#منكوشات_تطورية – شرح خبر ولادة طفل من أب وأم ومتبرعة
في عملية أشبه بعمليات التبرع بالأعضاء (والتي يمتلك فيها الإنسان عضوا جديدا على جسده مثل الكلية أو العين مثلا لم يستقبله من تزاوج أبيه وأمه) : تم إجراء عملية في شهر سبتمبر الماضي 2016 لأول مرة حيث تم فيها الاستفادة من بويضة امرأة لها ميتوكندريا سليمة لتحتوي على نواة بويضة أم بعد استبعاد البويضة نفسها لوجود ميتوكندريا مريضة بها
جدير بالذكر أن عمليات نقل نواة فيها الحمض النووي الوراثي DNA من خلية إلى خلية أخرى بعد نزع نواتها هي من العمليات المتعارف عليها في العهود الأخيرة في مجال الوراثة
الجديد هنا ان تتم على مستوى الميتوكندريا (وهي عضيات داخل أغلب خلايا الجسم مختصة بإنتاج الطاقة ولها حمض نووي وراثي خاص بها نسبته للأساسي 0.1% يحمل اوامر تكوين إنزيمات وبروتينات خاصة بها وبعملها داخل الخلايا ولا يحمل صفات وراثية للإنسان من الأب والأم مثل جسده وعينه ولون شعره إلخ)
ومعلوم أن بعض الميتاكوندريا يكون فيها خلل أحيانا في عملها ووظيفتها داخل الخلايا – فإذا كان ذلك الخلل متوارث فإنه يكون في ميتاكوندريا خلية البويضات من الأم (وخلايا الحيوانات المنوية للأب لا يوجد فيها ميتاكوندريا لتخفيف وزنها في رحلتها الطويلة للتلقيح) – وهذه الميتاكوندريا المريضة أو التي فيها خلل في بويضة الأم قد تصيب الجنين بمرض قاتل او يسبب له عاهة
ومن هنا جاءت فكرة استبدال هذه الميتوكندريا المريضة التي في خلية بويضة الأم – وذلك بأخذ نواة بويضة الأم فقط أو حمضهاالنووي الوراثي DNA وزرعها في بويضة امرأة أخرى متبرعة فيها ميتاكوندريا سليمة
وإليكم التفاصيل …..
انتشر الخبر من الشهر الماضي في موقع BBC تحت عنوان :
First ‘three person baby’ born using new method
الرابط : هنا
نقلا عن الجريدة العلمية نيوساينتيست بعنوان :
Exclusive: World’s first baby born with new “3 parent” technique
الرابط : هنا
وبالطبع العناوين مخادعة لافتعال ضجة وكسب مشاهدات أكثر (فالعناوين تقول أول طفل من 3 آباء) – ومعلوم أن الآباء هم الذين يورثون صفاتهم الجسدية إلى أبنائهم – والميتوكندريا لا تورث صفات جسدية وإنما هي صرورية لصحة خلايا الجسم وعملها بالطاقة (فهي مصانع الخلية كما يسميها العلماء)
ولكننا لن نتوقف كثيرا أمام العناوين لأنه بالفعل يمكن عن طريق التلاعب الوراثي إدراج أجزاء مختلفة من أحماض نووية في البشر (حتى من الحيوانات) لكن هناك نظام بديع يقف أمام الخيال الجامح في هذا المجال (والذي يأمل الحصول يوما ما على صفات بشر حيوانات مثل الرجل العنكبوت أو الرجل الأخضر !! 🙂 ) حيث يصاب الجنين أو المولود بأمراض ومضاعفات خطيرة تؤدي غالبا إلى الوفاة أو السرطان وغيره
أما القصة التي معنا ..
فتبدأ مع أم أردنية كانت تعاني من عيوب وراثية في الميتوكوندريا – وعلى الأخص خلل يطلق عليه اسم “متلازمة لي” وهو ينتقل إلى الأجنة ويقتلهم، وهذا ما حصل مع الأم التي فقدت اثنين من أبنائها بهذا المرض كما اجهضت 4 مرات.
وعلى أثر ذلك، استخدم فريق أميركي بقيادة الدكتور جون زانغ John Zhang من مركز نيو هوب للخصوبة في نيويورك تقنية جديدة لأول مرة مع الميتوكندريا – حيث سافر الفريق إلى المكسيك للقيام بهذا الإجراء لأنه لا توجد هناك قوانين تحظر تلك العملية بعكس امريكا إلى الآن (في حين تسمح بريطانيا بمثل تلك العمليات بين الشاذين جنسيا وغيرهم بدون قيود)
ويعتمد الأسلوب على نقل النواة أو الحمض النووي الوراثي DNA من بويضة الأم إلى بويضة المرأة المتبرعة لتكوين بويضة جديدة سليمة يمكن إخصابها بالحيوانات المنوية للأب
جدير بالذكر أن الفريق الطبي قام بعمل هذه العملية لتلقيح 5 أجنة للأم – ولم ينجو منهم إلا طفل واحد فقط (عمره الآن 5 أشهر وبصحة جيدة)
.