خرج هتلر من السجن وعاد لمخاطبة الناس وبدأت شعبيته تزداد شيئاً فشيئاً مستغلاً الروح الوطنية الألمانية والكرامة المهدورة في معاهدة فرساي، كل هذا مع زيادة قبضته على مفاصل الحزب النازي، وما فشل في تحقيقه في الانقلاب حاول تحقيقه بالشرعية الانتخابية، وبدأ رويداً رويداً يقترب من مركز صنع القرار حتى كان #يوم 2 آب سنة 1934م والذي مات فيه (هيندنبرج ) رئيس الدولة الألمانية، فخَلَفه هتلر بالإضافة إلى عمله الأساسي كمستشار لألمانيا، واستطاع ” هتلر ” بحكمة النازي القوي أنْ يخطو خطوات واسعة تجاه الانتعاش الاقتصادي والنهضة بالصناعات الألمانية، حتى أنَّه لم يكن هناك مواطن ألماني بلا عمل، وجدَّد خطوط السكك الحديدية، وأهتم بالطرق السريعة التي تسير عليها المركبات، وأقام عشرات الجسور لسهولة الربط بين شبكة المواصلات، كما اهتمت حكومة هتلر بفنّ العمارة على نطاق واسع، وفي سنة 1936م قامت برلين باستضافة دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية التي أفتتحها هتلر، ووُضعت أناشيدها وألحانها التي تُظهر تفوق الجنس الآري على جميع الأجناس الأخرى، مما رفع من شعبية هتلر إلى عنان السماء.
سنة 1936م, تحالف #هتلر مع بينيتو موسوليني، حاكم إيطاليا الفاشي، ثم ضمَّ معه اليابان، وهنغاريا، ورومانيا، وبلغاريا.
سنة 1937م، عقد هتلر اجتماعا سريًّا مع مستشاريه، وأفصح لهم عن رغبته في توسيع رقعة ألمانيا الجغرافية، وطالب بوضع خطة سرية لهذا التوسع، لا يُعلن عنها، وضغط هتلر على النمسا لتتحد معه، ورغم أن بريطانيا بذلت مساعيَ جادة لإخماد شعلة الحرب التي يسعى إليها هتلر بكل قوته، فإنه كان مُصِرًاً على موقفه في تكوين إمبراطورية ألمانية تمثل القوة الأولى في العالم، ولهذا عدَّ#بريطانيا العدو الأول له بدلًا من الاتحاد السوفيتي، ووضع خطة لتطوير القوات البحرية والجوية بخطوات واسعة بهدف سحق البحرية الملكية البريطانية، وإبادة المدن وسفن الشحن البريطانية، وأطلق حملة دعائية ضخمة ضد بريطانيا التي تقمع انتفاضة العرب في #فلسطين، وسياستها في الهند متهمًا إياها بالنفاق، مقابل الحفاظ على إمبراطورتيها.
وهكذا وصلنا للعام 1939م، هذا العام الذي كانت تُقرع فيه طبول الحرب في أوربا منذرة بكابوس سيجتاح العالم ويدمّر ويقتل ما لا يقل عن 60 مليون إنسان؛ جنونٌ سيؤدي يوماً لمحو #مدينة #هيروشيما بثوانيَ معدودةٍ، هذا الكابوس المرعب الذي دمّر الحجر والشجر والبشر…
يتبع
المصادر:
أدولف هتلر – كتاب كفاحي
عبد الله صالح جمعة – كتاب عظماء بلا مدارس
الزركلي – كتاب الأعلام
مايكل هارت – كتاب العظماء المائة
#الباحثون_المسلمون
#MRA2014