في مثل هذا اليوم 14 حزيران من عام (1800م)، قام طالب الأزهر سليمان الحلبي – 23 عامًا – بوضع روحه على المحك؛ لقتل قائد الحملة الفرنسية على مصر الجنرال (كليبر).
قام (نابليون بونابرت) باستخلاف الجنرال (جين كليبر) على جيشه والمناطق التي استطاع السيطرة عليها في مصر والمشرق قبل أن يعود أدراجه إلى فرنسا، وكان كليبر من القادة العسكريين الذين برزوا إبًّان الثورة الفرنسية، وحصل على رتبته بقمع الفئة المستفيدة من النظام الملكي حيث كانت هذه مهمته الأساسية. كما قام بهزيمة جمع كبير من العثمانيين والمماليك والإنجليز الذين كانوا في مصر وذلك في (آذار عام 1800م)، كما قام أبضًا بإخماد ثورة القاهرة في مصر.أراد (نابليون) وضع (كليبر) في تلك المنطقة بغرض تمزيق الدولة العثمانية عبر إحداث فجوة بها تفصل غربها عن شرقها، ولِجَعْلِ تلك المنطقة بؤرة للنشاط القومي والتحرري. كما طلب من (كليبر) أن يقوم بإخماد الثورات والتمردات المناهضة للاحتلال في المنطقة.
وكان سليمان الحلبي طالبًا أزهريا حلبيَّ الأصل مقيمًا في القاهرة بغرض الدراسة. وعندما غزت فرنسا مصر كان سليمان في حلب؛ فقرر أن يعود إلى مصر من أجل الانتقام والمقاومة. وصل سليمان إلى القاهرة وتنكر بزي متسول، واستطاع بمساعدة أصدقائه في القاهرة الوصول إلى الجنرال (كليبر) وطعنه بخنجره أربع طعنات أَرْدَتْهُ قتيلًا. حينها أعدم الفرنسيون سليمان ورفاقه الذين أعانوه، وكان إعدام سليمان وحشيًا؛ حيث تم بواسطة (الخازوق) وكان من الممكن أن يبقى ينازع بين الحياة والموت لفترة طويلة، لكن أحد الجنود أعطاه ماءً دون أن يراه أحد؛ كي يكون موته سريعاً.
وبعد موته أخذ الفرنسيون رفاته إلى فرنسا، وعرضوا جمجمته في متحف (الإنسان) برفقة خنجره وكتب عليها “جمجمة مجرم”.