حكمة اليوم : رسالة مالكوم إكس Malcolm X إلى زوجته وهو في الحج !!
رسالة مالكوم إكس Malcolm X إلى زوجته وهو في الحج !! مع ترجمة كاملة لرسالته الأخرى الشهيرة
ولن يُدرك مدى عمق هذه الكلمات وماذا كانت تعني لرجل أسود البشرة في أمريكا : إلا للذي اطلع على أحوال السود في أمريكا بلد التمدن والتحضر المفترض وكيف كان اضطهادهم بعنصرية بغيضة وإلى اليوم لا زالت آثارها للأسف …. يقول مالكوم إكس لزوجته باتي ساندرس Betty Sanders :
” عزيزتي باتي .. ربما لن تصدقي ما سأكتبه لكِ في هذه الرسالة !!!! فأنا الآن في مكة أصلي بجانب رجل أبيض خلف رجل أسود ! وآكل من نفس الطبق الذي يأكل منه رجل بعينين زرقاوين !! وأشرب من نفس الكأس الذي يشرب منه شيخ عربي ببشرة فاتحة !!!!!! لقد أدركت الآن وأنا برحاب هذه المدينة المقدسة بأن جميع مشاكل
أمريكا العنصرية لا يمكن لها أن تحل إلا بتعاليم الإسلام العظيم ”
ولمَن أراد الاطلاع أكثر على تفاصيل كلامه الذي يمس القلب في رسالته الشهيرة فإليه النص الإنجليزي من الرابط التالي من رسالته عن الحج : إبريل 1964 :
https://www.malcolm-x.org/docs/let_mecca.htm
وإليكم الترجمة للأخ Mohammad Bassam Weldali :
” لم اكن شاهدا على مثل هذه الحفاوة العارمة الصادقة بروح من الأخوة الحقيقية كما كانت تمارس هنا من الناس من كل الألوان والأجناس في هذه الأرض المقدسة القديمة، منزل إبراهيم و محمد (عليهما السلام) وكل الأنبياء من الكتاب المقدس. في الأسبوع الماضي، كنت عاجزا عن الكلام ومصدوما من الرقة التي تعامل بها الناس معي من كل الالوان
لقد حالفنا الحظ بزيارة مكة المكرمة. لقد قمت بالطواف سبعة اشواط حول الكعبة يقودها الشباب المطوّف محمد، شربت الماء من بئر زمزم، لقد سعيت سبعة مرات ذهابا وإيابا بين جبل الصفا والمروة، لقد صليت في المدينة القديمة في منى ، وقد صليت على جبل عرفات.
هناك عشرات الآلاف من الحجاج من جميع أنحاء العالم. كانوا من جميع الألوان من أزرق العينين ذو الشعر الأشقر إلى ذوي البشرة السوداء من اصل إفريقي، ولكن جميعنا نتشارك في نفس الطقوس ، عرضت عليّ روح الوحدة والأخوة بطريقة دفعتني للاعتقاد انها لا يمكن ان تكون موجودة في أمريكا
أمريكا بحاجة إلى فهم الإسلام لأن هذا هو الدين الوحيد الذي يمحو من المجتمع مشكلة العنصرية،خلال زيارتي الى العالم الاسلامي، التقيت وتحدثت إلى، أو حتى تناولت مع الناس الذين يعتبرون في أمريكا انهم من العرق الأبيض ، لكن سلوك العرق الأبيض محي من ذاكرتهم بواسطة الإسلام، لم أرى في حياتي مطلقا مشاعر الصدق والاخوة الحقيقية موجودة بين جميع الأعراق معا، بصرف النظر عن اللون
اعتقد أنكِ قد صدمتِ من هذه الكلمات الصادرة عني، ولكن في رحلة الحج هذه ، وما رأيته و عايشته هنا، ارغمتني على إعادة ترتيب الكثير من أنماط الفكر الذي كان عندي سابقا، وأن أرمي جانبا بعض الاستنتاجات السابقة. هذا ليس صعبا بالنسبة لي، رغم إيماني الراسخ ، كنت دائما ذلك الرجل الذي يحاول مواجهة الحقائق, وأن اقبل الحقيقة في الحياة كخبرة جديدة وعلم جديد منبثق منها، كنت دائما منفتح الذهن ، وهو أمر ضروري للمرونة التي يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع كل شكل من أشكال البحث الذكي عن الحقيقة.
خلال أحد عشر يوما هنا في العالم الإسلامي ، لقد أكلت من نفس الصحن ، وشربت من نفس الكأس، ونمت في نفس السرير (أو على نفس البساط) وخلالهك صلينا إلى نفس الإله مع إخواني المسلمين ، الذين كانت أعينهم الاكثر زرقة، وشعرهم الأكثر شقارا، وجلدهم الاكثر بياضا، و في اقوال المسلمين من العرق الابيض وفي افعالهم وفي حركاتهم شعرت بنفس الصدق الذي شعرت به بين الافارقة السود المسلمين من نيجيريا، السودان، غانا.
كنا جميعا هنا اخوة، بسبب اعتقادهم في إله واحد أزال فكرة العرق الأبيض من عقولهم ومن سلوكهم ومن تصرفهم
وأستطيع أن أرى من هذا، ربما إذا قبل الأميركيين من العرق الأبيض وحدانية الله ، ثم ربما أيضا أنها يمكن أن تقبل في الواقع على وحدانية الإنسان، وتتوقف عن قياس، والإضرار بالآخرين بناء على اختلاف اللون، مع العنصرية المستعصية التي تجتاح أمريكا مثل السرطان، قلب ما يسمى “المسيحية” الأمريكية البيضاء ينبغي أن يكون أكثر تقبلا لحل ما ثبت انه مشكلة مدمرة، وربما كان من الممكن انقاذ امريكا في الوقت المناسب من الكارثة الوشيكة — نفس الدمار الذي حصل في ألمانيا من العنصرية التي دمرت في نهاية المطاف الألمان أنفسهم.
كل ساعة هنا في الارض المقدسة يعطيني بصيرة روحية أكبر لما يحدث في أمريكا بين العرق الأسود والأبيض، الزنجي الأمريكي يمكن أن يلام بناء على العداوات العرقية، هو فقط رد على أربعمائة سنة من العنصرية الأميركية من البيض، ولكن العنصرية تودي بامريكا على طريق الانتحار ، واعتقد من خبرتي التي عشتها معهم، أن الجيل الناشئ من العرق الأبيض في الكليات والجامعات ، سوف يجدون كتابات بخط اليد على الجدران و العديد منهم سوف تتحول إلى الطريق الروحي للحقيقة، السبيل الوحيد لأمريكا لدرء الكارثة التي تؤدي العنصرية اليها حتما العنصرية،
لم اكن في حياتي في غاية الشرف هذه، أبدا لم أشعر بهذا التواضع، من كان يصدق ان النعم تنهال على أميركي أسود ؟ قبل بضعة ليالي، رجل يُدعى في أمريكا رجل الأبيض، رجل دبلوماسي في الامم المتحدة، سفير ، مرافق للملوك، اعطاني جناحه الخاص في الفندق، سريره الخاص، ابدا ما فكرت حتى في احلامي أن يكون المستفيد من كل هذا الشرف ، هذا الشرف الذي يمنح في اميركا للملك، وليس لاسود
الحمد لله رب العالمين، اله العالم كله ”
مالكوم اكس