يبدو الأمر أشبه بالأفلام. هل هو حقيقي؟ في الواقع، نعم. وإلا كيف تنمو أجزاء جسمك؟ ألم تتفكر في هذا يومًا؟! أن أجزاء جسمك تنمو، ومع ذلك تنمو بتناسق مع بعضها؟ راجع معنا لتعرف المزيد عن هذا النمو في مقالنا عن هرمون النمو
ولكن ماذا يحدث إذا زادت كمية هرمون النمو المنتجة في الجسم؟؟ بالتأكيد سوف يزداد نمو العظام والعضلات ولكن على نحو غير طبيعي، ويصبح الجسم ضخمًا، لكن هذا قبل البلوغ، أما بعده تُغلق مشاشات العظام فيتوقف ازديادها طولًا، ما يجعل تأثير هرمون النمو على الأطراف فحسب، فيسبب ضخامتها.
بسم الله نبدأ..
تعريف ضخامة النهايات:
هي حالة نادرة ناجمة عن إفراط الغدة النخامية في إفراز هرمون النمو مما يؤدي لضخامة النسيج العظمي ونموّه بشكل أسرع من الطبيعي، حيث تصبح الأيدي ضخمة وكذلك الأقدام على نحو غير متناسق.
الأعراض:
لضخامة النهايات طيف واسع من الأعراض والتي تتطور ببطء وإليكم الأعراض المبكّرة:
1) تضخّم الأطراف (الأيدي والأقدام).
2) الإرهاق وصعوبة النوم وأحيانًا انقطاع النفس أثناء النوم (يستيقظ المريض وكأنه يختنق بسبب توقّف حركات التنفس أثناء النّوم).
3) تغيّر تدريجي في ملامح الوجه حيث يصبح الحاجب أعرض ويمتد الفك للأسفل وتصبح الأسنان أكبر وأعرض.
4) الخدر والتنميل في اليد بسبب ضغط العظام على الأعصاب والأوعية المجاورة.
5) يصبح الجلد أسمك، كما يصبح خشنًا أو دهنيًا ويتعرَّق بغزارة.
6) خشونة وعمق في الصوت.
7) آلام في المفاصل و صداع.
عوامل الخطورة:
إذا كنت تملك أحد هذه العوامل فاحذر، فإنها مؤهِّبة للإصابة وأهم هذه العوامل هي: السكري من النمط الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والتهاب المفاصل وأورام الأمعاء الغليظة (حيث أثبتت الدراسات العلاقة المباشرة بين هذه العوامل والإصابة بضخامة النهايات).
الأسباب:
كما ذكرنا السبب الرئيسي هو إفراط الغدة النخامية في إفراز هرمون النمو وأشيع سبب لذلك هو أورام الغدة النخامية (adenoma)، وربما يضغط الورم على الأنسجة المحيطة أيضًا فتظهر أعراض أخرى كضعف البصر لأن العصب البصري يقع بالقرب من الغدة، بالإضافة للصداع بسبب قربها من الدماغ كما أسلفنا.
أحيانًا تصاب الغدة النخامية بورم نتيجة لورم سابق كأورام الرئة والبنكرياس، وقد يحدث نتيجة عوامل وراثية وجينية.
العلاج:
طبعًا الهدف من العلاج هو إنقاص مستويات هرمون النمو، ولكن لتحقيق ذلك هناك عدة أنماط من العلاج، ويعتمد نوع العلاج على الأعراض.
أولًا: العلاج الجراحي:
وهو العلاج الأشيع، ويشفى معظم المصابين تمامًا عبر هذا العلاج. يتضمن العلاج الجراحي إحداث شق صغير عبر الأنف أو خلف الشفة العلوية للوصول إلى الغدة النخامية (الواقعة في السَّرج التركي) ويجري إدخال أنبوب رفيع عبر الثقب ومزوَّد بضوء وكاميرا في نهايته ويدعى الإندوسكوب (endoscope) وبعدها تمرّر الأداة الجراحية داخل الأنبوب نفسه بعد التحقق من الوصول لمنطقة الورم عبر الكاميرا، وتجري إزالة الورم.
ولكن يجب الحذر من تخريب الأجزاء السليمة للغدة، كما ويجب الانتباه لأساليب التعقيم خوفًا من الإصابة بالتهاب السحايا.
ثانيًا: العلاج الدوائي:
إذا بقيت مستويات هرمون النمو أعلى من الطبيعي بعد العمل الجراحي لا بد من اللجوء إلى العلاج الدوائي، حيث يصف الطبيب بعض الأدوية التي تخفف من إنتاج الهرمون، أو تمنعه من القيام بتأثيراته.
دمتم بصحة وعافية، وأدام الله عليكم تناسق نموكم ونمو أبنائكم، وزادكم من علمه.