حرارةٌ غير مُفسَّرة أو اندفاعات وطَفح على اليدين والقدمين وحول الفم، أو التهاب في البلعوم وحتى التهاب في عضلة القلب، هي تظاهرات مُختلفة لفيروس واحد عند الإنسان، لكن ما علاقة ذلك بالأطفال الصغار؟
نُجيبُ عن هذا السؤال وأكثر في سياق رحلتنا للتعرُّف على فيروس كوكساكي COXACKIE
————————————————
– كيف ومتى نُصاب؟
للأسف يهاجم هذا الفيروس صغار السن، حيث يُصيب غالبًا الأطفال دون الـ5 سنوات، خاصةً حديثي الولادة (شهر إلى 3 أشهر).
– يمكن عزل الفيروس في فضلات الإنسان خلال (4 – 8) أسابيع بعد الإصابة كما تأكَّدَ وجوده أيضًا في مياه المجاري.
– بالإضافة لوجوده في مَسْحات البلعوم للأشخاص المصابين، حيث إنَّ أكبر كمية منه وُجدت في المُفرزات الأنفية خاصةً في فصل الصيف وبداية الشتاء.
– وبالتالي إنّ أيّ تماس مع ما سبق من خلال اللمس باليد أو التعرُّض للرذاذ الناتج عن السعال أو العطس قد يُسبب إصابة الشخص السليم، خاصةً وأنّ الفيروس قد يَبقى حيّا لأيام على الأيدي أو الأسطح غير النظيفة.
————————————————
ماذا يفعل هذا الفيروس في جسم الإنسان؟
– بعد حضانة تمتدُّ من 4 إلى 9 أيام نكونُ أمام مفترق طرق حيث يتظاهر لدينا أحد الأشكال التالية:
– صداع، وحرارة مع ارتعاش، وغثيان مع قيء شديد، وألم في البطن وأحيانًا شلل عضلي –> التهاب سحايا عقيم.
– ارتفاع حرارة مفاجئ، وألم في البلعوم، وحويصلات شفافة واضحة في جدار البلعوم الخلفي وجذر اللسان –> التهابات الجهاز التنفسي العلوي (10-15%).
– حويصلات وتقرحات فموية بلعومية وعلى اليدين والقدمين –> داء اليد والفم والقدم. والذي يكون مؤلمًا وشديد العدوى من خلال السوائل داخل الحويصلات. يشيع هذا الشكل عند الأطفال تحت سن الـ5 سنوات وخاصةً حديثي الولادة (من شهر إلى 3 أشهر).
– ألمٌ مفاجئ في الصدر، وتعب، ووهن، وفقدان شهية، وقد يتشارك مع ألم في البطن في نصف الحالات مُشكِّلًا الشكاية الأكثر شيوعًا عند الأطفال.
– التهابُ شغاف القلب أو حتى العضلة القلبية مما قد يُسبب أذية دائمة أو التهاب مزمن فيها (%5 من الحالات).
– وقد يظهر بتظاهرات مشابهة لأعراض الإنفلونزا بحرارة غير مفسّرة دون أية أعراض مرافقة (20% من الحالات).
– إنّ 50% من الإصابات قد تمرُّ بلا أعراض خاصة عند البالغين، والذين يكونون في هذه الحالة سببًا لانتقال العدوى.
————————————————
في المختبر:
– يُكشَف الفيروس عادةً إما من المُفرَزات البلعومية أو من فضْلات المصاب عبر تقنية PCR.
– تحرِّي الأضداد التي يُشكِّلها الجسم لمواجهة الفيروس في الدم.
————————————————
العلاج:
– لا أدوية حاليًا لعلاجه.
– لا لقاحات للتخلص منه نهائيًا.
– العلاج عَرَضي يعتمد على تخفيف الحرارة والسيلان والآلام المرافقة.
– متلازمة اليد والفم والقدم لا تحتاج طبيبًا (إلا في حال الأطفال الرُّضع دون الـ6 أشهر)، فقط يجب المحافظة على تعويض السوائل للطفل مع مسكنات للألم.
– حالات الإلتهاب السحائي تحتاج للعلاج في المستشفى.
عَالَم الكائنات الدقيقة عَالَم كبير. فبعضُ الفيروسات يُصيب الكبار، وبعضها يُصيب الصغار، بعضها تجده أكثر عند الذكور، وآخر يفضِّل إصابة الإناث. ولقد وَهَبنا الله أدوات تعلم كيف ندافع عن أنفسنا تجاهها، ولنسبِّح بحمده برؤية تعقيد شديد في مخلوقات لم تكن البشرية ستراها من قبل، وكذلك لنعرف قدرته علينا فلا نأمن مكره. وهذا الفيروس قد يَزيدُ انتقاله بمخالفة أوامر الله ورسوله بخصوص النظافة وطريقة العطاس وما شابه. فسبحان مَن مَنَّ علينا قبل أدوات العلم الحديث، ببعض أُسس التعامل مع تلك الكائنات.
زادكم الله علمًا ونفعًا!
أدام الله عليكم الصحة والعافية!
المراجع:
1-1- Karen C. Carroll-JAWETZ MEDICAL MICROBIOLOGY-Book-27 Ed-NEW YORK-MC GRAW HIL-2016