فشل القلب!
في الحقيقة قلبك الذي بين جنبيك ليس مجرد كيس بسيط، ولا آلة ديناميكية لضخ الدم، بل هي آلة محكمة التصميم بتقديرٍ من العليم الحكيم سبحانه فهي تجمع ما بين التنظيم والدقة لتوصل الدم لكل عضوٍ في جسمك.
ومن أحد مظاهرِ الإحكام فيها وعلى سبيل المثال لا الحصر أن عدد نبضاته تصل إلى حوالي 75 نبضة في الدقيقة، أي تصل حصيلة نبضاته في اليوم إلى مئة ألف نبضة في اليوم دون تعب، ويفسر ذلك بأن القلب له فترة راحة خلال مدة تقدّر بأجزاء من الثانية بين كل نبضةٍ وأخرى. وكثير من الأمور التي لا يسعنا ذكرها، مثل زيادة عدد ضرباته عندما تكون بحاجة لذلك، وقوة تقلص العضلة، والتوصيل الكهربائي الذاتي فيه، وكيف يروي نفسه بالمواد المغذية.
ولكن ماذا إن قصّر القلب في أداء وظيفته نتيجة ضعفٍ أو تصلب فيه؟ هل يمكن هذا؟ تابع معنا:
تسمى هذه الحالة بفشل القلب (Heart failure) أو فشل القلب الاحتقاني (Congestive heart failure)
وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال
بسم الله نبدأ:
لا يعني فشل القلب عدم مقدرة القلب على العمل، وإنما يشير لضعف أداءه في عمله. ويمكن أن يحدث بأي عمر ولكنّه أكثر شيوعًا عند كبار السن.
يُعَد فشل القلب حالة طويلة المدى وتزداد سوءًا مع مرور الوقت، ولا يمكن علاجه عادةً ولكن يمكن السيطرة على الأعراض لعدة أعوام.
الأعراض: طبعًا ترتبط الأعراض بضعف تروية الدم وتوصيله للأعضاء، وتراكمه في أماكن أخرى، ونذكر لك منها الأعراض الرئيسة:
– ضيق التنفس بعد نشاط أو راحة
– الشعور بالتعب أغلب الأوقات والإرهاق من التمارين
– تورم الكاحلين والساقين
وهناك بعض المصابين كانوا يعانون من أعراض مختلفة
مثل السعال المستمر، وسرعة دقات القلب والدوخة
ويمكن أن تتطور الأعراض بسرعة (فشل قلبي حاد) أو تدريجيًا على مدى أسابيع أو أشهر (فشل قلبي مزمن).
الأسباب:
غالبًا ما يكون فشل القلب نتيجة للعديد من المشاكل التي تؤثر على القلب مثل:
– مرض الشريان التاجي: بما أن كل عضلة في الجسم تحتاج إلى تغذية بالدم كذلك ينطبق الأمر على العضلة القلبية التي تغذيها شرايين منها الشرايين التاجية.
وفي هذا المرض المذكور تسد الشرايين التاجية بمواد دهنية (تصلب الشرايين)، ما يؤدي إلى الذبحة الصدرية أو نوبة قلبية.
– ارتفاع ضغط الدم: الذي يسبب إجهادًا إضافيًا للقلب، ويمكن بمرور الوقت أن يؤدي إلى فشل القلب، ولهذا يجب على مرضى الضغط مراقبة ضغط دمهم.
– اعتلال العضلة القلبية: حالات تؤثر على العضلة القلبية
– عدم انتظام ضربات القلب (اضطراب النظم القلبية) مثل الرجفان الأذيني
– تضرر الصمامات القلبية
– أمراض القلب الخَلْقية التي تؤثر على العمل الطبيعي للقلب.
قد يؤدي فقر الدم أو الإفراط في شرب الكحول أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو ارتفاع الضغط في الرئتين (ارتفاع ضغط الدم الرئوي) أحيانًا إلى فشل القلب.
العلاج:
يقتصر علاج الفشل القلبي على معالجة الأعراض وإبقائها قدر الإمكان تحت السيطرة.
وتتضمن العلاجات الرئيسية:
1- الأدوية: غالبًا ما يحتاج المريض إلى نوعين من الأدوية القلبية أو أكثر
2- أجهزة تُزرع في الصدر لضبط نظم القلب
3- اللجوء إلى العادات الصحية كالتوقف عن التدخين، والتقليل من الملح، والأكل الصحي
4- الجراحة
نصيحتنا للمصابين بفشل القلب، وللوقاية أيضًا:
1- اعتن بنفسك: من المهم جدًا بالنسبة لمرضى الفشل القلبي الاعتناء بأنفسهم من خلال أخذ الأدوية الموصوفة لهم والاستمرار بذلك حتى بعد الشعور بتحسن.
2- اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا: فهو يساعد في تحسين الأعراض والصحة العامة. ينبغي أن يتضمن النظام الغذائي المتوازن الكثير من الفواكه والخضار والنشويات مثل البطاطا والخبز والأرز أو المعكرونة ومنتجات الألبان وبعض الحبوب أو البقول والأسماك والبيض واللحوم وغيرها من مصادر البروتين، مع الحفاظ على مستويات منخفضة من الدهون المشبعة والملح والسكر.
3- الامتناع عن شرب الكحول.
4- ممارسة تمارين رياضية بانتظام: قد تجد التمرين صعبًا خصيصًا في حالة الفشل القلبي، لكن حاول قدر استطاعتك دون أن تجهد نفسك وخذ قسطًا من الراحة.
5- توقف عن التدخين: إذا كنت من المدخنين والمصابين بفشل القلب فيتوجب عليك التوقف عن التدخين فذلك يساعد على تحسين صحتك العامة والتقليل من المشاكل الصحية الأخرى.
6- أخذ اللقاحات: حيث يمكن أن يسبب فشل القلب ضغطًا على الجسم مما يعني احتمالية كبيرة للإصابة بعدوى.
7- بالنسبة لمرضى الضغط يجب المحافظة على ضغط دمهم طبيعيًا قدر الإمكان، وهذا مفيد في الوقاية.
8- مرضى السكري: المحافظة على سكر الدم مضبوطًا لديهم، ومنع حصول ارتفاعات فيه.
ودمتم بصحة وعافية