حيث ظهرت في السنوات الأخيرة من نهاية القرن العشرين أكاذيب جديدة من خرافات التطور بخصوص ما أسموه بـ : “الطيرالديناصور” – أي اكتشاف الحفرية الوسط بين الديناصورات والطيور والتي تثبت تطور الطيور من الديناصورات !!
من ضمن ذلك ما تم تقديمه للعالم كحفرية من الصين بوصفها : “دليلاً مهماً على التطور” !!
حيث قامت مجلة ناشونال جيوجرافيك National Geographic بتبني الحملة ونشرها ورسم الصور الخيالية والجرافيك لـ “لديناصور ذي ريش” والتي استوحاها رساموها من الحفرية بزعمهم !! (محترفون رسم وتماثيل من الخيال لخداع البسطاء للأسف)
وبالفعل تصدرت هذه الصور عناوين الأخبار في الكثير من البلدان وتم إعطاء الحفرية اسماً علمياً رناناً كعادتهم وهو : أركيورابتور لياونِنجنسز Archaeoraptor liaoningensis والذي قالوا أنه عاش قبل 125 مليون سنة مضت !!
ورغم كل ذلك الزخم الإعلامي : إلا انه ظهر بواسطة التصوير المقطعي بالأشعة السينية أن الحفرية مزيفة وملفقة من خمس عينات منفصلة يكونون 88 عظمة وحجر بعد لصقها بالغراء والإسمنت بمهارة !!
وتشير البحوث إلى أن الأركيورابتور قد بُني من الجزء الأمامي لهيكل عظمي خاص بطير قديم، وأن جسمه وذيله تضمنا عظاما من أربع عينات مختلفة ..!! فلما تأكد التزييف سارعت المجلات العلمية الشهيرة بنشره قبل أن يُلصق بها تشجيعه وترويجه – فنشرت مجلة نيتشر Nature الراعية للتطور مقالة وصفت فيها التزييف على هذا النحو :
” تم الإعلان عن حفرية الأركيورابتور بوصفها “الحلقة المفقودة” وزُعم أنها ربما كانت أفضل دليل منذ الأركيوبتركس على أن الطيور تطورت، في الواقع، من أنواع معينة من الديناصورات آكلة اللحوم. ولكن، تبين أن الأركيورابتور تزييف تم فيه تجميع عظام طير بدائي وديناصور دروماصوري غير قادر على الطيران… وقد تم تهريب عينة الأركيورابتور، التي قيل إنها جُمعت من تكوين جيوفوتانج الذي ينتمي إلى العصر الطباشيري المبكر في لياونِنج، خارج الصين ثم بيعت فيما بعد في السوق التجارية بالولايات المتحدة…. ونستخلص من ذلك أن الأركيورابتور يمثل نوعين أو أكثر من الأحياء وأنه جُمِّع من عينتين مختلفتين على الأقل، بل ربما من خمس عينات مختلفة…”
المصدر :
Forensic Palaeontology: The Archaeoraptor Forgery,” Nature, March29, 2001
ولكن كيف استطاعت ناشيونال جيوجرافيك أن تقدم إلى العالم بأسره مثل هذا التزييف العلمي الهائل بوصفه “دليلا مهما على التطور” ؟
أليست مجلة (علمية) (مرموقة) يحترمها الجميع و (يثقون) فيها ؟؟
ولكن الصدمة : أنه في التطور خصوصاً : لا تثق في أي أحد : لا نيتشر ولا سيل ولا ساينس ولا ناشيونال جيوغرافيك !! فكلهم يروجون لخرافة التطور – ولا يخدعكم نقدهم أحيانا فهو لدفع تهمة التحيز عنهم !!
لقد كانت صدمة هذا (الغش) و (التزوير) و (التلفيق) تشبه إلى حد كبير فضيحة إنسان بلتداون Piltdown man scandal عن طريق لصق وتلفيق جزء جمجمة إنسان حديث مع فك جمجمة أورانجتان على أنه الحلقة المفقودة في تطور الإنسان !! وقد بقيت في المتحف يخدعون بها العالم لمدة 40 سنة !!
المشكلة الأكبر والتي تثبت تواطوء ناشيونال جيوجرافيك وأنه لم يكن مجرد خطأ مهني هي في اعتراف الدكتور ستورز إل. أولسن Storrs L. Olson رئيس قسم علم الطيور بالمعهد السِمِثسوني الأمريكي الشهير بأنه حذر المجلة بالفعل من أن الحفرية زائفة !!
يقول أولسون في رسالة إلى بيتر رافين Peter Raven من مجلة ناشونال جيوجرافيك :
“قبل نشر المقالة المعنونة “الديناصورات تتخذ أجنحة” في عدد يوليو 1998 من مجلة ناشونال جيوجرافيك، دعاني لومازاتِنتا، مصور مقالة سلوآن، إلى الجمعية الوطنية الجغرافية National Geographic Society لمشاهدة الصور التي التقطها للحفريات الصينية وللتعليق على التحيز الموجود في القصة. في ذلك الحين، حاولت أن أنقل للقائمين على المجلة حقيقة أن هناك وجهات نظر بديلة تلقى تأييدا قويا تخالف ما تنوي الناشونال جيوجرافيك تقديمه، ولكن اتضح لي في النهاية أن الناشونال جيوجرافيك لم تكن مهتمة بأي شيء عدا المبدأ الدوغماتي الغالب بشأن تطور الطيور عن الديناصورات”
Prior to the publication of the article “Dinosaurs Take Wing” in the July 1998 National Geographic, Lou Mazzatenta, the photographer for Sloan’s article, invited me to the National Geographic Society to review his photographs of Chinese fossils and to comment on the slant being given to the story. At that time, I tried to interject the fact that strongly supported alternative viewpoints existed to what National Geographic intended to present, but it eventually became clear to me that National Geographic was not interested in anything other than the prevailing dogma that birds evolved from dinosaurs
المصدر :
Storrs L. Olson “OPEN LETTER TO: Dr. Peter Raven, Secretary, Committee for Research and Exploration, National Geographic Society Washington, DC 20036,” Smithsonian Institution, November 1, 1999
وفي تصريح آخر لصحيفة أمريكا اليوم USA Today قال أولسون:
” تكمن المشكلة في أن الناشونال جيوجرافيك عرفت في وقت من الأوقات أن الحفرية مزيفة، لكن هذه المعلومات ظلت في طي الكتمان ”
The problem is, at some point the fossil was known by Geographic to be a fake, and that information was not revealed
المصدر :
Tim Friend, “Dinosaur-bird link smashed in fossil flap,” USA Today, 25 January 2000, (emphasis added
وهذه روابط للاستزادة ..
الاعتراف لاحقا عام 2002 من ناشبونال جيوغرافيك :
Dino Hoax Was Mainly Made of Ancient Bird, Study Says
https://news.nationalgeographic.com/news/2002/11/1120_021120_raptor.html
وهذا من البي بي سي عام 2001 والتي شبهوا الفضيحة بإنسان بلتداون :
‘Piltdown’ bird fake explained
https://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/1248079.stm
فمَن يصدق هذه القنوات والمجلات في أي شيء يخص الإلحاد أو التطور أو المنهج المادي في العلوم : فلا يلومن إلا نفسه – اللهم قد أبلغنا – اللهم فاشهد
.