فرط التعرق (hyperhidrosis )
من الطبيعيّ -بل المفيد أيضًا- أنّك عندما تمارس التمارين أو الأعمال المُجهدة، وعند التواجد في بيئة ساخنة، وكذلك عند الشعور بالقلق والتوتر أن تتعرق، فبذلك يحافظ الجسم على حرارته الطبيعية.
لكن هل سبق لك أن وصلت لحالةٍ غدا فيها التعرق مُعيقًا لك؟ كأن يغمر العرق ملابسك أو أن يتقطّر من يديك على ورقة الامتحان مثلًا، وقد يضطرك لمقاطعة أنشطتك اليومية الطبيعية مُسببًا لك الإحراج، هل يعتبر طبيعيًًّا أيضًا حينها؟ ما السبب وراء ذلك؟ وما طريقة التعامل مع هذه الحالة، دعونا نتعرف عليها في سياق مقالنا التالي:
فرط التعرق Hyperhidrosis
وهو التعرق الزائد عن الحد اللازم للتنظيم الحراري العادي، والذي لا يرتبط بالضرورة بالحرارة أو التمارين، يبدأ عادةً في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
أسبابه
في الحالة الطبيعية يمثِّل التعرُّق الآلية التي يتبعها الجسم للتبريد الذاتي. فالجهاز العصبي يُثير تلقائيًا الغدد العرقية عندما ترتفع درجة حرارة الجسم. وكذلك عندما يكون الشخص منفعلاً يحدث التعرُّق بشكلٍ طبيعيّ أيضًا وخاصةً في راحة اليدين.
أمّا في هذه الحالة المَرَضيّة فهو من حيث المُسبب يُقسَّم لنوعين:
▪فرط التعرق الأوليّ، حيث تصبح الأعصاب المسؤولة عن إرسال الإشارات إلى الغدد العرقية ذات نشاط مفرط، وحتى لو لم تتم إثارتها بنشاط بدنيّ أو ارتفاع في درجة الحرارة. ومع الضغط أو الانفعال، تتفاقم المشكلة أكثر. ويؤثر هذا النوع عادةً على راحة اليد وأخمص القدمين والإبطين وأحيانًا الوجه.
▪ فرط التعرّق الثانوي، والذي يحدث نتيجة للحالات التالية:
• داء السكري
• الهبَّات الساخنة المتعلقة بانقطاع الطمث
• اضطرابات الغدة الدرقية
• انخفاض سكر الدم
• بعض أنواع السرطان
• النوبة القلبية
• اضطرابات الجهاز العصبي
• الإدمان على الكحول
• بعض الأدوية (كالـ propranolol, physostigmine وغيرها)
التشخيص
أمّا عن فرط التعرق الأوليّ، فتشمل معايير تشخيصه ما يلي:
– التعرُّق المُفرط لمدة 6 أشهر وأكثر.
– بشكل أساسي تشمل المواقع الناتجة للعرق (الإبط / راحة اليدين / أخمص القدمين / الوجه).
– يغيب ليلاً.
– يحدث مرة أسبوعيًا على الأقل.
– يبدأ في سن الخامسة والعشرين أو أصغر عمرا.
كما يتوجب إجراء الفحص الطبي للبحث عن الأسباب الثانوية.
قد يُبنى التشخيص في بعض المرضى على اختبار يسمى اختبار العرق، يتضمن طلاء أجزاء من بشرتهم بمسحوق يتحول إلى اللون الأرجواني عندما يصبح الجلد رطبًا.
التدبير
إذا كانت هناك حالة طبية كامنة تساهم في المشكلة فسيتم تدبير هذه الحالة أولاً.
إذا لم يتم تحديد سبب واضح، فسيركِّز العلاج على السيطرة على التعرق المفرط. وقد تحتاج إلى استخدام مجموعة من العلاجات في بعض الأحيان.
وإليك بعض من تلك العلاجات:
▪الأدوية
– كمضادات التعرق المصروفة بوصفة طبية. قد يصف الطبيب مضادًا للتعرق يتم دهانه عادة على الجلد المصاب قبل الخلود إلى النوم. مع مراعاة عدم دخوله إلى العينين. كما يطبق على البشرة الجافة تمامًا لتجنب حدوث التهيج.
– المضادات الكولينرجيّة (اطّلع على مقالنا السابق في التعليقات لتستزيد ?)
– مضادات الاكتئاب والتي تقلل من القلق الذي يزيد من تفاقم فرط التعرق.
– حقن سموم البوتولينوم (البوتوكس): يحجب العلاج بسموم البوتولينوم الأعصاب التي تسبب التعرق (يقوم بحصر عملها). يدوم تأثيره لمدة تتراوح بين 6-12 شهرًا وسيحتاج العلاج بعد ذلك لتكراره. يمكن أن يكون هذا العلاج مؤلمًا، ويعاني بعض الأفراد ضعفًا مؤقتًا بالعضلات في المنطقة المعالجة. وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على هذا العلاج للإبطين كما قد يكون فعالًا في مناطق أخرى من الجسم.
– إزالة الغدة العرقية: إذا كنت تعاني فرط التعرق فقط في الإبطين، فإن إزالة الغدد العرقية قد يساعد في القضاء على هذه المشكلة لكن من الجدير بالذكر هنا أنَّ هذا الإجراء غير مُستطب إلّا بالحالات الشديدة غير المستجيبة لأنواع العلاج الأخرى.
وختامًا إليك بعض النصائح التي قد تفي بالغرض:
– ارتداء جوارب بنوع قماش يمتص الرطوبة، وقم بتغيير الجوارب الخاصة بك على الأقل مرتين في اليوم إن أمكن.
– ارتداء أحذية جلدية، ومحاولة ارتداء أحذية مختلفة يومًا بعد يوم، ولا ترتدِ أحذيةً مغلقة أو أحذية رياضية قد تتسبب بتعرقك أكثر.
– لا ترتدِ ملابس ضيقة بل عليك بالملابس الفضفاضة، وابتعد قدر الإمكان عن أقمشة النايلون.
– الإقلاع عن الكحول.
– الابتعاد عن تناول الطعام الحار، فهو من الأمور التي تسيء لحالتك.
– إذا كان التعرق الشديد مصحوبًا بدوار أو ألم في الصدر أو غثيان لا تتردد في الذهاب إلى الطبيب.
حفظكم الله من كل سوء، وكتب لكم الشفاء والمعافاة من كل داء!
إعداد: آلاء جميلة
مراجعة علمية: ألمى تمّور
تدقيق لغوي: محمود سلامة
المصادر
https://mayocl.in/302fwPt
https://bit.ly/2IZby4w
https://bit.ly/2RNlvVd