hلميل من الرجل والمرأة بعضهما إلى بعض غريزة فطرية، وشهوة إنسانية، وقد جاءت الشريعة بمعالجة دوام اشتغال النفس بالحرام منها، فمنعت من دواعي الزنى؛ كالخلوة، واختلاط الجنسين، والنظر بما يثير الشهوة، ثم كلّفت العقل بمنع اتصال تلك الدواعي في النفس إذا وُجِدَت، لأنها تُفقد العقل تجرّده في الخلاص من الانسياق لها، فكيف تأمره بقهر النفس عن البعد عن شهوة الفاحشة وهي تُجيز له مجاورة دواعيها؟ فسياسة العقل تكون بفصل النفس عن شهوتها؛ ليتخذ الرأي الصحيح الحازم بتجرّد بلا مؤثر، وإذا غلبت النفس حينها العقل بسطوتها، فيتحمل العقل اللوم؛ لأنه لم يبتعد عن مؤثرات النفس تلك المُخِلَّة باختياره، وهذا في جميع الشهوات الأخرى كالمال والجاه وما إلى ذلك.
الفصل بين النفس والعقل – صـ ١٩٠ / للشيخ عبدالعزيز الطريفي.