تحدّثنا في مقالٍ سابق عن الإجراءات اليومية التي من المفترض أن نلتزم بها لنحافظ على أسناننا ، وكان من بينها “غسول الفم”، أو المضمضة، والذي على الرغم من أنه لا يحل محل استخدام الفرشاة والمعجون وخيوط الأسنان، إلا أنَّ له فوائد إضافية، سنتعرف عليها في هذا المقال، بسم الله:
أولاً: هل أستخدم الغسول قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة أم بعده؟
– بإمكانك أن تستخدم الفرشاة والمعجون قبل غسول الفم، كما بإمكانك أن تفعل العكس، لكن الأفضل هو أن تتبع إرشادات المصنعين للمنتَج الذي تستخدمه، فبعض أنواع معاجين الأسنان المحتوية على مواد مثل: (هيدروكسيد الكالسيوم، أو هيدروكسيد الألومنيوم) ستقلل من فاعلية غسول الفم المحتوي على الفلورايد باتحادها معه، لذا عليك أن تقوم بغسل المتبقي من معجون الأسنان بقوة باستخدام الماء، قبل استخدام غسول الفم.
الطريقة:
– قد يختلف الأمر من غسولٍ لآخر، لذلك وببساطة تجد على كل غسول تعليمات الاستخدام المكتوبة على المنتج، فيما يخص الكمية، والوقت الذي عليك أن تُبقي فيه سائل غسول الفم داخل فمك، وعدد مرات الاستخدام في اليوم.
ما هي أنواع غسول الفم؟
– عمومًا، هنالك نوعين من غسول الفم: التجميلي والعلاجي. أما التجميلي، فمهمته أن يتحكم مؤقتًا في رائحة الفم السيئة ويترك مذاقً لطيفًا، هو لا يقتل البكتريا المسببة لرائحة الفم الكريهة، وبالتالي تأثيره مؤقت فقط. أما النوع الثاني فهو العلاجي الذي يحتوي على مكونات فعَّالة، فهو إضافة إلى قدرته على التخلص من الرائحة السيئة للفم، يسيطر على حالات التهاب اللثة، وتكوُّن الصفائح البكتيرية Plaque، وتسوس الأسنان.
فيما يلي، بعض الاعتبارات المتعلقة باستخدام غسول الفم:
1 ). التهاب العظم السنخي Alveolar Osteitis (Dry Socket): والذي عادة ما يحدث بعد قلع أحد الأسنان بيومين أو ثلاثة أيام، بسبب زوال الخثرة الدموية التي من المفترض أن تبقى كجزء من عملية التئام مكان القلع، (ويُعتقد نظريَّا أن السبب وراء حصول ذلك هو أن البكتريا هي التي تُحَلًل تلك الخثرة)، لذا يُستخدم غسول الفم بعد القلع للوقاية من حصول هذه الحالة.
2 ). رائحة الفم السيئة: بإمكانك أن تستخدم غسول الفم التجميلي الذي يحجب الرائحة مؤقتًا ولكنه لا يملك أي تأثير على البكتريا. أو أن تستخدم غسول الفم العلاجي الذي يعمل على المدى الطويل (كالمحتوية على الكلورهيكسيدين والسيتيل بريدينيوم، أو الزيوت الأساسية مع عوامل إضافية كأملاح الزنك والكيتون..). لكن لا تنسى اتباع التعليمات التي يخبرك بها الطبيب أو الموجودة على المُنتَج، لتجنب الحصول على أسنان متلونة بصبغات مزعجة! وسننشر سلسلة عن رائحة الفم الكريهة قريبًا إن شاء الله.
3 ). الصفيحة البكتيرية Plaque، والتهاب اللثة: عند استخدام غسول الفم المحتوي على المواد المضادة للميكروبات، مقترنة بالفرشاة والخيوط، وُجد أنه يقلل من تكوُّن تلك الصفيحات ويقلل من حدوث التهاب اللثة.
4 ). تسوّس الأسنان: يقوم غسول الفم المُدَعَّم بأيونات الفلورايد بتعزيز إعادة التمعدُن في الأسنان، فالأسنان تفقد المعادن من الطبقة الخارجية لها نتيجة التعرض لعوامل مختلفة، وبالتالي يساهم غسول الفم بتقوية الأسنان لمقاومة البكتريا المسؤولة عن التسوس.
5 ). تسكين الألم موضعيًا: بعض أنواع غسول الفم تحتوي على مواد مخدرة موضعية، مثل (ليدوكائين)، حيث تقوم بإزالة الألم الناتج عن الآفات الفموية مثل (قرحة الفم).
6 ). التبييض: والذي تحدثنا عنه سابقًا في سلسلة مقالات “تبييض الأسنان”. (الرابط المرفق في التعليقات).
7 ). جفاف الفمّ Xerostomia: وهو انخفاض في كمية اللعاب داخل الفم، والذي يزيد من خطر حدوث تسوس الأسنان. غسول الفم المحتوي على الفلورايد مفيد في بعض الحالات المسببة لهذه المشكلة، وأيضًا فبعض الأنواع تحتوي على إنزيمات، ومشتقات السيليلوز وغيرها من المواد التي تحاكي اللعاب الحقيقي، وبالتالي لها القدرة على التخلص من بعض مضاعفات جفاف الفم. كما يجب تجنب غسول الفم المحتوي على الكحول فهو يزيد من جفاف الفم.
8 ). سرطان الفم: يعلم الجميع أن من أشد العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث السرطانات في الرأس والرقبة هي الكحول والسگائر، وهذا هو ما أثار الأسئلة حول إحتمالية حدوث هذا المرض بسبب غسول الفم المحتوي على الكحول! إلا أنَّ المراجعات المنهجية الحديثة لم تجد علاقة بين استخدام غسول الفم المحتوي على الكحول، وبين هذه الأمراض.
في الختام، قد يخطر في بالك السؤال التالي وانت تقرأ المقال:
ودمتم بصحة وعافية