كان عليك الانتباه لطفلك فقط! أما الآن فيجب أن تنتبه لنفسك أيضاً !
تكلمنا في الجزء الأول (أدناه رابط المقال الأول على صفحتنا) عن أعراض فرط النشاط وقلة الانتباه… نتابع معكم الآن بالأسباب
والتشخيص والعلاج :
تكون الوسائط العصبية لدى الأشخاص المصابين بفرط النشاط وقلة الانتباه أقل نشاطًا في بعض أقسام الدماغ المسؤولة عن الانتباه. لم يعرف الباحثون بعد ما الذي يسبب الخلل في توازن هذه النواقل ولكنهم يعتقدون أن للوراثة دورًا في ذلك؛ لأن فرط النشاط وقلة الانتباه غالبًا ما يصيب عدة أفراد في عائلة واحدة. وقد ربطت دراسات أيضًا فرط النشاط وقلة الانتباه بالتدخين وشرب الكحول للأم الحامل قبل الولادة.
لا يعلم العديد من البالغين بإصابتهم بفرط النشاط وقلة الانتباه إلا عند تلقيهم المعالجة لكن لمرض آخر، كالقلق أو الاكتئاب. وفي بعض الأحيان يُشخص المرء بأنّه مصاب بفرط النشاط وقلة الانتباه خطأ نظرًا لعادات سيئة أو لمشاكل في العمل أو لخلافات زوجية. ولتأكيد التشخيص فإن المرض يجب أن يكون موجودًا منذ الطفولة حتى وإن لم يُشخص في ذلك السن أو لم تكن أعراضه واضحة. تفيد التقارير القديمة أو التكلم مع الأقارب في توثيق مشاكل الطفولة، كضعف التركيز وفرط النشاط.
استخدم بعض خبراء الصحة العقلية خلال دراستهم لفرط النشاط وقلة الانتباه اختبارات نفسية عصبية، تتضمن فحوصات موقوتة وفحوصات معتمدة على الحاسوب حيث تقوم تلك الفحوصات بقياس الانتباه ومهارات التعامل مع المشكلات. إن الفحوصات النفسية العصبية غير كافية لتشخيص فرط النشاط وقلة الانتباه، وإنما توجهنا لمعرفة كيفية تأثير فرط النشاط وقلة الانتباه على حياة الفرد اليومية، ويمكن أيضًا أن توضح ظروف التعايش كعدم القدرة على التعلم.
تعتبر المنشطات أكثر أدوية فرط النشاط وقلة الانتباه المستعملة شيوعًا، وتعمل هذه الأدوية على شحن التركيز وكبح التشتت عبر ضبط الدوائر الكهربائية في المخ التي تؤثر في الانتباه. وإذا لم يكن المنشط كافيًا، فمن الممكن أن يصف الطبيب مضادًا للاكتئاب للمحافظة على استقرار المزاج، أو أحد مثبطات عود التقاط النورابنفرين الانتقائية (SNRI)، والتي تفيد في التحكم بالسلوك المتهور.
يتحسن معظم البالغين المرضى بفرط النشاط وقلة الانتباه لدى بدئهم بالأدوية، إلا أنّ صراعهم مع العادات السيئة وقلة الثقة بالنفس يبقى مستمرًا. تركز الاستشارة على تنظيم أمور الحياة وإصلاح العلاقات الاجتماعية وتحسين المهارات. وتدل الدراسات على أن المعالجة (السلوكية – الإدراكية) لمرضى فرط النشاط وقلة الانتباه أعطت نتائج إيجابية في معالجة المشاكل اليومية لهؤلاء المرضى.
تبين الخبيرة راشيل باركلي أن المرضى المصابين بفرط النشاط وقلة الانتباه متفوقون في أعمال التجارة والتمثيل والأعمال الحربية والتصوير وتدريب الرياضيين، ويمكن لمريض فرط النشاط وقلة الانتباه متابعة أي عمل يستمتع به.
قد يتسبب المرضى المصابين بفرط النشاط وقلة الانتباه بهدم زواجهم وعلاقاتهم الاجتماعية الأخرى؛ لأن حالتهم تجعل من الصعب عليهم تذكر الالتزامات الملقاة على عاتقهم، ولأنهم يفقدون السيطرة على أعصابهم بسهولة مما يدفعهم للقيام بتصرفات متهورة، فيؤدي ذلك إلى احتمالات عالية من الانفصال أو الطلاق.
شاعت الأحاديث بين الناس أن السكّر يسبب فرط نشاط الفرد، إلا أنه لا يوجد بعد أدلة على أن الحلوى قد تتسبب بفرط النشاط وقلة الانتباه أو أعراض أسوأ. كما أن الاستعاضة ببديل للسكر للتحلية لا يقلل من أعراض فرط النشاط وقلة الانتباه عند الأطفال.
• يمكن للمعالجة طويلة المدى أن تخفف من المشاكل التي يعاني منها المرضى في العمل وضمن العائلة، كما أنها تقربهم إلى عائلاتهم وأهدافهم الشخصية.
دمتم بصحة وعافية