فقر الدم الوبيل وفيتامين B12
ما هي العلاقة؟؟
طبيًا يصاب الإنسان بما يعرف بفقر الدم عند وجود عيبٍ في وظيفة أو شكل أو عدد الكريات الحمراء، ولمّا اختلفت أسباب فقر الدم اختلفت معها أنواعه، وفي مقالنا هذا سنتناول أحد الأسباب وهو عوز الجسم لفيتامين B12 الذي يؤدي للإصابة بفقر الدم الوبيل أو العرطل (pernicious anemia).
#لمَ يسبب نقص هذا الفيتامين فقر الدم؟
لأنه يدخل في إحدى مراحل تصنيع الكريات الحمر، حيث يدخل في تصنيع الحمض النووي، فنقصه يسبب نقص تصنيع تلك الكريات، وبالتالي فقر الدم.
ما هي #أسباب العوز؟
بدايةً نعلم أن الجسم يحتاج إلى الكثير من الكريات الحمراء السليمة لتحمل الأوكسجين لكافة أنحائه، فبدونه لا تعمل الأنسجة والأعضاء، ويُعد فيتامين B12 جزءًا مهمًا في هذه العملية حيث إنّ عدم حصول الجسم على ما يكفي منه من الوارد الغذائي يؤدي إلى تضخّم الكريات الحمر وصعوبة تنقلها ضمن الجسم، مما يؤدي إلى تناقص إنتاجها، أما الكريات التي تكونت فإنها ستموت قبل أوانها.
غالبًا ما يحدث عوز فيتامين B12 بسبب نقص بروتين في المعدة يسمى العامل الداخلي (intrinsic factor)، وهو عامل مهمٌ بدونه لا يستطيع الجسم امتصاص فيتامين B12.
ما هي #عوامل الخطورة للإصابة بهذا المرض أو للإصابة بالعوز؟
من الناحية الوراثية يزداد خطر الإصابة بفقر الدم الوبيل (PA) في حال وجود مصابين من أفراد العائلة، كما يوجد بعض الأدوية كمضادات الحموضة وأدوية السكري من النمط الثاني التي تُصعّب من امتصاص فيتامين B12، وأيضًا يزداد خطر الإصابة بفقر الدم الوبيل لدى الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا صارمًا؛ وذلك بسبب الابتعاد عن الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين مثل البيض والحليب والدواجن.
ويجب الإشارة إلى أنه توجد بعض المشاكل الصحية التي تجعل الجسم أكثر عرضةً لهذا المرض مثل:
• أمراض المناعة الذاتية مثل السكري من النمط الأول.
• داء كرون (Crohn’s disease) (مرض تلتهب فيه الأمعاء).
• إزالة المعدة أو جزء منها أو الأمعاء (نتيجة جراحة).
• مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
بالمجمل الأمراض التي تؤدي إلى سوء امتصاص أو ضمور في المعدة أو نقص في العامل الداخلي تسبب الإصابة بفقر الدم الوبيل أو العرطل.
كيف #يتظاهر هذا المرض سريريًا؟
يؤثر PA على الناس بطرق مختلفة، ولكن غالبًا يبدي الأعراض التالية:
1- إعياء (العديد من المصابين يستيقظون متعبين على الرغم من النوم الكافي).
2- زلة تنفسية.
3- دوار.
4- برودة في اليدين والقدمين.
5- ألم صدري.
6- شحوب البشرة (أو حتى اصفرار).
وقد يتطور الأمر إلى:
7- اضطراب التوازن: مثل وجود صعوبة بارتداء البنطال أو الجوارب أثناء الوقوف.
8- اكتئاب.
9- اضطراب في التركيز.
كيف #يعالج؟
منذ زمن بعيد كان يُعتقد أن هذا الاضطراب مميت، أما في هذه الأيام فيُعالج بسهولة بواسطة أقراص فيتامين B12، ولكن يجب الإشارة إلى أن الفيتامينات العامة التي تشتريها من الصيدليات (الحبوب التي تحتوي على مجموعة كبيرة من الفيتامينات) لا تحتوي على ما يكفي لعلاج المرض بشكل تام؛ لذلك سيحتاج طبيبك إلى وصف مكملات خاصة لك، وغالبًا ما تُعطى على شكل حقن.
ويجب الإشارة أنه في بادئ الأمر قد يحتاج المريض إلى أخذ حقنة يوميًا، وبمرور الوقت يمكن تخفيض عدد الحقن إلى حقنة كل شهر، كما يمكن أن يصف الطبيب كميات إضافية من فيتامين B12 بأشكال مختلفة كالحبوب الفموية أو الرذاذ الأنفي أو الجل الأنفي أو على شكل حبوب تحت اللسان، كما يمكن أن يقترح تَغْييرات على نظامك الغذائي.
وقى الله الجميع الأسقام والأوجاع.