قامت قوات السلاجقة بقيادة ألب أرسلان بهزيمة قوات أرمانوس في موقعة ملاذكرد وذلك في 26 آب 1071
================
عدد جند أرومانوس:100000-200000
عدد جند ألب أرسلان:15000
قام أرمانوس كعادته بقصد ديار المسلمين في منطقة الجزيرة وبلاد الشام لاحتلال الثغور والقلاع التي سيتمكن من هزيمتها ومعه جيش جرار قد يبلغ 200000 مقاتل فبلغ الخبر سلطان السلاجقة ألب أرسلان وقد كان في أذربيجان قريباً من ملاذكرد ولم يتمكن من استنفار جيشه بأكمله فانطلق بمن معه وكانوا حوالي 15000 جندي واقترب من قطعة تشكل مقدمة جيش العدو وكانت من الروس وعددهم عشرة آلاف مقاتل فهزمهم وأخذ قائدهم أسيراً وتابع سيره إلى جيش العدو فلما وصل ألب أرسلان إلى جيش العدو ووجد ضخامته أرسل إلى أرمانوس يطلب الهدنة فرد عليه أرمانوس ”لا هدنة إلا في الري“ وكانت مدينة الري هي عاصمة سلطنة السلاجقة وهنا عزم ألب أرسلان على القتال وهم بتحميس المقاتلين مع الفقهاء على ضرورة الدفاع عن أرض الإسلام وأهله واتفق مع قادته على بدأ القتال يوم الجمعة بعد الزوال فصلى بالناس وجنده وحرضهم على القتال وكسر شوكة أرمانوس وجنده وصلى صلاة المتضرع المودع ودعا الله بالنصر وقال لجنده: “من أراد القتال بصبر وشجاعة فليبق ومن أراد الانصراف فلينصرف” ولبس البياض وتحنط وخرج إلى المعركة قائلاً: “إن قتلت فهذه أكفاني ” وأخذ السيف والدبوس وكبر وكبر معه المسلمون والتقى الجمعان وثبت المسلمون مع سلطانهم وضربوا بالسيوف حتى كلت سواعدهم فأين لهم بازالة جيش يفوقهم عددا أربعة عشر ضعف ؟ لكن الله وعد المجاهدين المخلصين بالنصر وما هي إلا ساعات حتى لاحت بوادر النصر وانكشف الغبار عن تلال من قتلى الروم كما وقع أرمانوس نفسه بالأسر وكان من أسره غلام صغير قد أصر على القتال بعد أن رده وزير الدولة “نظام الملك” لصغر لسنه ثم سمح له بالقتال وقال متهكماً عسى ان قاتلت أن تأتينا بملك الروم أسيراً.
وحينما أحضر أرمانوس إلى ألب أرسلان سأله:
ألم أكن قد اقترحت عليك الهدنة
فرد عليه أرمانوس: دعك من التوبيخ وافعل بي ما تشاء
فقال ألب أرسلان: ماذا ستفعل بي لو أسرتني
فقال أرمانوس : كل قبيح
فقال ألب : وما تظن أني سأفعل بك الآن؟
فقال : واحدة من ثلاث إما أن تقتلني أو أن تشهر بي في بلاد المسلمين والثالثة بعيدة وهي العفو واصطناعي وقبول الفداء
فقال ألب: ما عزمت على غير هذا
وتم فداء ارمانوس بمليون ونصف دينار وأن يطلق كل أسرى المسلمين عنده وأن لايتعرض لبلاد المسلمين وحينما وصل أرمانوس إلى بلاده خلعوه ولم يطيعوه.
===============
كتاب معارك إسلامية خالدة لمحمد منير الجنباز ص109