“وكثيرٌ من الناس عند اختيار الأفكار أو القناعات أو الأعمال ، يُخطِئون في تقديم آلة الاختيار ، فيُقَدِّمون النفس لتختار ما تحب وتشتهي ، فإذا اختارت النفس وانتهت ، قدّموا العقل ليُفكر ويفحص الطرق التي توصل نفسه إلى ما تشتهي ، ويتوهّم الإنسان أنه استعمل عقله في المكان الصحيح ، وربما أَكَثَر التفكير والتأمل والتفحّص ، ولكن هذا كله غير مُجدٍ ؛ لأنه تفكير متأخر عن الاختيار ، وكثير ممن يُولَعُون بالتفكير والعقل والمنطق ، يُشبِعُون نفوسهم بمثل هذا النوع من التفكير المتأخر ، وربما يُبدعون في قوة الاختيار الدقيق ، وانتقاء الشواهد والأدلة التي تُسوّغ لهم اختيارهم ، حتى يُصدّقوا أنفسهم أنهم اختاروا الطريق الصحيح بعقلٍ ناضجٍ وتفكيرٍ كامل”
الفصل بين النفس والعقل – صـ ١٥٦ / للشيخ عبدالعزيز الطريفي