اضغط على الرابط التالي للاستماع للمقال صوتياً:
هل تخيلت يومًا أن شخصًا تُوفي ثم أتاك بعد أيام ليلًا ليشرب عندك كأسًا من الشاي؟ ربما هذا لا يحدث إلا في أفلام الرعب، لكن ماذا إن كان حقيقة!
هذا ما يُسمى في الطب بظاهرة Lazarus.
طبعًا ليس المقصود شرب الشاي
توصف ظاهرة lazarus بأنها عودة متأخرة تلقائية للدوران بعد توقف تام للإنعاش القلبي الرئوي cardiopulmonary resuscitation CPR وقد سجلت أول حالة في التاريخ الطبي عام 1982، وأطلق على هذه الظاهرة اسمها Bray عام 1993. أما المصطلح مأخوذ من قصة Lazarus الذي أحياه المسيح عيسى بإذن الله (حسب روايات غير إسلامية) بعد 4 أيام من موته {{وأُحْيِي المَوّتى بإذْنِ الله}}.
ولنشرحها لكم فهي باختصار: عودة القلب والتنفس للعمل بعد توقفهما بدقائق
حالات أخرى
ما سبق كان الحالة الأساسية الفعلية المدروسة. لكن يستخدم مصطلح لازورس (وهي ظاهرة نادرة الحدوث) أيضًا لوصف ظواهر غريبة وغير مُفسَّرة علميًا؛ حيث تصف الحالة النفسية لبعض الأشخاص بعد إصابتهم بسكتة قلبية، وتستخدم لوصف حالات تعافت بعد أن كانت قريبة من الموت، ولوصف شفاء غير متوقع من فيروس الإيدز.
وتوصف متلازمة لازاروس في العناية في طب الأطفال عندما يُتوقَّع أن الطفل سيموت ولكن فجأة يتعافى دون سببٍ واضح. وكذلك لوصف ظهور إشارات عفوية من الدماغ بعد موته، أو في حالة إصابة النخاع الشوكي.
● عودة الدوران الدموي طبيعيًا Time to return of spontaneous circulation:
تظهر حالة العودة إلى الحياة خلال 10 دقائق من توقف الإنعاش القلبي الرئوي في 82% من الحالات (من حالات حصول الظاهرة)، مع تأخير متوسط 7-8 دقائق. وقد لا يُعرف الوقت الذي استُغرِق لعودة الدوران الدموي طبيعيًا. فقد عُثِرَ على مرضى على قيد الحياة (في المشرحة)، وذلك بعد أن تُركوا دون مراقبة لعدة دقائق. مع ذلك، فإن الوقت الفاصل لا يمكن سوى أن يكون تقريبي، لأن المرضى غالبًا لا يكونون تحت مراقبة خاصة بعد خضوعهم لإنعاش قلبي رئوي، مع بعض الاستثناءات.
لكن لا تكون النتيجة دائمًا سليمة تمامًا؛
سجل بعض المرضى (45 ٪) تعافيًا عصبيًا جيدًا بعد عودة الدوران الدموي طبيعيًا، لكن تُوفي نصفهم في وقت لاحق خلال إقامتهم في المستشفى بسبب تعفن الدم والانصمام الرئوي، وخُرِّج (35 ٪) من المستشفى مع عدم وجود عقابيل عصبية كبيرة.
وبنفس الوقت لم يحقق بعض المرضى الانتعاش العصبي بعد عودة الدوران الدموي طبيعيًا وتوفوا بعد فترة وجيزة. لم يكن هناك ارتباط كبير بين النتيجة ومدة الإنعاش القلبي الرئوي، والفاصل الزمني لعودة الدوران الدموي طبيعيًا أو التشخيص.
ما سبب هذا التأخر في عودة الدوران الدموي الطبيعي؟
الآلية الدقيقة لتأخر عودة الدوران الدموي طبيعيًا غير واضحة ومن الممكن أن يكون هناك أكثر من آلية واحدة.
1- الضغط الزفيري الإيجابي:
يمكن أن تؤدي التهوية اليدوية السريعة دون وقت كافٍ للزفير أثناء الإنعاش القلبي الرئوي إلى فرط تضخم ديناميكي للرئتين. ما قد يؤدي إلى احتجاز الغاز وزيادة في الضغط الزفيري النهائي (يُسمى auto-PEEP) وبالتالي تأخر العائد الوريدي، وانخفاض النتاج القلبي، وحتى السكتة القلبية عند مرضى انسداد المسالك الهوائية.
2- تأثير دوائي متأخر:
يقترح البعض أن تأخُّر التأثير الدوائي للأدوية المعطاة أثناء الإنعاش القلبي الرئوي يعود إلى أن الأدوية المحقونة عن طريق الوريد المحيطي لا تؤثر مركزيًا كفاية بسبب ضعف العائد الوريدي، وعندما يتحسن العائد الوريدي بعد توقف التضخم المفرط الديناميكي، تساهم الأدوية بعودة الدوران الدموي.
3- فرط بوتاسيوم الدم:
إن ارتفاع البوتاسيوم داخل الخلوي لمدة طويلة قد يسبب تقلص عضلة القلب لمدة أطول من الطبيعي. كمثال امرأة بعمر 68 عامًا توقف قلبها بسبب ارتفاع بوتاسيوم الدم ولم تستجيب لتقنية CPR لكنها بعد ذلك استجابت للديلزة واستعادت عافيتها. بمعنى أنه حتى في حالات توقف القلب لمدة طويلة، ممكن أن يستعيد المريض عافيته بعد غسيل الكلى.
4 -Myocardial stunning صدمة العضلة القلبية
5- Transient asystole توقف الانقباض العابر
نقاط هامة عليك معرفتها:
1- ظاهرة لازاروس هي عودة متأخرة للدوران الدموي بعد انقطاع تام للإنعاش القلبي الرئوي.
2- يجب أن يؤخذ بالاعتبار فرط التضخم الديناميكي.
3- يجب مراقبة المرضى بالتخطيط القلبي الكهربائي ومراقبة الضغط الدموي على الأقل لمدة عشر دقائق بعد توقف الإنعاش القلبي الرئوي وتأكيد حالة الوفاة بعدة قياسات أخرى أيضًا.