في عام 1922 أعلن هنري فيرفيلد أوسبرن، مدير المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي عن عثوره على أحفورة جديدة مكونة من (ضرس) غرب نبراسكا، وادّعى أنّ هذا الضرس يعود إلى إنسان منتصب القامة، وعلى الفور بدأ الرسامون بالعمل ورسموا القصص الخيالية حول الضرس، فرسموا من الضرس إنسان وزوجته وأبنائه أيضًا، وأعطوا الضرس اسمًا علميًا هو Hesperopithecus haroldcookii؛ من ضرس واحد، يمكنك أن تصنع العجائب وتنشر آلاف النسخ من المجلات والكتب والدراسات!
وبعد خمس سنوات، انكشفت “الحدوتة” الخيالية، ففي عام 1927 عُثر على أجزاء أخرى من الهيكل العظمي، ووفقًا لهذه الأجزاء المكتشفة لم يكن الضرس يخص لا إنسانًا ولا قردًا، وأدرك الجميع (بعد خمس سنوات من الكتب والمجلات والأفلام والرسومات) أنه يخص نوعًا منقرضًا من الخنازير الأمريكية البرية!!
واليوم، يظهر خبر آخر من أخبار الخيال التطوري؛ تمّ العثور على كومة من بقايا وشظايا قطع من العظام في الفلبين، 13 شظية ما بين بضعة مليمترات وأكبر قطعة فيها حوالي 6 سم، قالوا أنها من 3 حفريات مختلفة أصلًا، فجعلوها على الفور سلفًا للإنسان الحديث وأعطوها اسمًا جديدًا لامعًا Homo Luzonensis ليكون للفلبين نصيب في سباق أشباه البشر المزعومين!
لا جمجمة، ولا عمود فقري، ولا تراكيب عظمية، ولا أي أجزاء رئيسية يمكن التعرف عليها، لكنها أصبحت بالخيال التطوري نوع جديد، وشبه بشري، ويمشي باستقامة، وسلف للإنسان! مع أنّ عمر تلك العظام لا يتعدى (حسب قولهم هم) 67,000 عام على الأكثر!
هذا الخبر وهذا الاكتشاف المزعوم يُعبران بشكل صارخ عن مشكلة التطور الكبرى! حيث تحل الأوهام محل العلم، ويصبح الهم الأكبر هو الفرقعة الإعلامية لا البناء العلمي الصحيح وإقامة الأدلة التي لا لبس فيها.