سلسلة #فيزياء_الجسيمات (8)
نموذج طومسون للذرّة
————————————————————–
في المنشور السابق وصلنا مع دالتون إلى أن أصغر شيء يمكن تجزيء المادة إليه هو الذرة وأنها متعادلة كهربيا … ولكن هل هذا صحيح ؟!
دعونا نشير إلى بعض الاكتشافات التي من خلالها نتوصل إلى صحة كلام دالتون من عدمه .
توصّل فاراداي إلى أن الذرات تحتوي على جسيمات مكهربة تدعى إلكترونات وقام بتجارب تحليل أملاح إلا أنه لم يضع أي نموذج ذري ، وفي عام 1896م أجرى أبحاثاً حول أشعة الكاثود .
فى عام 1897م أظهر اكتشاف الالكترون للعالم “طومسون” أن المفهوم القديم عن الذرة منذ ألفى عام، والذي ينطوى عليها على أنها جسيم غير قابل للإنقسام كان مفهوماً خاطئاً، كما أظهر أيضاً أن للذرة – في الواقع- ترتيب معقد غير أنهم لم يغيروا مصطلح “الذرة” أو الغير قابله للتجزئة إلى “اللا ذرة” وأدى اكتشاف “طومسون” عن الالكترون ذو الشحنة السالبة إلى إثارة الإشكاليات النظرية لدى الفيزيائيين لأن الذرات ككل – تحمل شحنات كهربائية متعادلة فأين الشحنة الإيجابية التي تعادل شحنة الإلكترون.
وفى الفترة ما بين عامى (1903 – 1907) حاول – “طومسون” أن يحل هذا اللغز السابق الذي ذكره عن طريق تكييف نموذج للذرة والتي اقترحها في المقام الأول “اللورد كيلفن” في عام 1902، وطبقاً لهذا النموذج والذي يشار إليه غالباً بنموذج “كرة معجونة وبها بعض حبوب الزبيب” فإن الذرة غالباً هنا عبارة عن كرة ذات شحنة موجبة متماثلة أما الشحنات السالبة فإنها منتشرة على الإلكترونات مثل الزبيب المدفون في كرة معجونة.
وترجع أفضلية نظرية ” طومسون” عن الذرة في أنها ثابتة، فإذا لم توضع الإلكترونات في مكانها الصحيح فستحاول أن تعود إلى مواضعها الأصلية ثانية.
وبالتالي فقد توصل طومسون إلى أن الذرة كرة مصمتة موجبة الشحنة. تتخلل الالكترونات السالبة الذرة (كما تتخلل البذور ثمرة البرتقال).
كان عمل طومسون يمثل تقدماً أساسياً في مجال الفهم العلمي لبنية الذرة مقترحاً نموذجاً عرف فيما بعد بنموذج طومسون. إن عمله هذا أعطى الكثير من البراهين العملية لكثير من النظريات التي وضعت حول البنية الذرية في عصره.