ للحياةِ، لذا يَلزمنا المزيدُ من العملِ قبل استخدام هذه الأدوية على نطاقٍ أوسعٍ.
يقولُ أحدُ أفرادِ الفريق (جيمس لاركن) من مُسشفى رويال مارسدن في لُندن لبي بي سي : “مِن المشجِّع جدًا أنْ نرى هذا المعدَّل للبقاء على قيدِ الحياة، وسَيكونُ من المُهم من حيث العمل بها الاستفادة من هذه العلاجات على المدى الطويل، ولكن على الرُغم من ذلك، تبقى هذه الدراسة صغيرةً نسبيًا، حتَّى الآن“.
نظامُنا المناعيُّ هو واحدٌ من أفضلِ الدِّفاعات ضدَّ المَرض، لكنَّ الخلايا السَّرطانية تستخدمُ مجموعةً متنوعةً من الطُرق لِتَجَنُّب الكشف عنها و لِتنتشر في الجسم.
ما يقوم به (إيبيليموماب و نيفولوماب) هو “إعادة توجيه” للجهاز المناعيّ، ومُساعدة أجسامنا للعودةِ إلى القتال ضدَّ هذا المرض.
بسببِ الآثار الجانبية، يُمكن أنْ ينتهي به الأمرُ إلى معالجة حالاتٍ معيَّنةٍ فقط من المَرضى، كما ينصحُ الخبراء. “نحن بحاجةٍ إلى تحديد أيٍّ منَ المرضى، من الأرجح، أن يَستفيدوا منْ هذا المزيجِ. كما يجب أيضًا تحديدُ الفئةِ الأكثر احتمالًا للتَّعرض للآثارِ الجانبية” يقولُ ريتشارد ماريه من مركز أبحاث السَّرطان في المملكة المتَّحدة، والذي لم يُشارك في التجارب.
وقد نُشرت أبحاثٌ مستقلَّةٌ في فعاليَّة العلاج المناعيّ خلال العام الماضي، وقد كانت الآثار الجانبية أيضاً تدعو للقلق، ولكن حتى مع وجود السَّلبيات، يقولُ العلماء أنَّ هذا قد يؤدي في نهاية المَطاف إلى تحقيق تقدمٍ كبيرٍ في الطريقةِ التي نتعاملُ بها مع جميع أنواع السَّرطانات، والَّذي يجعلُ الأمرَ مثيرًا حقًا هو الطَّريقة التي يتمّ بها تدميرُ الأورامِ بدلًا عن تثبيطها فقط أو تقليلٍ سرعة نُموِّها.
ومن المُتوقَّع في العام المقبلِ إجراء دراسةٍ أخرى لمدّة عامين باستخدام مزيج من (إيبيليموماب) و (نيفولوماب) ، على أن تَشمَل في هذه المرة (1000) مريضٍ.
يقولُ (بيتر جونسون) من مركزٍ أبحاث السَّرطان في المملكة المتَّحدة للتلغراف “الأدلة الصَّادرة عن التَّجارب السَّريرية تُشير إلى أنَّنا في بداية عصرٍ جديدٍ كليًّا لعلاج السَّرطان، ويبدو أنَّ بعضاً من أنواعِ السَّرطان الأكثر شيوعًا يمكن أن تُعالَج بالعلاج المناعيّ“.
وقد تم عرضُ نتائج أحدث دراسةٍ لسرطانِ الجلد في الجمعية الأمريكية (2016) عن الاجتماع السَنوي لبحوثِ السَّرطان في نيو اورليانز.
المصدر :