طفل الأنبوب – خيار أخير للحمل
إعرف عنه القليل
قد لا ينجح التلقيح الطبيعي عند بعض الأزواج لأسباب فيزيولوجية، فكانت هذه الطريقة حلًا لكثيرٍ منهم ليصبحوا آباء وأمهات. حيث تعدُّ من أنجح التقنيات المساعدة على الإخصاب فما هي؟
طفل الأنابيب أو ما يعرف علميا بالتلقيح في المختبرin vitro) (fertilization هي مجموعة معقدة من العمليات التي تستخدم لمعالجة مشاكل الخصوبة أو المشاكل الوراثية و لمساعدة عمليات الحمل.
وهي عمومًا أن تُجمع البويضات الناضجة من مبايض الزوجة، وتُلقح من نطفة الزوج في المختبر، ثم تُزرَع البيضة (أو البيوض) الملقحة في رحم الأم (والتي ستشكل الجنين مستقبلًا). وتحتاج دورة التلقيح الصناعي أسبوعين من الزمن.
تُستَخدم لعلاج العقم إلا أنه ينبغي استخدام وسائل علاجية أخرى غير جراحية أو جراحية غير جائرة قبل استخدام هذه التقنية، حيث يمكن استخدام الأدوية المُخَصّبة لزيادة إنتاج البويضات لدى الأم. ومن الإجراءات الأخرى أيضًا:
عملية زرع النطاف داخل الرحم: حيث يحدث بهذه الوسيلة إيصال النطاف لجوف الرحم مباشرة عند اقتراب موعد الإباضة و ذلك لتجاوز بعض المشاكل التي تصادف النطاف في الوصول إلى جوف الرحم (يقرر الطبيب اختيار الطريقة حسب ما يجد).
• محاسنها:
في بعض الأحيان تُعد وسيلة الإخصاب في المختبر العلاج المختار للعقم لدى النساء فوق عمر الأربعين.
كما يمكن القيام بها في حال وجود بعض المشاكل الصحية، فعلى سبيل المثال يمكن القيام بها في حال وجود إحدى الحالات التالية لدى أحد الزوجين:
– انسداد قناة فالوب أو تلفها (القناة التي تربط الرحم بالمبيض حيث يحدث تخصيب البويضات الناضجة بها) مما يمنع عملية التخصيب أو وصول البويضة المخصبة إلى الرحم إن حدث التخصيب في تلك القناة المسدودة.
– اضطرابات الإباضة: حيث أن قلة الإباضة أو غيابها يقلل عدد البويضات المتوافرة للإلقاح.
– القصور المبيضي الباكر: هو فقد الوظيفة المبيضية الطبيعية قبل سن الأربعين حيث يصبح المبيض غير قادر على إنتاج كميات مناسبة من هرمون الإستروجين و كذلك لا يملك بويضات كافية لتنطلق دوريًا (أي سن اليأس مبكر)
– الانتباذ البطاني الرحمي: وتحدث هذه الحالة عندما تنزرع البطانة الرحمية خارج جوف الرحم و تنمو فتسبب مشاكل متنوعة و قد تؤثر على وظيفة المبيضين و الرحم و قناة فالوب .
– الورم الليفي الرحمي و هي أورام حميدة في جدار الرحم و شائعة لدى النساء في الثلاثينات و الأربعينات من أعمارهن. ويمكن لهذه الأورام أن تؤثر على انغراس البيضة الملقحة في بطانة الرحم .
– عمليات التعقيم السابقة كربط القناة الناقلة للبيوض أو إزالتها.
– خلل في إنتاج النطاف أو وظيفتها: عندما يكون عدد النطاف أقل من الطبيعي أو حركتها ضعيفة أو أن في أشكالها أو أحجامها شذوذات، فإن قدرتها على تلقيح البويضة تقل. وفي حال وجود شذوذات في السائل المنوي يجب البحث للتأكد في حال وجود أسباب يمكن أن تعالج أولًا .
– العقم غير المفسر: أي مع عدم وجود أي من الأسباب المعروفة للعقم.
– الاضطرابات الوراثية: في حال معاناة أحد الزوجين من مرض وراثي ويمكن أن ينقله إلى الجنين، فيمكن عندئذ أخذ أكثر من بيضة وتلقيح كل منها ثم بعد نموها جزئيًا وقبل إعادتها لجوف الرحم تُجرى فحوصات وراثية لمعرفة البيضة المصابة و عدم زرعها بينما البيضة الملقحة السليمة تزرع.
– الحفاظ على الخصوبة في حال الخضوع لمعالجة كيميائية أو شعاعية للسرطان (لأنها قد تُفقد المصاب الخصوبة) أو في بعض الحالات التي لا تسمح بالحمل.
• مساوئها:
– تعتمد فرصة الحصول على طفل سليم على العديد من العوامل كعمر الأبوين و سبب العقم، كما أن التلقيح الاصطناعي (طفل الأنبوب) يعد عملية تستغرق وقتًا، وهي مكلفة، كما تعد من العمليات الجراحية الجائرة.
– حال زرع أكثر من بيضة ملقحة في الرحم فإن ذلك قد يؤدي إلى الحمل بتوأم .
• المخاطر:
إن تقنية التلقيح في المختبر قد تحمل عدة مخاطر:
– الحمل بأكثر من مولود: ويحدث عندما تزرع أكثر من بويضة مخصبة في الرحم، وقد تنتج عن هذا الحمل ولادة مبكرة ومواليد بوزن أقل مقارنة بالحمل إذا كان بجنين واحد.
– متلازمة فرط تنبيه المبيض: حيث أنَّ استخدام الحقن الدوائية للخصوبة (مثل هرمون مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التَّنَاسُلِيَّةِ المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّةHCG ) لتحريض الإباضة يمكن أن يسبب متلازمة فرط تحرير المبيض، حيث يصبح المبيضان متورمين و مؤلمين، وتستمر الأعراض نموذجيًا لمدة أسبوع وتتضمن ألمًا بطنيًا خفيفًا ونفخة وغثيان و إسهال وفي حال حدوث الحمل قد تستمر الأعراض لعدة أسابيع، و في حالات نادرة، يمكن أن تتطور أشكال أشد من هذه المتلازمة حيث يحدث زيادة سريعة في الوزن و ضيق في التنفس.
– مضاعفات عملية الحصول على البويضة: يمكن لاستخدام الإبرة الساحبة للبويضات أن تسبب نزفًا أو إنتانًا أو ضررًا للأمعاء أو المثانة أو للأوعية الدموية.
– الحمل الهاجر: إن نسبة 2-5 % من النساء اللواتي يستخدمن الإخصاب المخبري يحدث لديهن حمل هاجر (راجع مقالنا عن الحمل المنتبذ، شرحناه بتفصيل).
– سرطان المبيض: على الرغم من أن بعض الدراسات الأولية تقترح وجود علاقة بين استخدام بعض الأدوية المساعدة على الإباضة و تطور نوع معين من سرطان المبيض، فإن الدراسات الحديثة لا تدعم هذه النتائج.
– التوتر و الضغط: حيث أن استخدام هذه الوسيلة مكلف و يؤثر جسديًا و نفسيًا، و في حال العقم يحتاج الأهل لدعم من الأصدقاء و المرشدين النفسيين.
أما بخصوص الناحية الشرعية فإن للموضوع شروطًا، يمكنكم سؤال المختصين، أو للاطلاع : https://islamqa.info/ar/3474
المصدر: https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/in-vitro-fertilization/about/pac-20384716