على الرغم من أن زحل هو من أكثر الكواكب زخرفةً، إلا أنه ليس الكوكب الوحيد المحاط بحلقات في النظام الشمسي. ففي حين يمتلك زحل آلاف الحلقات فإن المشتري لديه أربع ولنبتون خمس ولأورانوس ثلاث عشرة.
لكن عادة ما نتمكن من تصوير حلقات زحل فقط، لأن تلك التي تحيط بأورانوس والمشتري ونبتون لا يمكن رؤيتها إلا باستخدام تلسكوبات قوية (أو مسابير مثل مسبار جونو، الذي التقط هذه الصورة الأخاذة لأحد الحلقات الجوبيترية الباهتة).
وعندما يتعلق الأمر بأورانوس، فإننا لا نعرف الكثير عن حلقاته، لأنها تعكس القليل جدًا من الضوء في الأطوال الموجية البصرية والأشعة تحت الحمراء القريبة التي تستخدم عادةً لرصد النظام الشمسي. إنها باهتة جدًا في الواقع، حتى إنه لم يجرِ اكتشافها حتى عام 1977. (اكتُشفت حلقات المشتري في عام 1979، وحلقات نبتون في عام 1984).
لذلك كان الأمر مفاجئاً بعض الشيء عندما ظهرت الحلقات في الصور الحرارية التي التقطها علماء الفلك العام الماضي للكوكب الجليدي. وكانت حلقة إبسيلون واضحة بشكل خاص.
قال الفلكي لي فليتشر، من جامعة ليستر: “كنا مندهشين لرؤية الحلقات تظهر بوضوح عندما اختزلنا البيانات للمرة الأولى”.
ولما كانت الصورة صورة حرارية تمكن الفريق لأول مرة من معرفة درجة حرارة الحلقات: 77 كلفن فقط، وهي نقطة غليان النيتروجين السائل عند الضغط الجوي القياسي. (وبما أن درجة حرارة سطح أورانوس تنخفض إلى 47 كلفن فمن ثم تكون هي أكثر برودة).
وأكد الباحثون أن الحلقة الرئيسة -التي تسمى حلقة إبسيلون- لا مثيل لها في النظام الشمسي.
كما أكدوا أيضاً أن الحلقات غريبة حقًا عند مقارنتها بتلك المحيطة بكواكب أخرى. فحلقات زحل تتكون من جسيمات متنوعة الأحجام بدءاً من الغبار الناعم إلى الصخور الضخمة. وحلقات المشتري ونبتون حلقات غبارية للغاية مكونة غالباً من جزيئات دقيقة. في حين أن أورانوس لديه طبقات من الغبار بين حلقاته، لكن الحلقات نفسها تحتوي فقط على كتل تصل إلى حجم كرة الجولف.
قال الفلكي إدوارد مولتر، من جامعة كاليفورنيا في بيركلي: “إننا لا نرى المواد الصغرى، شيء ما كان يجرفها، أو لأن كل المواد تلتصق معًا، إننا لا نعلم، هذه خطوة نحو فهم تركيبها ومعرفة ما إذا كانت جميع الحلقات تأتي من المادة المصدرية نفسها، أم إن مواد كل حلقة مختلفة عن الأخرى”.
تتضمن المصادر المحتملة لهذه المواد:
– مقذوفات صدمية من الأقمار كتلك المشاهدة في حلقات المشتري.
– أو كويكبات تلتقطها جاذبية الكوكب ثم تُسحق بطريقة ما
– أو حطاماً مخلفاً عن تشكل الكوكب (ليس مرجحًا إذ يُعتقد أن عمرها يبلغ على الأغلب نحو 600 مليون سنة)
– أو حطاماً من الاصطدام الافتراضي الذي ضرب الكوكب من الجانب.
التفسير الأرجح هو أنها أجسام مدارية صلبة دُمّرت إما عن طريق تصادمات أو قوى المد والجزر.
وهذا ليس كل شيء؛ فوفقاً لبيانات سابقة -متضمنة صور بالأشعة تحت الحمراء القريبة التقطت باستخدام مرصد كيك في عام 2004- فإن تركيب حلقات أورانوس في حد ذاته مختلف عن الآخرين.
قال مولتر: “الألبيدو(الوضاءة) أقل بكثير؛ إنها مظلمة حقًا، مثل الفحم. كما أنها ضيقة جداً مقارنة بحلقات زحل؛ إذ يتراوح عرض الحلقة الأوسع -حلقة إبسيلون- من 20 إلى 100 كيلومتر، بينما يبلغ عرض حلقات زحل مئات أو عشرات الآلاف من الكيلومترات”.
لذا، حتى مع هذه الصور الجديدة الرائعة لا تزال الحلقات لغزاً كبيراً. لكنه لغز قد يكون له المزيد من المفاتيح قريباً، وذلك عندما يُطلق تلسكوب جيمس ويب الفضائي -الذي يمتلك أحدث تقنية مراقبة- إلى الفضاء في عام 2021.
المصدر :
https://www.sciencealert.com/stunning-images-show-the-rings-of-uranus-are-like-nothing-else-in-the-solar-system