سلسلة #فيزياء_الجسيمات (2)
كيف توصلنا إلى الجسيمات الأولية
————————————————————–
بداية : أود توضيح أنني بدأت هذه السلسلة بهدف البدء الصفر كما يقولون بحيث يستفيد منها الجميع بمختلف أعمارهم وثقافتهم ومستواهم العلمي ، فهدفنا الأول هو تبسيط المعلومات ليستفيد منها الجميع ، حيث بعد عرض الحلقة الأولى وجدنا العديد من الاقتراحات والأسئلة ، وكان كثير من هذه الأسئلة متعلق بأمور متقدمة كثيرا عما بدأناه وهو الأمر الذي سنتكلم عنه تفصيليا إن شاء الله ، كما اعترض البعض على كون الحلقة قصيرة نسبيا ، وهو الأمر الذي نتعمده حتى لا نشق عليكم فنحن نأمل أن تكون السلسلة متتابعة ونعرضها يوما بعد آخر ، فأرجو عدم العجلة في مثل هذه الأمور لكننا نستقبل الأسئلة الخاصة بالحلقة ، فما وجدتموه غير مفهوم فسلوا عنه ما شئتم ، وأما عن الاقتراحات فنشكر كل من ساهم ولو باقتراح بسيط فهذا أدعى لتقدمنا واستمرارنا ، ونرجو من كان لديه اقتراح ولو بسيط أن يتقدم به لنأخذه في عين الاعتبار إن شاء الله …
وبعد :
توقفنا في الحلقة السابقة عند سؤال : كيف توصلنا إلى الجسيمات الأولية elementary particle ، أو ما هو مسلسل البحث عن الجسيمات الاولية ؟
لقد تم ذلك من خلال البحث في صورة المادة وطبيعتها ومكوناتها ، وهو أمر شغل العقل البشري طوال تاريخه ، و أخذ من الوقت الكثير حتى نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم في هذا الشأن ، فلقد حاول الإنسان منذ بدء التاريخ فهم ماهية المادة matter ومم تتكون ، فكانت هناك اطروحات متعددة تعتمد على افتراض وجود اله خاص لكل حدث كوني تقريبا ، وذلك لأن اهتمامهم كان يقتصر على سؤال لماذا تقع الظاهرة ؟ دون النظر في أسباب وقوعها ، فنشأ من ذلك عبادة الشمس والقمر والنجوم والكواكب … إلخ ، لكن مع مرور الوقت استطاع بعض الفلاسفة أن يربطوا بين الظاهرة وبين أسباب حدوثها معتمدين على ما حولهم من بيئة وإمكانيات مما أدى إلى ابتكار أفكار جديدة مبنية على التفسير المنطقي والعقلاني .
كان من أوائل هؤلاء الفلاسفة هو فيثاغورس( 570 ق.م – 495 ق.م) Pythagoras حيث اعتمد تصورا جديدا لمكونات الكون وهي الماء و الهواء و النار و التراب ، ثم أتبعه إمبدوكلس (490-430 ق.م) Empedocles باقتراح أن تلك العناصر الأربعة تتفاعل interact مع قوى الحب والكراهية The forces of love and hate لتكون صور متعددة من أشكال المادة ، وهكذا استمر الفلاسفة في طرح افكارهم المختلفة إلى أن توصل الفيلسوف اليونانى ديموقريطس (460-370 ق.م) Democritus إلى فكرة أن كل الأشياء مكونة من أشياء صغيرة – متناهية في الصغر- أطلق عليها ذرات atoms أي غير قابلة للانقسام Indivisible ، و يرجع أصل الكلمة الإنجليزية (Atom ) إلى الكلمة الإغريقية أتوموس، وتعني غير القابل للانقسام ؛ إذ كان يُعتقد أنه لا يوجد ما هو أصغر من الذرة .
كما افترض ديموقريطس Democritus أن كل الذرات متماثلة وصلبة و غير قابلة للانضغاط Non-compressible إلى جانب أنها غير قابلة للإنقسام Indivisible ، وأن الذرات تتحرك بأعداد لا حصر لها في فضاء فارغ Empty space ، وأن الاختلاف في الشكل والحجم الذرى يحدد الخصائص المختلفة لكل مادة …. وهذا هو آخر ما توصل إليه الفلاسفة قديما حول بنية الكون الذي نعيش فيه ، لكن هل ظلت على حالها هكذا ؟ أم هناك شيء آخر ؟
تابعونا في الحلقة القادمة لنتعرف على ذلك سويا … رجاءً من كان لديه تعليق أو استفسار أو اقتراح خاص بالموضوع أن يضعه في التعليقات … لنأخذ به في الاعتبار إن شاء الله .