عُسر التَّلفظ
صعوبة الكلام
قد يبدو الأمر غريبًا، أن يجد المرء صعوبةً في التحدث! تُراودنا هذه الحالة عندما لا نعلم ما نريد أن نقوله، لكن ماذا لو علِم الشخص ما يريد التحدث به، ولكنه لا يستطيع! ما هذه الحالة؟
هذه الحالة، هى عبارة عن صعوبة في التحدث بسبب ضرر دماغي، أو تغير في بنية الدماغ مع التقدم في العمر.
أعراضُ المرض:
1- كلام متقطع (كلام أنفي أو تنفسي).
٢- بحة صوتية جهدية.
٣- كلام هادئ أو صاخب جدًا.
٤- مشاكل التكلم بإيقاع وتواتر منتظم، مع تردد متكرر.
٥- كلام بنغمة واحدة.
٦- صعوبة في حركات اللسان والشفاه.
٧- عسرة البلع؛ مما يسبب سيلان اللعاب.
وكنتيجة لهذه المشاكل؛ قد يُصبح حديثُ المصاب صعبَ الفهم. وفي بعض الحالات قد يصبح المصاب قادرًا على التحدث ببعض الجمل القصيرة، أو بعض الكلمات أحيانا، وفى أحيانٍ أخرى يكون غير قادر على إصدار أصوات مفهومة.
إنَّ عُسر التَّلفظ لا يؤثر على الذكاء، أو على فهم الكلام بحد ذاته، ولكن الشخص المصاب قد يكون لديه مشاكل أخرى مرافقة، في هذه النواحي؛ حيث يمكن أنْ يؤثر هذا على التفاعل الاجتماعي للشخص وفرص التوظيف والتعليم.
ما أسبابه؟
يَنتج عُسر الكلام عن إصابة الدماغ، أو الجهاز العصبي كما يلي:
١- (خَلقي): يحدث نتيجة ضرر الدماغ قبل أو خلال الولادة (كمثال على ذلك، الشلل الدماغي).
٢- مُكتسب: يحدث بسبب تغير في بيئة الدماغ بسبب ضرر (السكتة الدماغية ورضوض الرأس أو أورام الدماغ)، أو أمراض مترقية تدريجيًا (مثل داء باركنسون، وداء العصبون الحركي).
يوجد النمط الخلقي عادةً عند الأطفال، بينما المكتسب عادةً عند الكبار، ولكن يمكن أن يُشاهد كلا النوعين في أي عمر.
قد يتحسن المرض بالعلاج اللُغوي الكلامي، وذلك يعتمد على سبب الضرر، وحجمه.
#التشخيص:
قد يقوم المُعالج اللغوي الكلامي بإجراء اختبارٍ؛ لتحديد مَدى المشاكل الكلامية، حيث قد يطلب :
١) إصدار أصوات مختلفة.
٢) التحدث عن موضوع مألوف.
٣) تِعداد الأرقام، أو ذِكر أيام الأسبوع.
٤) القراءة بصوتٍ عالٍ.
٥) فحص حركة العضلات في الفم.
٦) فحص الحنجرة (حُجرة الصوت).
٧) تسجيل الصوت.
#العلاج:
يُساعد المُعالج في إيجاد طُرق مختلفة للتواصل؛ حتى يُساعد المريضَ في التأقلم مع عائلته، بالإضافة لتأقلمهم معه، وهذا من خلال ما يلي:
١) استراتيجيات لتحسين الكلام: كإبطاء الكلام مثلًا.
٢) تمارين لتحسين الصوت، أو وضوح الكلام.
٣) استخدام أجهزة مساعدة: كلوح أحرف، مضخم، أو جهاز تخريج صوتي محوسب.
ليس مؤكدًا أنْ يستفيد جميع المصابين من العلاج الكلامي واللغوي، ومن العوامل التي تحدد نسبة احتمالات نجاح المعالج في تحسين الكلام: موقع وحجم الإصابة في الدماغ، والمسبب الأوَّلي للمرض، والظروف الشخصية الفردية للمريض.
*خطوات الاتصال:
هذه الملاحظات البسيطة تساعد في تواصل أكثر فاعلية بالنسبة للمصابين، أو الطبيعيين مع المصاب:
أولًا، خطوات للمصابين:
١) خُذ نفسًا عميقًا قبل بدء الكلام.
٢) ابذل جهدًا إضافيًا في التعبير عن الكلمات الرئيسة.
٣) التكلم ببطئ، حتى وإن كان الأمر يتطلب قول الجملة كلمة كلمة، عند الضرورة.
٤) ترك فراغ واضح بين الكلمات.
٥) حاول أن تكون في نفس الغرفة مع الشخص الذي تريد التحدث إليه، وواجهه بالحديث.
٦) اجذب انتباه المستمع سواء بلمسه، أو بمناداته باسمه أولًا.
٧) استخدم الجمل القصيرة، وتجنَّب المحادثات الطويلة، في حال كنت مرهقًا.
٨) تقليل الضجة الخلفية (كالتلفاز أو المذياع).
9) كرر الجملة في حال الحاجة لذلك.
ثانيا، خطوات للعائلة، الأصدقاء، والمعالجين للتواصل مع المصابين:
١) تقليل الشرود، والضجة الخلفية.
٢) النظر للمصاب.
٣) بَعد التحدث، اُتركْ للمصاب المساحة الكافية من الوقت؛ ليستجيب (إذا شعروا أنهم مضغوطون أو مُستعجَلون بالحديث؛ فهذا قد يؤدي لشعورهم بالتوتر؛ مما قد يؤثر على قدرتهم على التواصل).
٤) كن حذِرًا من إكمال جُملِهم، أو تصحيح أخطائهم اللغوية؛ فهذا قد يكون محبطًا لهم.
٥) إذا لم تفهم ما يقول، لا تدَّعِ أنك تفهم؛ لأن هذا مزعج لهم.
٦) السعي للتوضيح بسؤال ( نعم أو لا)، أو إعادة صياغة الكلام (كمثال: هل سألتني إن كنت أريد الذهاب للتسوق ؟)
الحالات المتعلقة بعسرة الكلام:
1- عسر البلع dysphagia، يمكن أن يكون عرَضًا لعسر التلفظ.
2- الحبسة الكلامية aphasia، أو عسرة التعبير (أو الكلام) Dysphasia: إما صعوبة في فَهم اللغة(حبسة استقبالية)، أو نطقها(حبسة تعبيرية).
3- الرنح ataxia، وعسرة الأداء dyspraxia: مشاكل فيزيائية في التنسيق، والتي تؤثر أحيانًا على التنسيق المطلوب بين عضلات الكلام.
إعداد: بشار خشفة.
مراجعة: طارق المهندس.
تدقيق : أحمد عبد البديع