سلسلة #الثورة_الصناعية_الرابعة للمبتدئين.
هل سنصبح مجرد أشياء تحمل أرقامًا مُميَّزة؟
مرَّت علينا ثلاث ثوراتٍ صناعية إلى الآن، مِن الآليّات التي تعمل على طاقة الماء والبخار، مُرورًا بالإنتاج الشامل والآليّات التي تعمل بالطاقة الكهربية، إلى لُغة البرمجيّات والإنترنت والشبكات، وها نحن ندخل الثورة الصناعيّة الرابعة، فماذا ينتظرنا؟
في المُستقبَل القريب جدًّا، لربّما تستيقظ من نومك فترى قهوتك جاهزة حسب الطلب، أو تريد أن تشرب الشاي -مثلًا- فتنقر على هاتفك الذكيّ فيُجهِّز لك الشاي كما تريد، وإذا كان لديك بعضُ التعب وآلام الرأس بسبب النوم غير الجيّد فستقترح عليك ثلّاجتُك ما تأكله وتشربه ليُعدِّلَ مزاجك، بينما تلفازك سيَعرض لك مناظرَ طبيعية لتَهدَأ وتذهب إلى عملك وأنت مرتاح سعيد. هل نحن نحلم؟ لا، بل هذا ما يُسمّى بـ #إنترنت_الأشياء واختصارًا بالانكليزية (IoT).
كيف سيُطبَّق؟
سيصبح لكلّ شيء في حياتنا من إنسان وحيوان وجماد ونبات رقمًا مُميَّزًا، ربّما يكون وضعُ الشريحة الإلكترونية التي تحمل هذا الرقم على الجماد أو الحيوان أو النبات شيئًا مقدورًا عليه، ولكنْ كيف ستضعُها في الإنسان لتعرف كيف يفكر وبماذا يشعر؟
توصّل العلماء إلى فكرة، وهي أن يزرعوا في داخلك شريحةً تحمل هذا الرّقمَ المُميِّزَ لك؛ أي أنتَ عزيزي الإنسان، ستُصبِحُ شيئًا مثلَ أي شيءٍ آخرَ، وما سيُميِّزك -عندئذ- هو رقمٌ مَزروعٌ في داخلك، وستُصبِحُ مُتصِّلًا بالشبكة!
كيف ستتمّ عملية الرّبط بين الإنسان والأشياء الأخرى؟
ترتبط الأجهزةُ الآنَ بعضُها ببعضٍ عبرَ الشبَكة ببروتوكول يُسمَّى (IPv4)؛ أي إنّ لكلّ جهازٍ رقمًا مُميَّزًا لا يَحملُه أحدٌ غيره، وهو على الشكل التالي: 0000. 0000. 0000. 0000
بنفس الطريقة سيتم الرّبط في الثورة الصناعية الرابعة.
ولكنْ لحظة! هل يكفي أنْ نضعَ لكل شيء رقمًا مُميَّزًا فقط مثل الصيغة أعلاه؟ هل ستكون لدينا احتمالاتٌ تكفي؟
بالطبع لا، ولذلك جاء (IPv6) لتتمّ تغطية كافة الأشياء في العالم تقريبًا، والذي سيكون على الشكل التالي: 0000. 0000. 0000. 0000. 0000. 0000
فمن الصيغة أعلاه سيتمّ تشكيلُ رقم لكل شيء، ولكل إنسان.
متى سندخل عصر الثورة الصناعية الرابعة؟
نحن دخلناها بالفعل، ولكنْ على مستوًى ضيّق بعض الشيء، خاصّة في البُلدان العربيّة، ويُتوقَّعُ أنّ عامَ (2020 م) -الذي يُعوِّل عليه الجميع- سيكون نقطة التحول الشامل في الكرة الأرضية، سيزداد عددُ الأجهزة المُتصِّلة بالشبكة من (7) ملياراتٍ إلى (50) مليارَ جهاز، ونذكر مِن الأمثلة على إنترنت الأشياء في الوقت الحالي: نظارات جوجل، والسيارة الذكيّة، والتلفاز الذكيّ، والعديد من التطبيقات الأخرى، وإذا كنت قد سمعْتَ بالذكاء الاصطناعيّ والروبوتات والحوسبة السّحابية، فإنّ كلَّ ذلك جزءٌ مِن الثورة الصناعيّة الرابعة، وسنَتَوَسَّعُ في الحديث عنها في حلقاتنا القادمة إن شاء الله تعالى.