عصر الصراع في أوروبا: الصراع بين العلم والكنيسة
يقول أحد مؤرخي الحضارة الغربية: أنْ يكون الدفاع عن وجود خالق دون لجوء للكنيسة أمرٌ بدهيٌ، فقد كانت الكنيسة جزءًا من المشكلة، وجزءًا من المرض الذي يصيب كل معرفة بالرب، لا جزءًا من العلاج، لقد كانت الكنائس هي الأرض التي أنبتت الإلحاد!
شهدت قارة أوروبا العديد من الصراعات في تاريخها، وتلك الصراعات لم تظهر من تلقاء نفسها بل كان هناك سببٌ رئيسيٌ لنُشُوبِها.
– السبب الرئيسي لظهور العديد من الصراعات في أوروبا هو: “طُغيان رجال الكنيسة وهيمنتهم باسم الدين على رجال العلم“.
حدثت الكثير من الصراعات بين العلم والكنيسة في أوروبا حيث كانت الكنيسة الأوروبية في عصور ظلامهم شديدة القسوة على العلماء، وكانت تقمع كل محاولة للابتكار والاختراع والبحث في العلم.
– هدف الكنيسة من محاربة العلم والعلماء:
هو أنْ تظلّ لها السيطرة الكاملة على الشعوب وحياة الناس من حيث جباية الأموال، وأخذ القرارات المصيرية، وأخذ قرار الغفران أو عدمه لعبد أخطأ أو ارتكب ذنبًا.
– ظلت الكنيسة تُحارب العلماء، وتوجد الكثير من الأمثلة على ذلك نذكر منها الآتي:
1. مُحاكمة كوبرنيكوس:
سبب مُحاكمته أنه في عام 1534م اكتشف دوران الأرض حول نفسها، وأنّ الشمس هي مركز الكون وليست الأرض، فكان هذا الاكتشاف بمثابة الكارثة بالنسبة للكنيسة لأنه كان متناقضًا مع معتقداتهم ومع النصوص المُقدسة، لذلك حاكمته الكنيسة بميزان الحقائق الإنجيلية فحاربوه، واتهموه بالكفر، وطالبوا بقتله، ومنعوه من التدريس، وحرّقوا جميع أبحاثه.
2. محاكم التفتيش ضد العلماء:
– حكمت تلك المحاكم على تسعين ألفًا وثلاثة وعشرين عالمًا بأحكام مختلفة في الفترة بين سنة 1481م وسنة 1499م ، وهو ما يُعادل 18 سنة من الظلام.
– أصدرت قرارات تُحرِّم قراءة كتب جيوردا نويرنو، ونيوتن لقوله بقانون الجاذبية، وأمرت بتحريق كتبهم.
– أحرق الكاردينال إكمينيس في غرناطة 8000 كتابًا مخطوطًا لمخالفتها آراء الكنيسة.
وفي الختام:
نذكر أنَّ ما فعلته الكنيسة أدى إلى وجود مشكلة عميقة بين العلم والدين في الفكر الأوروبي، ونفور الناس من الدين، وعجز الثقة في رِجالاتِ المدينة.