إن أردتَ أن تمنع انكماش دماغك.. تحرّك!
دراسة جديدة تؤكد أنّ اللياقة البدنية خلال المراحل المتوسطة من العمر قد تؤدي إلى صحة الدماغ في آخره.
إن اللّياقة البدنية خلال المراحل المتوسطة من العمر قد تُسيطِر على صحة الدماغ في مراحل العمر المتأخرة، فحسب دراسة جديدة استمرَّتْ على مدى (20) سنة وجد العلماء أنّ المشاركين في الدراسة – الذين كانوا ذَوي لياقة بدنية قليلة في عمر الأربعين – حدث عندهم انكماش الدماغ بنسبة كبيرة خلال العشرين سنة اللاّحقة مقارنة بأولئك الذين كانوا يتمتعون بلياقة بدنية أفضل.
وعلى الرغم من أنّ الانكماش في حجم الدماغ كان صغيرًا، لكنه كافٍ لرفع خطر الإصابة بفقدان الذاكرة والاختلال العقلي!
حيث نُشرت هذه الدراسة في مجلة الأعصاب مؤخرا بعد ان دامت عقدين من الزمان.
فالباحثون بقيادة الدكتورة ( نيكول سبارتانو Nicole Spartano ) -الحاصلةِ على الزمالة ما بعد الدكتوراه من كلية الطب في جامعة بوسطن- أخذوا بفحص بيانات (1100) مشارك في هذه الدراسة خضعوا فيها لفحوصات الإجهاد القلبي ( cardiac stress test )، وفحص الرنين المغناطيسي ( MRI )، علمًا أنّ هؤلاء المشاركين لم يكن لديهم أيُّ مرض قلبيٍّ أو اختلال عقلي. بعد (20) سنة أُخرى، خضع هؤلاء المشاركون لنفس هذه الفحوص مُجدَّدًا. كما قام الباحثون بقياس مُعدَّل ضغط الدم، ومُعدَّل نبض القلب خلال الفحص، فكانت النتائج كالتالي:
الأشخاص في عمر (40) سنة -ذوو ضغط دم مرتفع، ومعدل ضربات قلب مرتفع، مع معدل مُنخفِض من ( VO2 ) خلال التمرين أو الفحص- كان لديهم نسبة مرتفعة من انكماش الدماغ بعد (20) سنة!!
وقد تتساءل: ما هو هذا الانكماش بالضبط؟
يُوضِّح الدكتور ( سودها سيشادري Sudha Seshadri ) -البروفسورُ في كلية الطب في جامعة بوسطن- أنّ هذا الضمور أو الانكماش يرتبط بقلّة الخلايا الدماغية، كما أنّ الاتصالات المشبكية تكون أقلَّ أيضًا!
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ دراسات سابقة أظهرَتْ أنّ التمارين الجسدية في مرحلة الشيخوخة تُقلِّل خطرَ الإصابة بفقدان الذاكرة والاختلال العقلي.
وأوضح الدكتور ( جنيفر مولانو Jennifer Molano ) -الخبيرُ في الاضطرابات الإدراكية في كلية الطب في جامعة سينسيناتي- أنّ الدراسة الجديدة هنا تُركِّز على التشجيع على مُمارَسة التمارين الرياضية خلال المراحل المتوسطة من العمر لتعزيز القُدُرات الإدراكية وتقليل انكماش الدماغ.
ـــــــــــــــ
توضيح:
– فحص الإجهاد القلبي ( cardiac stress test ) يُعطي معلومات عن اللّياقة البدنية وصحة القلب؛ لأنه يَقيس مدة بقاء الشخص على فحص الإجهاد القلبي قبل أن يصل مُعدَّل ضربات القلب إلى (85%) من معدل ضربات القلب القصوى، كما أنّ مُدّة بقاء الشخص على فحص الإجهاد القلبي تُستخدَم لتقدير أقصى كمية من الأوكسجين يُمكِن للجسم أن يَستخدِمها خلال ثانية واحدة؛ وكمُعدَّل يُرمَز لها (VO2).
– تكون ذروة (VO2) عند الشخص الصحي 30-40 مل/كغ/ثانية تقريبًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه القيمة تكون مضاعفة عند الرياضيين.
– النهايات المشبكية هي التي تَكون في نهايات الخلايا العصبية كوسيلة اتصال بين هذه الخلايا عن طريق النواقل العصبية.
المصدر :