شخصية الأسبوع – هتلر – الجزء الرابع
آذار سنة 1939م غزا الجيش النازي تشيكوسلوفاكيا، ووصل للعاصمة التشيكية ” براغ “، وبعد نحوِ خمسة أشهر عقدَ مع ” ستالين ” رئيس الاتحاد السوفيتي معاهدة ” عدم الاعتداء ” في أغسطس 1939م، فلا يعتدي أحدهما على الآخر، وكان من البنود السرية لهذه المعاهدة الاتفاق على تقسيم بولندا بينهما.
ومع بداية أيلول قام ” هتلر ” بغزو بولندا بدون حرب، وهنا أعلن الإنكليز والفرنسيين الحرب على ألمانيا.
ويبدو أن هتلر لم يكن ليوقفه أي شيء في هذا الفترة فلم يأتِ شهرُ نيسان سنة 1940م حتى غزا كل من الدنمارك والنرويج، وفي شهرِ أيار هاجم هولندا وبلجيكا وحارب فرنسا، التي ما لبِثَت أن انهارت أمام القوات الألمانية خلال ستة أسابيع فقط، وهاجمت القوات الألمانية الجوية القواعد الجوية ومحطات الرادار البريطانية، ولكنها فشلت في هزيمتها، فأخذت تقصف المدن البريطانية ليلًا.
وفي أبريل سنة 1941م قام ” هتلر ” بغزو يوغوسلافيا واليونان، وفي ذات الوقت كانت القوات الألمانية في شمال أفريقيا بقيادة المارشال ” أروين روميل ” قد كبدت القوات البريطانية خسائر فادحة، حتى أنها أسرت منهم في طبرق ( ليبيا ) ثمانية وعشرين ألف جندي، مما دعى القوات البريطانية لمواصلة انسحاباتها حتى العلمين ( مصر )، وخندقت فيها، وبدأت الإمدادات الأمريكية تتدفق عليها من البحر، دبابات ومدافع وطائرات بلا حصر، بل وإمدادات بشرية أيضًا من فرنسا وأمريكا وروسيا واليونان ونيوزيلندا وأستراليا وتركيا والهند وجنوب أفريقيا، فكل هؤلاء يسعون إلى تفشيل خطة القوات الألمانية التي تسعى للوصول إلى قناة السويس والشرق الأوسط.
حُزيران سنة 1941م وفي غمرة هذه الانتصارات المذهلة التي حققتها ألمانيا، نقض ” هتلر ” معاهدة عدم الاعتداء التي عقدها مع ” ستالين “، وتحرك نحو ثلاثة ملايين جندي ألماني لمهاجمة الأراضي الروسية في أوروبا، تمهيدًا لخطة أوسع لإخضاع العالم للإمبراطورية الألمانية، ولم يُقابل الألمان مقاومة تذكر، لأن ” ستالين ” كان قد أعدم عدد ضخم جدًا من جنرالات الجيش، واستولت ألمانيا على دول البلطيق وروسيا البيضاء وأوكرانيا وخرجت المظاهرات في أنحاء روسيا تهتف للقوات الألمانية، وتنظر إليها على أنها المخلص الذي سينقذها من قبضة ” ستالين ” والشيوعية!
أما القوات الألمانية التي لا ترحم فقد دخلت القرىالروسية وأحرقتها بكل ما فيها ومن فيها، حتى أن الإتحاد السوفيتي بلغت خسائره خلال الحرب العالمية الثانية من نحو 21 إلى 28 مليون شخص، وبينما كانت تمثل القوات الألمانية تهديدًا قويًا لموسكو حلَّ فصل الشتاء القاسي فتوقف القتال الألماني، على أمل استمرار الزحف إلى موسكو، وكان ” هتلر ” واثقًا من هذه الخطوة القادمة…
فهل نجح هتلر بذلك ؟
يتبع…
مصادر المقال:
أدولف هتلر – كتاب كفاحي
عبد الله صالح جمعة – كتاب عظماء بلا مدارس
الزركلي – كتاب الأعلام
مايكل هارت – كتاب العظماء المائة