كلما ازدادت الحواسيب، وأجهزة الاستشعار، والمحركات، والبطاريات صغراً، وزادت كفاءتها وفعاليتها، كلما أصبح من الممكن بناء أجهزة روبوتيّة صغيرة دون التضحية بإمكانيات كبيرة.
هناك بطبيعة الحال حد أدنى من الإمكانيات ينبغي أن تكون متوافرة في إنسان آلي مصمم للتفاعل مع البشر، وللحصول على روبوت فعّال وفي نفس الوقت صغير الحجم، جاءت فكرة الروبوت الوحدوي، وهو عبارة عن روبوت كبير مكون من مجموعة من الروبوتات الصغيرة كوحدات بناء.
هذه #الفكرة بالطبع لا تخلو من التعقيد، إذ أن تعقيد بناء روبوت من وحدات أصغر سيتناسب طردياً مع عدد الأجزاء المكونة له. لكن بالتغلب على هذه العقبات في التواصل والتنسيق بين هذه الوحدات، فإننا يمكننا الحصول على روبوت بأي حجم نريده، ولأيّ وظيفة نريدها، عندما يمكننا دمج الوحدات الروبوتية الأصغر بكفاءة وفعالية. هذا بالإضافة إلى سهولة صيانة وتركيب مثل هذه الروبوتات الوحدوية!
ابتكار معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا( Chain FORM) هو خطوة مهمة تستغل هذه الفكرة، وهو تطوير عن الابتكار السابق للمعهد « الروبوت الثعباني » (LineFORM) الذي بدأت به فكرة بناء الروبوتات من وحدات مصغرة. يسمح هذا الابتكار الجديد بفك وتركيب هذه السلسلة الروبوتية بسهولة لتكوين أي أشكال ممكنة ولأيّ وظائف ترغبها.
يحتوي كل جزء من السلسلة #الروبوتية على أجهزة استشعار للّمس من عدة جهات، ومستشعرات للزوايا والجهات، وأضواء، وكذلك محرك مؤازر [محفز ]، لكن الجزء الأعقد هو بناء طريقة الاتصال بين الوحدات. كان لزاماً على المعهد تطوير آلية للاتصال بين الوحدات تضمن الاستشعار التلقائي لعدد الوحدات المرتبطة وكيفية ارتباطها، مع الحفاظ على تدفق البيانات بين الوحدات دخولاً وخروجاً. ولهذه الآلية الفريدة عدة مزايا. فبما أن عدد الوحدات وكيفية اتصالها واتجاهاتها معروفة دائماً تتمكن السلسلة من الحفاظ على الوظيفة المحددة لها من المصمم، فيمكن مثلاً استخدامها لعمل شاشة متغيرة تحافظ دائماً على عرض البيانات المطلوبة ولو تغير تركيبها أو شكل الوحدات المكونة لها.
لم يصل(Chain FORM) بعد لمرحلة الانفصال التّام والكامل للوحدات عن بعضها البعض حتى يظل كل جزء فيها قائم بذاته، ويمكنه العمل بمفرده، إذ أن الوحدات تنقل طاقة التشغيل لبعضها البعض وتحتوي السلسلة على لوحة أساسية واحدة تتصل في النهاية بمخرج من نوعية (USB ) لضمان تحكم موحد للوحدات عن طريق #الحاسوب؛ ولأنّ الوحدات تنقل الطاقة لبعضها البعض، فإنَّ هناك حد أعلى من الوحدات التي يمكن توصيلها في المرة الواحدة نظراً لازدياد المقاومة للنقل الكهربي، إذ لا يمكن توصيل أكثر من [32] وحدة على السلسلة في الوقت الحالي. لكن ذلك لم يضعف من عزم الوحدات على الحركة، إذ يمكن لكل لوحدة وضع عزم حركة مقداره [0.8 ]كجم/سم ،وهو كاف لتحريك الأغراض الصغيرة مثل دعم حركة الأطراف البشرية، وكذلك دعم حركتها الذاتية.
يتوقع باحثو المعهد لهذا الابتكار أن تكون له تطبيقات عدة مفيدة في #المستقبل؛ إذا تم استغلاله كما ينبغي عن طريق تطوير أفكار جديدة لاستخدامه. يحاول الباحثون تطوير الوحدات بحيث تتمكن من عرض البيانات من كل الجهات بدقة عالية، وكذلك تطوير وسائل عدة لأشكال واتصال وتركيب الوحدات، وتقسيمها إلى تفرعات. يحاول الباحثون كذلك تطوير تلك الوحدات المكونة للسلسلة لتكون قادرة على التجمع التلقائي.
يسعى الباحثون كذلك إلى تطوير أشكال جديدة من الوحدات على السلسلة، كوحدات استشعار خاصة أو وحدات مُحركة جديدة؛ لإضافة قدرات جديدة للسلسلة كلها دون الحاجة إلى تعقيد تركيب الوحدات المنفردة جميعها
[fb_vid id=”734282603400263″]