مع تطور التقنية السريع صارت الحاسبات الآلية كالمخلوقات الحية وأيضا الكائنات الحية صارت تشبه الحاسبات الآلية، حيث أن هناك بحثًا جديدًا يَعرض الطريقة التي بواسطتها تستطيع البكتيريا تخزينَ شفرات وراثية جديدة ثم يتم توريثها للأجيال القادمة كمعلومات وراثية.
الطريقة الجديدة تسمح بتخزين 100 بايت من البيانات بنجاح داخل بكتيريا إي كولاي E.coli والعلماء يقولون أنه يمكن رفع قدرٍ اكبرَ من البيانات مما يفيد في تطوير البحوث البيولوجية الحديثة والأجهزة الصناعية.
الجهاز المستخدم هو معدل الجينات gene editor المسمي ب CRISPR-Cas،هذا الجهاز فَتَح المجال لطرُقٍ جديدة في إعادة كتابة قطع المادة الوراثية DNA وأصبح الباحثون الآن في جامعة هارفرد قادرين على استخدام طريقة البكتيريا نفسها في كتابة وتعديل المادة الوراثية وكتابة شفرات نوعية CRISPR/Cas-style.
عندما تتعرض البكتيريا لفيروس جديد فإنها تقطع جزءًا من الحمض النووي للفيروس وتلصقه في المادة الوراثية الخاصة بها لتتمكن مِن التعرف على الفيروس بسرعة عندما تتعرض له مرة أخرى في المستقبل. تكبر هذه القائمة السوداء ويتم تناقلها عبر الأجيال مما يفسر كيف يمكن للكائنات زيادة مناعتها لأنواع معينة من الفيروسات مع مرور الوقت.
قام الفريق العلمي بقيادة William Herkewitz بتصميم شفرة وراثية وجعلها تشبه الفيروس، وعندما تم تعريض هذا الفيروس المزيف للبكتيريا قامت البكتيريا بنسخ هذه البيانات في مادتها الوراثية.
أي شيء ممكن وضعه في هذه الشفرة، من القصائد الأدبية وحتى البرامج الحاسوبية. هذه الطريقة نابعة من بحث قديم حيث يتم تخزين البيانات في الـ DNA لكن التحدي الحقيقي هو إعادة نسخها داخل الخلية الحية بإستخدام طريقة الخلية الطبيعية.
يقول العالم في الوراثيات Seth Shipman أنّ العمل مع الخلية الحية هو قصة مختلفة وتحدٍّ من نوع آخر، فبدلا من صناعة المادة الوراثية وقطعها داخل خلية حية، نحن نريد أن نعرف إذا كنّا نستطيع استخدام طريقة الخلية الطبيعية للكتابة مباشرة على المادة الوراثية للخلية البكتيرية، حيث من الممكن حينها نسخه وتكراره في الجيل التالي.
ويضيف العالم أن المشكلة أنه ليس كل ما تستقبله البكتيريا من البيانات يتم عرضه لذلك نحتاج عينة أكبر حجما لكي نتأكد من استعادة الرسالة المخزنة مرة أخرى، ويعتقد أيضا أن هناك الكثير من الأشياء المثيرة القادمة للاستفادة من هذه الفكرة، لأن بعض الخلايا تستطيع تخزين حتى 3000 بايت من البيانات مما يجعلها فرصة لصناعة وتصميم قرص صلب بكتيري مصمم وراثيا.
بحث رائع، ولكن مع هذه القدرة الاستيعابية الصغيرة جدّا نوصيك بالاحتفاظ بقرصك الصلب حاليا.
هذه النتائج تم نشرها مؤخرا في مجلة Science.