منكوشات تطورية : سمكة سيلاكانث Coelacanth التي خرجت على البر !!
ويستمر دجل التطوريين مع مثال عملي صارخ على تلهف التطوريين لزرع أي حفرية (وسيطة) بين أنواع الكائنات الحية ولاسيما النقلات الكبرى – مثل الانتقال من البحر إلى البر – !!
حيث بمجرد عثورهم على أي حفرية – ويجب أن تحفظوا ذلك الأسلوب جيدا لأنه مكرر لا يتغير منهم – : فعلى الفور يبدأون في نسج حكايات وقصص (خيالهم) و (افتراضاتهم) (الخاصة) حولها !! مع العلم أن :
حفريات أو متحجرات الكائنات الحية لا تعطي عدد المعلومات والتفاصيل اللازمة لبناء سيناريو كل شيء حول الكائن صاحب الحفرية وخصوصا الأجزاء اللينة من الجسم بعكس العظام مثلا – ولكن التطوريون لا يجدون أيّة مشكلة في ذلك وكيف لا : وهم الذين وصلوا لوصف كائن حي كامل من مجرد العثور على (ضرسه) فقط !! وقالوا أنه من أسلاف الإنسان وأقرب للحيوان و و و – بل ورسموا زوجته وقبيلته كلها ونشروها في المجلات العلمية !! – ثم في النهاية (ويا حسرتاه) ظهر أنه ضرس (خنزير بري أمريكي منقرض) !! – عن فضيحة رجل نبراسكا نتحدث Nebraska Man –
والآن …
ما قصة هذه السمكة ؟؟
——————————————-
هي حفرية سمكة اسمها السيلاكانث coelacanth – وبما أن خرافات التطور كلها قائمة على تشابهات الأشكال الخارجية بين الكائنات الحية (أو المورفولوجي) : فعندما وجدوا حفرية جسمها مكتظة وممتلئة وخصوصا زعانفها فقالوا :
هي كائن حي منقرض يعيش قرب سطح الماء يمثل المرحلة الوسطى أخيرا بين الانتقال من البحر إلى البر من 70 مليون سنة !!
وبالطبع قالوا منقرضة : لأنه لم يكن يراها أحد في وقتهم !!
وقالوا أنها كانت تعيش قرب سطح الماء ليسهل بذلك زعمهم انتقالها إلى البر وزحفها عليه – المسافة قصيرة يعني !!
وقالوا أن ذيلها وزعانفها الممتلئة هي بدايات أقدام !!
وكذلك بعض أحشائها الداخلية قالوا أنها أقرب لأعضاء الكائنات البرية مثل وجود مخ ورئة بدائية إلخ ( حتى لو كانت في غير مكانها المعروف في الجسم )!!
فهل صح كل ذلك الكذب لسنوات طويلة كدليل (قاطع) ؟؟؟!!
أم مجرد أكذوبة أخرى زرعوها كدليل على التطور .. وإلى الآن لا زالوا يستغفلون بها البسطاء وغير المختصين بل ويصرون على أكاذيبهم ويعيدون تقديمها كآراء في أشهر المجلات العلمية مثل نيتشر وغيرها ؟!
————————————————
بعد عشرات السنين من هذه الحقيقة (المستقرة) للتطور : جاءت الصدمة في 22 ديسمبر عام 1938م !!
حيث مع تطور طرق الصيد والنزول إلى الأعماق التي لم يكن يصل إليها الصيادون من قبل : فقد اصطاد أحد الصيادين من المحيط الهادي سمكة سيلاكانث coelacanth (حية) !!!!!
فلا هي كانت منقرضة !!!!!
ولا هي كانت تعيش قرب سطح الماء !!!!!
ويترجم لنا حجم هذه الصدمة عالم الكيمياء بجامعة رودس جي سميث J. L. B. Smith وهو الرئيس الشرفي لمتاحف أسماك جنوب إنجلترا الذي قال عنها :
“ إن العثور على سمكة سيلاكانث حية : هو مثل العثور على ديناصور في الشارع ” !!
finding a living Coelacanth was, “like walking down the street and running into a dinosaur
المصدر مع تفاصيل القصة وهول المفاجأة وأقوال العديدين فيها :
اضغط هنا
وأما …
في الصورة المرفقة مع المنشور فيظهر العالم جي سميث J. L. B. Smith مع سمكة السيلاكانث coelacanth الثانية التي تم اصطيادها من جزر القمر في أوائل الستينات .. حيث في السنوات التي تلت هذا الاكتشاف ( ومع تطور طرق الصيد كما قلنا ) تم اصطياد حوالي 200 سمكة سيلاكانث coelacanth من أعماق مختلفة من العالم !!
فأما الرئة المزعومة : فوجدوها مثانة هوائية مملوءة بالدهون !!
وأما المخ الكبير : فلم يجدوه أصلا !!…
وسر اختفاء هذه السمكة وعدم اصطيادها حية كما اتضح ، هو أنها من كائنات الأعماق البعيدة ( والتي لا تصعد أصلا إلى أقل من 180 متر تحت سطح الماء غالبا ) ولذلك لم تتوالى عمليات اصطيادها إلا من أربعينيات القرن الماضي
وبذلك تبخرت كل الخيالات والافتراضات الوهمية من انتقالها للبر لأنها كانت (قريبة) من سطح الماء !! بل – وهذه هي الصدمة الكبرى – وجدوا حفرياتها تعود إلى 400 مليون سنة وليس 70 مليون سنة كما أوهموا العالم !! والعجيب أن كل هذه الحفريات تطابق تماما سمكة السيلاكانث اليوم بلا تغيير يُذكر لا في الحجم ولا التشريح العام !!! – يعني لا تطور شأنها شأن كل حفريات الكائنات الحية التي يتم اكتشافها بلا تغيير عن مثيلاتها اليوم !!
قارنوا تلك الحقائق وما ستقرأونه بعد لحظات : بمسلسل الكذب المستمر لحفظ ماء الوجه مثل الرابط التالي :
اضغط هنا
وانظروا فيه إلى الكلمات السحرية ( ميراث داروين لتأليف أي قصة خيالية مثل : ربما ومن المحتمل وإذا كان وقد يكون وقد … )
انظروا لهذه الكلمات الثلاث فقط وأين جاءت :
may be – probably – may
ونتابع :
—————————————–
يقول عالم الحفريات التطوري بيتر فوري Peter Forey في مقال نشر في مجلة Nature الشهيرة :
“ كان يحدوني الأمل في الحصول على معلومات مباشرة حول التحول من أسماك إلى برمائيات مع العثور على السيلاكانث .. حيث إن الرأي القائل بأن هذه الأسماك قريبة من جد التيترابود tetrapod : كان يلقى قبولا منذ فترة طويلة .. غير أن الدراسات التي أجريت على الأعضاء التشريحية للسمكة ووظائفها : أظهرت أن فرضية هذه العلاقة مجرد أمنية لا حقيقة !!.. وأن تقديم السيلاكانث باعتبارها “ الرابطة المفقودة “ : ليس له سند ” !!
المصدر :
P. L. Forey, Nature, Vol 336, 1988, p.7
ويعترف كذلك هانز فريك Hans Fricke ( وهو عالم الحيوان الألماني التطوري من معهد ماكس بلانك Max Planck ) قائلا :
“ أعترف بأنني حزين !! لكننا لم نر السيلاكانث في أي وقت قط : وهي تمشي على زعانفها ” !!
المصدر :
Hans Fricke , “ Coelacanth: The Fish That Time Forgot “ , National Geographic , Vol.173, No. 6, June 1988, p. 838
ويا ليت المشكلة الصادمة للتطوريين توقفت إلى هنا فقط !! بل المشكلة ازدادت حجما باكتشاف التعقيد غير العادي في تشريح السمكة ذات عمر الـ 400 مليون سنة !! بل وسبقها لبعض الصفات المعروفة للثدييات نفسها والتي – من المفترض – ظهرت بعدها بملايين السنين !! وتحليها ببعض التقنيات المبهرة التي حبا الله تعالى بها أسماك الأعماق لتهتدي بها في الظلام الدامس أغلب أوقاتها !!
يقول الأستاذ مايكل بروتون Michael Bruton (مدير معهد جي سميث J. L. B. Smith لعلم الأسماك الشهير عالميا والموجود بجنوب إفريقيا ) فيما يتعلق بالسمات المعقدة المكتشفة للسيلاكانث :
“ إن الولادة : إحدى السمات المعقدة لهذه الكائنات !!.. فأسماك السيلاكانث تلد !!.. حيث يتشقق بيضها الذي في حجم ثمرة البرتقال بينما هو لا يزال داخل السمكة !!.. علاوة على ذلك : فإن هناك اكتشافات حول تغذي الصغار من جسم الأم بفضل عضو شبيه بالمشيمة !!.. والمشيمة عضو معقد !!.. فهو إلى جانب توفيره الأكسجين والغذاء من الأم إلى الصغير : يقوم بإخراج المواد الزائدة عن حاجة التنفس والهضم من جسم الصغير !!.. وتبين حفريات الأجنة embriyo fosilleri (والتي ترجع إلى العصر الكربوني الفترة ما قبل 360 ـ 290 مليون سنة) : أن نظاما معقدا كهذا وُجد قبل ظهور الثدييات بكثير ” !!!
المصدر :
Focus , April 2003
ومن جهة أخرى .. فقد ثبـُت استشعار السيلاكانث للمجالات الكهروماغنطيسية المحيطة بها !!.. الأمر الذي كشف عن وجود عضو إحساس معقد لدى هذا الكائن الحي !!.. وبالنظر إلى نظام الأعصاب الذي يربط العضو الروسترالي للسمكة بالمخ : يسلِّم العلماء بأن هذا العضو يقوم بمهمة استشعار المجالات الكهروماغنطيسية !!.. وحينما يتم تناول وجود هذا العضو الفعال ( والموجود في أقدم حفريات السيلاكانث والبنيات المعقدة الأخرى ) بالدراسة : تظهر مشكلة ليس للتطوريين سبيل لحلها !!.. ألا وهي المشكلة التي أُشير إليها في مجلة Focus (البؤرة) بالتالي :
“ طبقا للحفريات : فإن تاريخ ظهور الأسماك يوافق ما قبل 470 مليون سنة من وقتنا الحالي .. أما ظهور السيلاكانث : فبعد 60 مليون سنة من هذا التاريخ .. وظهور هذا المخلوق في بنية بالغة التعقيد : لهو أمر يثير الدهشة ” !!
المصدر :
Focus , April 2003
أما السيلاكانث التي تم صيدها عام 1966م وتم تجميدها : فقد قدمت معلومات جديدة حول تركيبة دم هذا الكائن الحي !!.. فجميع الأسماك العظمية ( Osteichthyes ) ( وباستثناء السيلاكانث ) : تسد احتياجاتها من الماء بشرب ماء البحر : ثم تتخلص من الملح الزائد عن حاجة أجسامها .. أما النظام الموجود في جسم السيلاكانث : فإنه يحاكي النظام الموجود لدى سمك القرش : والذي يندرج ضمن طبقة الأسماك الغضروفية (Chondrichthyes) !! إذ يحول ملح النشادر ( والناتج عن تفتت البروتينات ) إلى بول .. ويحبس هذا البول ( والذي يكون في مستويات مميتة مقارنة بالإنسان ) في الدم !!.. ثم يضبط معدل هذه المواد الموجودة في الدم : تبعا لمعدل ملوحة الماء المحيط بها !!.. وتكون المحصلة أن الدم يصبح في وضع متعادل isotonic مع ماء البحر ( بمعنى أنه قد حدث تعادل للضغط التناضحي أو الأسموزي للماء الموجود في الداخل والخارج أي أنه وصل إلى نفس التركيز ) !!.. ومن ثم لا يُفقد الماء إلى الخارج .. وقد تبين كذلك أن السيلاكانث تحوز الإنزيمات اللازمة لإنتاج البول !!.. مما يعني أن هذه السمكة تحوز سمات دم أصيلة : ليست موجودة لدى أي نوع آخر في الطبقة التي تندرج فيها !!.. بيد أن هذه السمات قد ظهرت لدى أسماك القرش التي تدخل ضمن طبقة مختلفة تماما !!!
راجع نفس المصدر :
Focus , April 2003
ونختم هنا بمعضلة أخيرة كبيرة في سلسلة نسف هذه السمكة لكل خيالات التطوريين وحساباتهم الوهمية وهي :
كيف أظهرت هذه السمكة ( ووفقا لمزاعم التطور) مقاومة ضد التغيرات التي حدثت على سطح الأرض خلال فترات حياتها الطويلة بمئات الملايين من السنين فاستطاعت البقاء دون تغير ؟!!..
حيث وفقا لفرضية انزياح القارات قبل حوالي 250 مليون سنة : لم نرى تأثيرا على السيلاكانث التي تحافظ على وجودها منذ 400 مليون سنة وكذلك الكائنات الحية رغم الظروف البيئية المتقلبة من المفترض !!
وقد شرحت مجلة Focus هذا الوضع حيث قالت :
“ وفقا للمعطيات العلمية : كانت جميع قارات الدنيا متصلة قبل 250 مليون سنة من عصرنا الراهن . وقد أُطلق على هذه الكتلة اليابسة العظيمة “ بانجيا “ Pangea .. وكان يحيط بها محيط واحد ضخم .. وقبل حوالي 125 مليون سنة انشق المحيط الهندي نتيجة لتعرض القارات للتزيح .. وقد ظهرت الكهوف البركانية الموجودة في المحيط الهندي ( والتي تمثل جزءا هاما من البيئات الطبيعية للسيلاكانث ) بتأثير تزيح القارات هذا .. وعلى ضوء كل هذه المعطيات : تبدو أمامنا حقيقة أخرى هامة وهي : أن هذه الحيوانات التي وُجدت منذ نحو 400 مليون سنة : لم تتغير رغم كثير من التغيرات التي حدثت في البيئات الطبيعية ” !!
ويؤكد هذا الوضع أن هذه السمكة ظلت على حالها لمدى ملايين السنين دون تغير !!.. بمعنى أنه لم يمر بتطور !!..
وفي سياق متصل بالموضوع يورد الأستاذ كيث س. تومسون Keith S. Thosom الكلمات التالية في كتابه ( قصة السيلاكانث ) The Story of the Coelacanth قائلا :
“ … وعلى سبيل المثال .. كانت أقدم سمكة سيلاكانث معروفة تحوز العضو الروسترالي Rostral نفسه ( يطلق علماء الحيوان على الكيس المملوء بمادة شبه هلامية والموجود داخل جمجمتها والأوعية الستة المرتبطة به اسم العضو الروسترالي ) .. وكانت تحوز مفصلا خاصا لجمجمتها وحبلا ظهريا ( notokord ) وعددا قليلا من الأسنان !!.. وهذا كله ( ومثلما يبيّن أن المجموعة تكاد لم تمر بأي تغير على الإطلاق منذ العصر الديفوني منذ 400 مليون سنة ) فإنه يكشف عن وجود فجوة هائلة بين السجلات الحفرية !!.. حيث أننا لا نملك سلسلة حفريات الأسلاف التي تبين ظهور السمات المشتركة التي تبدو لدى جميع أسماك السيلاكانث ” !!!
المصدر :
Focus , April 2003