شخصية الأسبوع – هتلر- الجزء الخامس والأخير
بينما كانت تمثل القوات الألمانية تهديدًا قويًا لموسكو حلَّ فصل الشتاء القاسي فتوقف القتال الألماني، على أمل استمرار الزحف إلى موسكو، وكان ” هتلر ” واثقًا من هذه الخطوة القادمة…
لكن ستالين نجح في شحذ همم الجيش الروسي والشعب الروسي للدفاع عن وطنه، ومع بداية الصيف اشتعلت نيران الحرب الألمانية الروسية، وبعد ستة أيام من اقتراب القوات النازية من موسكو، ومرور أربعة أيام على ضرب القوات اليابانية للأسطول الأمريكي في ميناء بيرل هاربور في هاواي، أعلن هتلر الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية في 11 كانون الأول 1941م.
وفي معركة ستالينغراد بدأت بداية النهاية للجحافل النازية التي لا تقهر حيث حطمت القوات الروسية الجيش السادس الألماني, مما قلب الموازين رأسًا على عقب.
نجحت القوات الروسية في إلحاق الهزيمة الأولى بالقوات الألمانية، ولم تكتفِ القوات الروسية بتحرير أراضيها من الألمان، إنما زحفت تُجاه الأراضي الألمانية.
وهناك في شمال أفريقيا أتت الأخبار السيئة لهتلر، حيث خسر معركة العلمين مع بريطانيا وحلفائها بعد أن كاد رومل ان يعبر إلى مصر عندما نجح في فتح ثغرة في قوات التحالف، وتسرَّع وأعلن انتصاره على الحلفاء وأنَّ قواته في طريقها إلى وادي النيل، فجاءت المعركة الفاصلة في 23 تشرين الأول 1942م لتضيف مسماراً آخرَ في نعش النازية, وبهذا فشلت القوات الألمانية في الوصول إلى قناة السويس والشرق الأوسط.
الثلاثاء الساعة 6:30 صباحاً بالتوقيت الصيفي البريطاني من يوم 6 حزيران 1944م يوم مشهود في تاريخ العالم، ففي هذا اليوم بدأ أكبر إنزال بحري عرفه كوكب الأرض؛ إنه إنزال النورماندي حيث تم إنزال 156 ألف جندي من ست جنسيات على ساحل النورماندي وبطول حوالي 80 كم, بينما كان المدافعون الألمان يبلغون حوالي 380 ألف جندي.
كانون الأول 1944م، تمكنت قوات الحلفاء من الوصول إلى نهر الراين.
نيسان 1945م، هاجمت القوات الروسية ضواحي برلين، وكان معاونو هتلر قد هربوا إلى بافاريا والنمسا، فأمر هتلر بتدمير كل شيء، المصانع الحربية، والمنشآت العسكرية، وخطوط المواصلات والاتصالات.
في 30 نيسان 1945م, مات أدولف هتلر منتحرًا عن طريق تناول مادة (السيانيد) السامة، وإطلاق النار على نفسه؛ وهي الرواية العامة المقبولة لطريقة موته، ولكن هذه الطريقة المزدوجة في الانتحار والظروف الأخرى التي أحاطت بالحادثة شجّعت البعض على إطلاق الشائعات؛ بأن هتلر لم ينتحر وأنّه عاش حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، مع الاختلاف حول ما حدث لجثته.
وقد أكدت الوثائق السوفيتية المفرج عنها من جهازي (كي-جي-بي), وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي سنة 1993 الرواية التي تقول بانتحاره. ولكنها لم تظهر ما حدث لبقايا جثته بعد حرقها.
وهكذا أسدل الستار على حياة رجل كان شريكاً بالتسبب بأكبر كارثة عرفتها البشرية، وأودت بحياة ما لا يقل عن 60 مليون إنسان…
مصادر المقال:
أدولف هتلر – كتاب كفاحي.
عبد الله صالح جمعة – كتاب عظماء بلا مدارس.
الزركلي – كتاب الأعلام.
مايكل هارت – كتاب العظماء المائة.