سلسلة النفط: نظرةٌ عن قربٍ – الجزء الثاني : ماهية النفط واستخداماته
تعرفنا في الجزء الأول على نظرة تاريخية سريعة عن النفط، واليوم نتابع في التعرف على ماهيته، فبالعودة إلى ماهية البترول (النفط) واستخداماته، نجد أن معظم #الناس يربطون البترول بوسائل النقل باعتباره مصدر وقودها.
ولكن #البترول لا يُستخدم للحصول على #الوقود فقط، فهناك الآلاف من المنتجات الحيوية اليومية المشتقة منه:
حيث يستطيع برميل البترول الواحد المكوّن من 42 جالونًا (ما يقارب 159 ليترٍ) أن ينتج 20 جالونًا من البنزين، وأربعة جالوناتٍ من وقود الطائرات، فيما تتحول الجالونات الثمانية عشر الباقية إلى منتجاتٍ أخرى نحتاجها في حياتنا اليومية مثل المذيبات، والأحبار، والإطارات، وزيت المحركات، والطلاءات المنزلية، ومواد التسقيف، والشموع، والمواد الحافظة، وأكياس القمامة، ومضادات التجمد، وغير ذلك الكثير.
وبما أننا تحدثنا عن (برميل النفط) فيجب علينا تصحيح أحد الأفكار الخاطئة حوله، فالبراميل لا تستخدم في تخزين #النفط، يعتقد البعض أن النفط ينقل ويخزن في (براميل)، هذا الاعتقاد الخاطئ مصدره شيوع استخدام البرميل كوحدة قياسٍ.
الحقيقة أن #صناعة النفط العالمية لا تستخدم البراميل على الإطلاق حيث إن النفط يضخ عبر أنابيب إلى خزاناتٍ ضخمةٍ، ومن ثم إلى خزانات ناقلات النفط التي يتم تفريغها في الدول المستهلكة في خزاناتٍ كبيرةٍ.
سبب شيوع استخدام البراميل هو أنه عندما اكتشف النفط بكمياتٍ تجاريةٍ في شمال غرب ولاية بنسلفانيا الأمريكية تم تخزينه في براميل الخمر والجعة لتسهيل عملية نقله على عرباتٍ تجرها الخيول أو على عباراتٍ نهريةٍ.
كل هذه المنتجات البترولية والمنتجات المرتبطة بها تأتي من مواد هيدروكربونيةٍ موجودةٍ في باطن #الأرض، وتتطلب تدخلًا بشريًا لإنتاجها.
والمواد الهيدروكربونية هي المواد التي تتألف بشكلٍ رئيسيّ من عنصري الهيدروجين والكربون.
ومن المعلوم أيضًا أن هذه المواد الهيدروكربونية تُعد طاقةً «غير متجددة»، بمعنى أن أي استنزافٍ لهذه المواد الهيدروكربونية لا يمكن تجديده في المستقبل المنظور، وبالتالي فهناك ضرورةٌ مُلحّةٌ لتطوير أساليب للمحافظة عليها وإيجاد مصادر أخرى للطاقة لدعم المستنفد من المكامن النفطية العالمية نتيجة الطلب الشديد عليها من مستهلكي #الطاقة.
ولطالما نتساءل فيما بيننا كأفرادٍ أو كمجتمعٍ بشكل عامٍ، لماذا بلدي فقيرٌ بترولياً؟؟!! لِم في ذاك البلد الكثير من النفط أو الغاز أما في بلدي فلا؟؟!!
وللإجابة على هذا السؤال يجب البحث في منشأ النفط وكيفية تكونه في باطن الأرض، حيث يتولد البترول في طبقات الأرض العميقة (أكثر من 3000 مترٍ تحت سطح الأرض)، وهناك عدة نظريات تفسر نشأة البترول وطريقة تولده، وهذا ماسنتحدث عنه في الجزء القادم من هذه السلسة.
المصادر: هنا
مقال في صحيفة الحياة منشور بتاريخ 22/12/1999 رقم العدد 13437 صفحة 16