سمع معظمنا بزراعة الكلية، والبحث عن متبرعين، وتطابق الأنسجة وما إلى ذلك …
بالنسبة للمريض فإنَّ الانتظار للحصول على كلية جديدة هو أمر جدُّ مقلق، وربما عشرات الآلاف من المرضى ممن هم على قوائم الانتظار لا يحصلون على الكلية المناسبة؛ لأنَّ جهازهم المناعي سيرفض غالباً أي عضو جديد؛ بسبب وجود أجسام مضادة داخل أجسامهم تهاجم العضو المنقول، أو بسبب الحساسية العالية التي تمنع نقل أي عضو جديد حتى المتوافق مع أجسادهم.
لكن ليس بعد اليوم!
ففي دراسة جديدة، والتي يصفها الخبراء بـ”الثوريّة”؛ وجد الباحثون سبيلاً جديداً. تقول الدراسة الجديدة والتي نُشرت في صحيفة “New England Journal of Medicine”: نجح الأطباء في تعديل الجهاز المناعي للمرضى، بحيث يسمح بقبول كلى من متبرعين غير متوافقين معهم، عدد هؤلاء المرضى الذين مازالوا على قيد الحياة وبعد 8 سنوات من إجراء العملية، يفوق بشكل ملحوظ عدد المرضى الذين كانوا على قوائم انتظار التبرع أو الذين نُقلت إليهم كِلى من متبرع ميت .
يعود الفضل إلى الطريقة التي سمحت بنقل الكلى من أي متبرع، والمعروفة باسم إزالة التحسس (desensitization)، في إنقاذ العديد من الأرواح. و يمكن لها تقليل وقت الانتظار لآلاف من الناس.
تبدأ إزالة التحسس بتنقية دم المريض من الأجسام المضادة وتخرجها خارج الجسم، ثم يعطى المريض مستحضرًا من أجسام مضادة أخرى لتوفير بعض الحماية لجسمه، ريثما يجدد الجسم الأجسام المضادة الخاصة به. وتكون احتمالية مهاجمة الأجسام المضادة الجديدة التي يكوّنها الجسم للعضو الجديد أقل لأسباب غير معروفة بعد، وفي حال كانت الأجسام المضادة المتكونة حديثاً تشكل مصدر قلق؛ يعطى المريض أدوية تدمر أية خلايا بيضاء قد تفرز أجسام مضادة تهاجم الكلية الجديدة .
على الرغم من أن الاستخدام الأكبر لعملية إزالة التحسس سيكون لنقل الكلى، إلا أنَّه يمكن استخدامها أيضا لنقل الرئة أو الكبد من متبرعين أحياء. حيث أنَّ الكبد أقل حساسية تجاه الأجسام المضادة لذلك ستكون الحاجة أقل لعملية إزالة التحسس، كما أنَّ استخدام هذه العملية لنقل الرئة ممكنٌ نظريًّا إلا أن أحدًا لم يقم بها حتى الآن.
دمتم بصحة وعافية
.