بداية نقول : قمنا بشراء هذا العدد خصيصا لضبط الاقتباسات منه بالصفحة والسطر – وذلك لأن مقولات الرجل فيه (وخاصة عن النشوء التلقائي أو الخلق ولا ثالث لهما) قد أثارت زوبعة هائلة بين خرافات التطوريين وبين المؤمنين بالخلق وأن التطور خرافة لم تثبت بل (ويستحيل أن تنشأ مواد حية من مواد غير حية أبدا)
فاتهم كل فريق منهم الآخر بتشويه كلام الرجل أو استقطاعه من سياقه أو عدم الدقة في النقل – ولأننا لا نرضى لأنفسنا أن نكون حاملين للكذب : فقد قمنا بشراء العدد بأكمله لنرى ونتأكد بأنفسنا : فوجدنا الأمر مصيبة كبيرة على رأس الملاحدة والتطوريين !!
وأنه كما قلنا لكم من قبل مرارا وتكرارا :
يظل الرجل عاقلا : إلى أن يتحدث في خرافات الإلحاد والتطور ..!!
ودعونا لا نطيل عليكم ولنبدأ على بركة الله …..
1-
مقال الرجل بعنوان : أصل الحياة THF ORIGIN OF LIFE
وهو يبدأ من صفحة 44 إلى صفحة 53 (يعني 10 صفحات)
والمقال في سنة 1954م (وكل المقالات على 3 أعمدة في كل صفحة)
وكذلك هذا العدد كان 96 صفحة فقط
وهو في شهر أغسطس (شهر 8)
وأما الاقتباس الشهير عن الرجل (عن النشوء التلقائي أو الخلق ولا ثالث لهما) يقع في الصفحة 46 وليس 48 كما في أكثر النقولات للأسف (وكثيرا ما يقع بعض الخطأ في قراءة رقم 6 و 8 مع رداءة الطباعة أو ضعف النظر) ولذلك : سنشير من الآن فصاعدا إلى أي نقل سننقله للرجل كالتالي :
Wald, George, “The origin of life,” Scientific American, Aug. 1954, p. (رقم الصفحة)
ولنتابع …
2-
المقال كله محاولة مستميتة من الملحد التطوري جورج والد لإحياء فرضية تركها كل العلماء المحترمين منذ أكثر من 100 سنة !! ألا وهي فرضية النشوء التلقائي أو التوالد التلقائي أو التوالد الذاتي Spontaneous generation
وهذا يظهر من أول كلمات مقالته التي تحت العنوان مباشرة إذ يقول :
” أصل الحياة
كيف ظهرت المادة الحية لأول مرة على الأرض ؟ كلما تعرف علماء الطبيعة على الطبيعة أكثر فإنهم يعودون إلى الفرضية التي تخلى عنها العلماء من قبلهم منذ قرن مضى : التوالد التلقائي ”
THF ORIGIN OF LIFE
How did living matter first arise on the earth? As natural scientists
learn more about nature they are returning to a hypothesis their
predecessors gave up almost a century ago: spontaneous generation
المصدر :
Wald, George, “The origin of life,” Scientific American, Aug. 1954, p. 45
وهذا الاستهلال لا نجد التطوريين يشيرون إليه غالبا لأنه يفضح الهدف الأساسي الذي حاول الملحد التطوري جورج والد تبريره بشتى الطرق مهما كانت غير عقلانية أو مستحيلة أو سخيفة كما سنرى الآن …
حيث تشير فرضية التوالد التلقائي Spontaneous generation إلى ظهور كائنات حية أو مواد حية من مواد غير حية – مثل ظهور الفئران من القش أو الطين قرب الأنهار أو الديدان على بقايا اللحم المتعفن أو المتروك أو الذباب على بقايا الطعام إلخ
وبالطبع هذا التفكير السطحي البدائي كان من وقت أرسطو وإلى القرن التاسع عشر (حيث تم إنتاج خرافة التطور الحديثة على يد داروين) !!
وأما مع التعقيم والبسترة (لويس باستور) وكذلك مع رؤية اليرقات والبيوض الصغيرة للحشرات ونحوه : فقد انهارت هذه الفكرة تماما عند عقلاء العلماء !!
وكان يفترض أن تكون ضربة قاضية لخرافة التطور وداروين الذي لم يكن يرى في الخلية الحية الصغيرة أي شيء يدل على تعقيد أو حياة : فافترض أنها يمكن أن تنشأ من مواد غير حية في بركة دافئة في زمن الأرض قديما مع الصواعق وغيره (وكما في رسالته إلى زميله عالم النبات جوزيف دالتون هوكر) !!
والآن :
يستميت الملحد التطوري جورج والد لإحياء الفكرة من جديد ولكن هذه المرة مع إقناع العالم ببعض التحوير والتعديل عليها وهي أن المواد الحية (مثل البروتينات التي تكون أغلب أجسام الكائنات الحية المختلفة وخلاياها) يمكن أن تنشأ بتلقائية وعفوية (بالصدفة) من مواد كيميائية غير حية !!
ونتابع …..
3-
ويقول موضحا كيف ترك العقلاء فرضية النشوء التلقائي فيقول :
” من قرابة قرن مضى وسؤال : كيف بدأت الحياة ؟ والذي اهتم به البشر عبر تاريخهم قد وصل إلى مأزق – وفي ذلك الوقت تم تقديم إجابتين – الأولى : أن الحياة تم خلقها بصورة خارقة للطبيعة – والإجابة الأخرى : أنها ظهرت باستمرار من مواد غير حية – التفسير الأول يقع خارج العلم (وهذا هو سبب كل المصائب التي وقع فيها الملاحدة والتطوريين بعنادهم في عدم الاعتراف بالله لأنه لا يقع تحت أيديهم في المعامل وحاشاه !!) وأما التفسير الثاني بظهر الآن أنه لا يمكن الدفاع عنه – ولفترة من الزمن لم يشعر العلماء بالراحة لعدم امتلاكهم الإجابة مطلقا – ووبعدها توقفوا عن طرح السؤال ”
About a century ago the question, How did life begin?, which has
interested men throughout their history, reached an impasse. Up to that time two answers had been offered: one that life had been created supernaturally, the other that it arises continually from the nonliving. The first explanation lay outside science; the second was now shown to be untenable. For a time scientists felt some discomfort in having no answer at all. Then they stopped asking
the question.
المصدر :
Wald, George, “The origin of life,” Scientific American, Aug. 1954, p. 45
ونتابع ….
4-
بعد ذلك حاول جورج والد إلقاء الضوء على المحاولات الحديثة لإثبات إمكانية ظهور الحياة من مواد غير حية بقيادة أوبارين – وأن ذلك فتح المجال لتجارب جديدة بصورة مختلفة وتصور مختلف عن التوالد التلقائي …
وهنا نأتي للنقل الذي تم النزاع فيه بين التطوريين والخلقيين إذ يقول :
” نخبر الطلاب المبتدئين في البيولوجيا أن هذه القصة تمثل انتصار التفكير المنطقي على الخرافة – ولكن الواقع يشهد أن العكس هو الأقرب للصواب – فالرؤية العقلية كانت الاعتقاد بالتوالد التلقائي (هذه صارت الرؤية العقلية !! الفئران والديدان والذباب التي تظهر من الأشياء بدون تناسل وتكاثر !!) والبديل الوحيد هو الاعتقاد بفعل خلق أولي متفرد ومعجز – ولا يوجد موقف ثالث، ولهذا السبب اعتبر كثير من العلماء قبل قرن أن الاعتقاد بالتوالد التلقائي “ضرورة فلسفية” ، وإنه من الفقر الفلسفي لزمننا أن تفقد هذه الضرورة ما تستحقه من تقدير (وهنا اعتراف منه بصحة المنقول عنه ولو اختلفت الصيغة حيث يقر بالانتصار الفلسفي لفكرة التوالد التلقائي لا أكثر ولا أقل !!) فمعظم البيولوجيين المعاصرين مع مراجعتهم لفرضية التوالد التلقائي وسرورهم بسقوطها – لا زالوا غير راغبين في قبول الاعتقاد البديل بالخلق الخاص – وهم الآن بلا موقف في هذه القضية ”
نقول : وهذا خطأ منه وافتراء – فكثير من المنكرين لخرافة التوالد التلقائي هم مؤمنين بالخالق العظيم سبحانه !! وهذا ما سنراه بعد قليل من استحالة خرافة التوالد التلقائي إلا إذا … إلا إذا قبل الملحد والتطوري بالمستحيل على أنه ليس مستحيلا !!
وساعتها لا نعرف الصراحة كيف نخاطب شخصا كهذا ينهار في عقله الملحد الفارق بين الممكن والمستحيل !!
وإليكم نص كلامه بالإنجليزية :
We tell this story to beginning students of biology as though it represents a triumph of reason over mysticism. In fact it is very nearly the opposite. The reasonable view was to believe in spontaneous generation; the only alternative, to believe in a single, primary act of supernatural creation. There is no third position. For this reason many scientists a century ago chose to regard the belief in spontaneous generation as a “philosophical necessity.” It is a symptom of the philosophical poverty of our time that this necessity is no longer appreciated Most modern biologists, having reviewed with satisfaction the downfall of the spontaneous generation hypothesis, yet unwilling to accept the alternative belief in special creation, are left with nothing.
المصدر :
Wald, George, “The origin of life,” Scientific American, Aug. 1954, p. 46
ونتابع ….
5-
والآن .. عودة مع فاصل (أظن وأعتقد) وفاصل (الافتراض) الخيالي البعيد كل البعد عن العلم الصحيح التجريبي المثبت أو المرصود (وهي الصورة المثالية التي يتشدق بها دوما الملحدون والتطوريون) إذ يقول :
” أعتقد أن العلماء ليس لهم فرصة تفسير أصل الحياة إلا من خلال فرضية التوالد التلقائي – وأما ظهور الجدل الذي استعرضناه أعلاه في عدم إمكانية الدفاع عنها فهو ليس سوى الاعتقاد بأن الكائنات الحية تنشأ عفويا في ظل الظروف الحالية. فعلينا الآن مواجهة مشكلة مختلفة إلى حد ما: كيف يمكن أن تنشأ الكائنات الحية عفويا في ظل ظروف مختلفة في بعض الفترات السابقة، مما ضمن لههم عدم تكرارها بعدها ”
ولمَن لم يفهم ما يرمي إليه (وهو ما شرع باقي المقال كله في محاولة شرحه وإثبات إمكانيته المستحيلة) : هي أن سبب الرفض للتوالد التلقائي هو قياس الناس له على الظروف الحالية (ولعله هنا يقصد أهمها وهو الوقت) : حيث أنه وكما سنرى بعد قليل يفترض أن أي مستحيل مهما كانت درجة استحالته : إلا أنه يصير ممكنا إذا افترضنا وقتا أزليا لا حدود له ولا بداية !!
I think a scientist has no choice but to approach the origin of life through a hypothesis of spontaneous generation. What the controversy reviewed above showed to be untenable is only the belief that living organisms arise spontaneously under present conditions. We have now to face a somewhat different problem: how organisms may have arisen spontaneously under different conditions in some former period, granted that they do so no longer.
المصدر :
Wald, George, “The origin of life,” Scientific American, Aug. 1954, p. 46
هل هناك أحد المثقفين هنا قرأ هذا الكلام ؟؟
هل بدأ في ملاحظة من أين أتى الملحد التطوري ريتشارد دوكينز بخرافاته في كتبه عن الزمن الذي لا مستحيل معه ؟!! – فنتقول له : اصبر …
التشابه القاتل أت بعد قليل ..!!
6-
والآن إلى النقل العجيب الذي يؤكد لنا أن هؤلاء الناس بالفعل عقلاء : إلى أن يضطرهم إلحادهم وتطورهم إلى إثبات العكس !!
حيث سنرى أنه لا يستقيم إلحادهم أو خرافة التطور عندهم إلا إذا افترضوا فرضا خارج حدود العقل والطبيعة والتجربة والرصد ولم ولن يشاهده أحد ألا وهو :
أن كل شيء يمكن تمثيله بالاحتمالات الرياضية : وطالما أقنعوا أحدا بذلك الجنون : فما بقي صار سهلا وهو أنه أي احتمالية رياضية هي 1 إلى عدد معين … (مهما كبر هذا العدد) !!
فاحتمالية رمي عملة معدنية ويظهر وجه محدد من وجهيها : هي 1 إلى 2
واحتمالية وجه معين من مكعب النرد أو الزهر : هي 1 إلى 6
واحتمالية اختيارك لأخيك من بين كل البشر الآن على الأرض مثلا : هي 1 إلى 8 مليار !!
وهكذا ….
ورغم أنك في كل مرة ستحتاج إلى (فاعل) ليرمي العملة المعدنية أو يرمي حجر النرد أو الزهر أو يعثر على أخيك : وهذا الفاعل واعي وعاقل لكي يفهم المطلوب ويتوقف عنده (وإلا لاستمر البحث عن أخيك دوما من بين مليارات البشر حتى لو افترضنا أنه وجده في إحدى المرات) :
إلا أن العقل والمنطق يقولان أنه ليس كل شيء يمكن التعبير عنه بالاحتمالات الرياضية !! وذلك لأننا مثلا لو قمنا بتفكيك أجزاء السيارة إلى أصغر مسمار فيها : ثم وضعناهم في ساحة كبيرة : فلا معنى هنا للسؤال عن : ما هي احتمالية تكوين السيارة بالصدفة من هذه الأجزاء ؟!! فهذا جنون !!
وذلك لأن الأجزاء تحتاج إلى مَن يركبها ويحملها ويحركها إلى أماكنها المعينة ويلفها ويربطها !! محتاجة إلى فاعل قادر مريد ويعلم ما يفعل !!
فهي ليست حجر نرد أو عملة معدنية سترميها او ورقة كوتشينة ستسحبها بالصدفة أو بالعشوائية !! هذا التركيب (الغائي) غير قابل للاحتمالات !!
ولن نرضى بأي عرض من عروض الملاحدة هنا والتطوريين إذ سيقولون لك : لا إشكال : ضع احتمالا ضئيلا جدا لاحتمالية تركيب السيارة ؟؟ ضع مثلا 1 إلى مليار مليار تريليون تريليون (وضع ما شئت) !!
فاستجابتك لهذا الجنون من الماحدة والتطوريين هنا يعني أن هناك ( 1 ) أو احتمال ( 1 ) أمام كل هذا الرقم مهما كبر – وهذا خطأ أساساً !!
وما بني على باطل فهو باطل !!
والمقدمات الخاطئة : تقود إلى نتائج خاطئة !!
والآن : قارنوا هذا كله بمفهوم جورج والد في كلامه التالي والذي نقله عنه ريتشارد دوكينز الملحد التطوري فيما بعد في كتبه بالتمام :
With every event one can associate a probability-the chance that it will occur. This is always a fraction, the proportion of times the event occurs in a large number of trials. Sometimes the
probability is apparent even without trial. A coin has two faces; the probability of tossing a head is therefore 1/2. A die has six faces; the probability of throwing a deuce is 1/6. When one has no means of estimating the probability beforehand, it must be determined by counting the fraction of successes in a large number of trials.
المصدر :
Wald, George, “The origin of life,” Scientific American, Aug. 1954, p. 47
وفي نفس الصفحة يحاول إقناع القراء بأن المستحيل مرتبط فقط بمحدودية زماننا نحن !! ولكن إذا أعطينا أي شيء وقتا كبيرا فهناك احتمالية لحدوثه !!
Our everyday concept of what is impossible, possible or certain derives from our experience: the number of trials that may be encompassed within the space of a human lifetime, or at most within recorded human history. In this colloquial, practical sense I concede the spontaneous origin of life to be “impossible.” It is impossible as we judge events in the scale of human experience.
المصدر :
Wald, George, “The origin of life,” Scientific American, Aug. 1954, p. 47
والآن إلى العجب الذي أخذ منه ريتشارد دوكينز مثاله عن التمثال الذي يلوح بيده (وهو شيء مستحيل) ولكنه عند الملحدين والتطوريين ممكن لأنه : لو افترضنا الذرات كلها الموجودة في التمثال تحركت في اتجاه واحد فجأة وبالصدفة : فستلوح اليد !!
يقول جورج والد :
” لإعطاء مثال : كل فيزيائي يعرف أن هناك احتمالية صغيرة جدا – والتي يمكن بسهولة حسابها !! – وهي أن الطاولة التي أكتب عليها أمامي : يمكن أن ترتفع فجأة وتلقائيا في الهواء !! وهذا الحدث لا يحتاج إلا أن الجزيئات التي تكون الطاولة والتي تتحرك بعشوائية محدودة في كل الاتجاهات : فإنها ستتحرك بالصدفة في نفس الاتجاه !! (يااااااااه على العقل والذكاء الإلحادي والتطوري والعلم الذي يخرج منهم !!) كل فيزيائي يعترف بوجود هذه الاحتمالية (يقصد رياضيا ونظريا) ولكن حاول إخبار أحدهم أنك رأيتها ؟ (طبعا كل العقلاء عارفين الإجابة !!) مؤخرا : قمت بسؤالها لصديق – فائز بجائزة نوبل في الفيزياء – فقال لي أنه يمكنه اعتباري احتماليا أنا الذي أخطأت (أي أصبت بالجنون مثلا أو ضعف النظر أو الهلاوس) عن تقبل فكرة حدوث ذلك ” !!
To give an example: Every physicist knows that there is a very small probability, which is easily computed, that the table upon which I am writing will suddenly and spontaneously rise into the
air. The event requires no more than that the molecules of which the table is composed, ordinarily in random motion in all directions, should happen by chance to move in the same direction. Every physicist concedes this possibility; but try telling one that you have seen it happen. Recently I asked a friend, a
Nobel laureate in physics, what he would say if I told him that. He laughed and said that he would regard it as more probable that I was mistaken than that the event had actually occurred.
المصدر :
Wald, George, “The origin of life,” Scientific American, Aug. 1954, p. 47
والصراحة لا نعرف ماذا نعلق على هذا الكلام من (عالم) حصل بعد ذلك المقال بسنوات على جائزة نوبل (في عام 1967 والمقال في 1954م) !!
ولا نعرف :
ماذا لو اتبع العلم والعلماء هذه المفاهيم المضحكة والأقوال الشاذة والافتراضات التي تهدم ثبات أي نظرية أو قانون !! يعني حتى لو افترضنا (جدلا جدلا جدلا) أن ما يقوله صحيح : فهل يمكن أن ينبني على ذلك أي علم يصلح لكتابته في الكتب أو تدريسه للطلبة !!
هل يقوم العلم على الشاذ والاحتمالات المستحيلة ؟!
أم يقوم على النظريات التي يمكن تعميمها وملاحظتها وتجربتها أو اختبار صحتها ؟!!
خلاصة كل محاولات جورج والد في مقاله هي إقناع القاريء أن أي شيء مستحيل هو في الحقيقة ممكن (طبعا الملاحدة والتطوريين يقصدون أي شيء ممكن : ما عدا وجود الخالق سبحانه !! فهذا فقط هو المستحيل عندهم) !!
والآن .. تخيلوا أننا إذا قلنا : ما هي احتمالية رمي 3 أضلاع على أرض مستوية : فيخرجوا لنا دائرة ؟؟ الإجابة البديهية : مستحيل !!
إجابة جورج والد :
مستحيل بالقياس لنا ولأعمارنا المحدودة : ولكن بانظر إلى الزمن الأزلي المفتوح : فلا يوجد مستحيل !!! (أصحاب العقول في راحة) !!
وانظروا كلامه في نفس الصفحة :
Our everyday concept of what is impossible, possible or certain derives from our experience: the number of trials that may be encompassed within the space of a human lifetime, or at most within recorded human history. In this colloquial, practical sense I concede the spontaneous origin of life to be “impossible.” It
is impossible as we judge events in the scale of human experience.
المصدر :
Wald, George, “The origin of life,” Scientific American, Aug. 1954, p. 47
بمعنى آخر (ولكي تعرفوا فقط مَن الذي يتحدث بالعلم ومَن الذي يتحدث بالجهل) :
من ألف باء علم محترم ونظريات تزعم أنها علمية (وليست إيمان بالغيب مثل تصديق المؤمنين للرسل مثلا ووجود الجن والجنة والنار والملائكة) :
فيجب أن تكون النظرية التي تتحدث عنها قابلة للتحقق ..!!
وهو ما لا يوجد لدى أي عالم ملحد أو تطوري أبدا !!
كلها افتراضات مستحيلة لم ولن يرها أحد ولا يقبلها عقل محترم !!
إلى هنا يمكننا أن نتوقف (رغم أن هناك الكثير من مقاله المتهافت الذي يستحق الرد) حيث نعلق بتعليقين صغيرين فقط وهما :
أولا :
كلامه عن أزلية الكون (أو الحالة المستقرة للكون) : أنهى عليها تماما الانفجار الكبير Big Bang !! وفي حين مقال جورج والد من عام 1954م : فإن الانفجار الكبير (بهذا الاسم) كان مجرد وليد لم يتم حسمه بعد (والجميل ان مَن أسماه الانفجار الكبير كان الفلكي الإنجليزي الملحد فريد هويل خلال مقابلة له مع هيئة الإذاعة البريطانية سنة 1949م) حيث كان وقت كتابة هذا المقال لجورج والد لا زال العلماء منقسمين بين مؤيد ومعارض للانفجار الكبير : إلى أن أعطت الأدلة الرصدية أفضلية للانفجار الكبير في مقابل حالة الكون الثابتة. وخصوصا مع اكتشاف وتأكيد وجود الخلفية الإشعاعية للكون سنة 1964م
وبذلك تنهار حتى الأرقام الكبيرة التي كان يظنها جورج والد وغيره كاحتمالات ممكنة !! لأنها تتجاوز عمر الكون نفسه بتريليونات تريليونات تريليونات المرات والأضعاف : وتعجز عن تكوين بروتين واحد متوسط بالصدفة والعشوائية أو التلقائية : بل وحتى معامل البشر الحديثة نفسها تعجز عن ذلك رغم أنها سيقوم بها وبالإشراف عليها بشر عقلاء وتطوريين : وليست صدفة وعشوائية عمياء !! فلماذا لم تظهر طالما يقولون أنها (نشوء تلقائي) أو (عفوي) !!
وهنا نتذكر عالم الكيمياء دين كانيون Dean Kenyon الذي كان يقول بالتشكل التلقائي للبروتينات : ثم اعترف بخطأه وآمن بالتصميم الذكي واشترك في الفيلم الوثائقي (فك شفرة الحياة) !!
ثانيا :
أن جورج والد ذكر أيضا أن احتمالية وجود الحياة في الكون وفي كواكب أخرى شبيهة بالأرض (ذكر أنها بالآلافات في مجرتنا فقط) هي كبيرة جدا – وهو ما ثبت أيضا خطأه علميا فيما بعد من اكتشاف الشروط الحيوية والفيزيائية والكيميائية الدقيقة التي أعطت للحياة على الأرض تميزها الذي يصعب تكرره في الكون وتضاءلت نسبة التشابه بينها وبين أي كوكب آخر كثيرا جدا عما كان يظنه جورج والد !!