سلسلة النّفط: نظرةٌ عن قربٍ
الجزء الخامس: الاحتياطي النّفطي..
كنّا قد تحدّثنا في الأجزاء السّابقة من هذه السّلسة عن تاريخ النّفط واستخداماته منذ القدم، قبل الوصول إلى التّقنيات الحديثة في الكشف عنه واستخراجه وتشغيله، وذكرنا أهمّ النّظريات الّتي تتحدّث عن نشأة النّفط وتكوينه.
وقبل الذّهاب للحديث عن أهمّ أساليب البحث والكشف عن البترول، وطرق التنقيب عنه،
سنحاول في هذا الجزء شرح أحد أكثر التّعابير تداولًا في المجال النّفطي والاقتصادي على السّواء.
الاحتياطي النّفطي:
هي كميّات النّفط الخام المقدّرة في مكامن النّفط والّتي (يمكن استخراجها) تحت القدرات الماليّة و التّكنولوجيّة “الحاليّة”.
بينما يُعرّف المخزون النّفطي بأنّه كميّة النّفط الكليّة في المكمن النّفطي،أي النّفط الموجود في المكان. وتشتمل هذه الكميّة على كلٍ من النّفط القابل للاستخراج والإنتاج، وغير القابل للاستخراج نتيجة لقصور في وسائل استخراج النّفط الحديثة.
ویعتمد الاحتیاطي النّفطي على عدّة عوامل منها:
1. طبيعة صخور المكمن النّفطي.
2. خواص السّائل (النّفط وما يصاحبه من ماء وغاز منحل).
3. الظّروف الاقتصاديّة.
4. تكنولوجيا الاستخراج.
ولذلك فالاحتیاطي النّفطي یتغیّر مع الزّمن، وحسب الظّروف التّقنیّة والاقتصادیّة السّائدة، ومدى الالتزام بسیاسة عقلانیّة في استنزاف المكمن وترشید معدّلات الإنتاج، والالتزام الكامل بمعاییر المحافظة على الثّروة النّفطیّة والغازیّة وضوابط استخراجها.
– لماذا يتمّ تحديد الاحتياطي النّفطي؟
لعدّة أسباب، أهمّها:
1. تلبية للمتطلّبات الحكوميّة.
2. لحساب رأس مال الاستثمار.
3. تحديد القيمة السّوقيّة.
4. لتحديد نجاح الاستكشاف.
5. تصميم المنشآت السّطحيّة للحقل.
6. ترتيب الوضع المالي.
7. معرفة قيمة ملكيّة البيع والاستملاك.
أهمية مفهوم الاحتیاطي النّفطي:
تظهر أھمیّة تحدید مفهوم الاحتیاطي النّفطي على مستوى الشّركات النّفطیّة فى تحدید النّواحي الاقتصادیّة لها، وكذلك العمر الافتراضي للشّركة.
أمّا على مستوى الدّولة فتظهر أھمیّته في تحدید السّیاسة الاقتصادیّة الّتي ستنتهجها الدّولة للتّصدیر أو الاستهلاك.
ومن حیث المستوى العالمي تظهر الأھمیّة من خلال تحدید النّصیب الّذي تشارك به الدّولة المنتجة والمصدّرة للنّفط لإشباع احتیاجات الدّولة المستهلكة، فالنّفط یمثّل المصدر الرّئیسي للطاقة.
وبصفة عامّة یبدأ تقدیر الاحتیاطي بعد انتهاء النّتائج الإیجابیّة لعملیّات الحفر، وتحلیل التّسجیلات الكهربائیّة والإشعاعیّة الّتي تؤكّد وجود النّفط في المكمن المحدّد.
ولذلك یرتبط مفهوم الاحتیاطي النّفطي بتقييم المخزون النّفطي المكتشف، بحيث يحدّد لدينا ثلاثة مفاهيم أساسيّة تستخدم في وصف هذا المخزون النّفطي:
١) حجم النّفط الأصلي:
یقصد به الحجم الأصلي للنّفط الخام الموجود في الخزّان الجوفي، عند اكتشافه وقبل بدایة الإنتاج.
فهو یمثل إجمالي كمیّة النّفط الخام أو الغاز أو كلیهما معًا الموجودة في الخزّان، دون الأخذ بالاعتبار إمكانیّة استخراجه من عدمها، أو إن كان هذا الخزّان اقتصادي الاستغلال أو غیر اقتصادي.
٢) الاحتیاطي النّفطي الكلّي:
هو حجم النّفط القابل للإنتاج من مصادر نفطیّة مخزونة في باطن الأرض، وبالطّبع ھذا الاحتیاطي يكون أقل من حجم النّفط الأصلي.
وتعتمد كمیة الاحتیاطي الكلّي القابل للاستخراج عمومًا على نوعیّة الطبیعة التركيبيّة للخزّان، والّتي تعمل على دفع النّفط الأصلي باتّجاه الآبار المنتجة.
وتزید كمیّة النّفط القابلة للاستخراج باستخدام الطّرق الثّانویّة لاستخراج النّفط، وعلیه: ستبقى نسبة معیّنة من الحجم الأصلي للنّفط في الخزّان دون إمكانیّة استخراجها.
٣) الاحتیاطى المتبقّي:
یقصد به حجم النّفط الخام المتبقّي للإنتاج من تاریخ معین، ویمثّل كمیّة الاحتیاطي النّفطي الكلّي مطروحًا منه إجمالي كمیّة الإنتاج عند ھذا التّاریخ.
ویرتبط ھذا الاحتیاطي بمعدّلات الإنتاج وما یضاف إلى الاحتیاطي الكلّي من اكتشافات جدیدة، أو نتیجة عملیّات التّنمیة بحفر المزید من الآبار الإنتاجیّة، أو نتیجة تعدیل تقدیرات كمیّة الاحتیاطي.
المصادر:
دليل المبتدئين في إنتاج النفط – عقيل خير الله نهار الشويل.
اقتصاد النفط – الدكتور نبيل جعفر عبد الرضا.