انتظرونا قريبا في لقاء مع البروفيسور الجزائري العالمي كمال يوسف تومي متخصص الهندسة الميكانيكية والروبوتات (مرفق تقرير فيديو عنه مع تقرير كتابي من إصداراتنا عن علماء وباحثين مسلمين في العصر الحديث) – ويمكنكم وضع أسئلتكم واستفساراتكم المقترحة هنا وسنوجه له منها ما نراه مناسبا
حيث قبل أن نترك مجال الروبوتات الشيق والجذاب والهام في العصر الحديث، يسعدنا التعرض لظاهرة فريدة في مجاله (وخصوصاً عند الذين يرون تعارضاً زائفاً بين العلم والالتزام الديني على طول الخط) ألا وهو البروفيسور الجزائري المسلم كمال يوسف التومي، حيث جمع بين النبوغ العلمي في مجاله بالهندسة الميكانيكية والروبوتات في أشهر الجامعات والشركات العالمية -كما سنرى بعد قليل- وبين نشأته الدينية وحبه الجم لتجويد القرآن وتلاوته التي لم يتركها إلى الآن بل ويرحب بالقيام بها في بعض المساجد والمؤتمرات والندوات التي يحاضر فيها أمام الشاشات والإعلام بصوته الندي.
تلاوة لسورة الأعلى من أحد المساجد التي استضافته ببلده الجزائر : هنا
وهو من مواليد عام 1954م بمدينة قصر البخاري بالجزائر ولاية المدية، وذلك في أحضان أسرة معروفة بالتدين، فحفظ القرآن صغيراً وبأكثر من قراءة.
ويحكي عن نفسه أنه كثيراً ما كان يترك المدرسة ليلعب بالآلات والأجهزة على سطح بيته، بل وكان يذهب أحياناً إلى الميكانيكي ويفك معه جميع أنواع المحركات !! وهو الشيء الذي كان يعرضه غالباً للتوبيخ من والدته وخصوصاً مع اتساخ ملابسه.
جديرٌ بالذكر أنه بعد اتمام المرحلة الثانوية في المدية بامتياز فقد التحق بجامعة باب الزوار قسم الهندسة الميكانيكية، وهو القسم الذي برع فيه تماماً لأنه وافق ما كان يحبه منذ الصغر، وهو ما رشحه ضمن بعثة طلابية ضمت 80 طالباً في شكل منحة من شركة سوناكوم، حيث اختار أمريكا لإتمام دراسته والتي بدأها بدراسة اللغة الإنجليزية قرابة 6 أشهر كاملة بمدينة بوسطن حتى أجادها تماماً.
بدأ مشواره العالمي عن طريق السعي لشهادته الجامعية في الهندسة الميكانيكية من جامعة سينسيناتي University of Cincinnati بولاية أوهايو الأمريكية عام 1979م، ثم تم منحه الزمالة فيها للدراسات العليا لمدة سنتين، وهكذا بدأ البروفيسور في التخصص والتركيز أكثر في هذا المجال السريع التطور بتطور العلم والأبحاث إلى أن التحق بقسم الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا Massachusetts Institute of Technology أو اختصاراً MIT بكامبريدج أمريكا ونال منه ماجستير العلوم M.Sc. في عام 1981م، وكذلك الدكتوراه في العلوم .D.Sc عام 1985م. وهو أكثر معهد مكث به البروفيسور كمال يوسف تومي تعليماً وتدريساً.
هذا رابط صفحته الشخصية من معهد ماساتشوستس وفيها الكثير من المعلومات عنه وعن الجوائز والتقديرات التي حصل عليها وكذلك براءات الاختراع: هنا
وكان من أبرز إنجازاته في فترة التسعينات هو اختراعه لأسرع روبوت في العالم بإمكانه كتابة 1300 سطراً في الثانية الواحدة (أو 10 أمتار) وهو ما يماثل 10 أضعاف ما كان موجوداً ساعتها، وكذلك عمل جهاز ماسح ضوئي Scaner للشركة العالمية سامسونج Samsung، وهو ما أكسبه تميزاً مبكراً في مجال الهندسة الميكانيكية والتحكم، ليصبح واحداً من أبرز المختصين في علم الروبوتيك والميكاترونيكس( ) والمحاكاة والتصميم الديناميكي في العالم.
وبمناسبة الصورة التي رأيناها منذ لحظات للبروفيسور على صفحته بمعهد ماساتشوستس فهي صورته وهو ممسك بسمكتين آليتين Robo-fish في شكل روبوتات صممها مع اثنين من طلاب الدكتوراه لاستكشاف الأماكن البحرية التي يصعب وصول الغواصين والبشر إليها، والصورة من موقع أخبار المعهد في مقال من 2009م بعنوان: Fish and chips New robots mimic fish’s swimming and could explore areas where traditional underwater autonomous vehicles can’t currently go.
الرابط: هنا
وقد عمل البروفيسور كمال يوسف تومي كمستشار لعشرات الشركات العالمية في أمريكا وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وفنلندا وسنغافورة والهند والصين وذلك مثل شركة إيدو( ) Edo، فاريان Varian شعبة الإشعاع، أكسيوم Axiam، أيه تي آند تي AT&T مختبرات بيل Bell Labs، جيليت Gillette، دايو Daewoo، سامسونج Samsung، ميتسوبيشي Mitsubishi، أي بي إم IBM، والوكالة الوطنية للتكنولوجيا بأمريكا، ومركز تنمية التكنولوجيا في فنلندا.
كما قام البروفيسور كمال يوسف تومي بتدريس دورات في مجالات الأنظمة الديناميكية والنمذجة والمحاكاة والمتحكمات والروبوتات والميكاترونيك ودقة تصميم الأجهزة والتحليل، كما أشرف على مجموعة واسعة من الدراسات العليا والدكتوراه وما بعد الدكتوراه.
له العديد من براءات الاختراع في مجال الميكروسكوب وتصفية الجزيئات وأنظمة التحكم الآلي، وهو مؤلف لأكثر من 150 منشوراً علمياً بما في ذلك الكتب المدرسية والمجلات المحكمة للأقران (البير ريفيو Peer-review) وكذلك الكتابة للندوات والمؤتمرات الكبيرة، وقد سجل قرابة 25 براءة اختراع، وحاضر في أكثر من 120 ندوة في الشركات والجامعات العالمية وهو ما رشحه لنيل جائزة نوبل عام 2005م.
وتعد من آخر إنجازاته على الإطلاق هو ميكروسكوب القوى الذرية Atomic force microscope (AFM) والذي يستطيع الباحثون والعلماء من خلاله مشاهدة التفاعلات الكيميائية بين الذرات والجزيئات على مقياس النانومتر الصغير بسرعة تقترب من سرعة التفاعل في الوقت الحقيقي Real-time وهي أسرع 2000 مرة من الطرق التقليدية الحالية.
وهو الإنجاز الذي تصدر خبره واحدة من أكبر المجلات المتخصصة في العالم في هذا المجال وهي مجلة الميكروسكوب الفائق Ultramicroscopy، ويمكن قراءة تفاصيل أكثر عن الاختراع بقيادة البروفيسور كمال يوسف تومي من عنوان الموقع العلمي التالي بتاريخ 15 ديسمبر 2015م:
Faster Atomic Force Microscope Allows Scientists To Peek Into Chemical Processes At Nanoscale
الرابط: هنا
حيث في وقت سابق في عام 2014م نال بهذا الاختراع الفوز بالجائزة الوطنية الأمريكية لهندسة الأدوات والأبحاث المتقدمة National Instruments Engineering Impact Award in Advanced Research, for Building the World’s Largest Range, High-Speed Atomic Force Microscope.
لا شك أننا لو جلسنا نكتب كل إنجازات البروفيسور ومشاركاته في المعاهد والجامعات والشركات العالمية والندوات والمؤتمرات فسيطول بنا المقال كثيراً، وحسبنا منه أننا لا نهدف إلى التطويل والإسهاب (وخصوصاً مع وضع الروابط التي يمكن الرجوع إليها من صفحات علمائنا وباحثينا من جامعاتهم العالمية وغيرها).
ولكن الشيء الجدير بالإشارة إليه هنا مع بروفيسور مسلم عالمي مثله تصدر العديد من اللقاءات الأجنبية والجزائرية هو: ما رأي الذين عاملوه عن قرب؟ وكيف ينظر هو لنفسه في هذا الوضع الذي قد يسبب الغرور للكثيرين لو نالوا عشر معشاره للأسف؟
” أنا لست بروفيسوراً، وإنما باحث يجمع طلبة حول مشكلة للبحث عن حلها “.
ولذلك يقول أحد طلابه:
” نتشرف بعملنا مع البروفيسور، ليس فقط من الجانب العلمي وإنما لأنه يدعمنا اجتماعيا ويحفزنا ويرفع من هممنا “.
ويقول أحد الصحفيين الأمريكيين في لقاء تليفزيوني معه:
” البروفيسور كمال رجل إيمان ورجل علم “.
ويقول عنه أخوه الحاج ميسوم:
” كمال يعمل 16 ساعة في اليوم، ويستمد قوته من القرآن، فغالباً ما تراه يتلو القرآن سواء ركب السيارة أو مشى في الشارع أو أنهى كلامه مع أحد “.
” كمال من أكثر إخوته براً بوالدته ومداومة على صلة أرحامه، دائم السؤال عنهم في الخارج، وإذا دخل الجزائر خصص لهم يوماً كاملاً لزيارتهم “.
” كمال رجل اجتماعي سواء في أمريكا كمتابعة الطلبة والمساجد مادياً هناك، وفي الجزائر حيث يحب الشباب والصغار، فتراه يكرم منهم مَن يحفظ شيئاً من القرآن الكريم”.
[fb_vid id=”680873868741137″]
.