فولتير(فيلسوف عصر التنوير الفرنسي)؛ والذي انتقد التسلّط الكَنَسيّ في عصره، كان قد ألّف مسرحيةً نُشرت عام 1741م بعنوان (التعصُّب)، ذمَّ فيها الاسلام و النبيَّ محمداً (عليه الصلاة و السلام) و قدّمهما كمثال للتعصب والكذب.
و سرعان ما أحسَّ بعض المنتمين للكنيسة الكاثوليكية أنها انتقادٌ مبطّن لها؛ فتم إيقاف المسرحية.
فكتب في رسالته للملك فريدريك في أول عام 1742م ما يلي:
((ربما يظهر لي أني اتهمتُ مُحمداً – بمسرحية التعصب الزائد المأساوية هذه – بجريمة لا يمكنه ارتكابُها. إن الكونت بولانفيير قد كتب سابقاً عن حياته كرجلٍ عظيمٍ؛ عيّنه الإله ليعاقبَ العالم المسيحي (حسب نظرة فولتير) ويغيّرَ وجهَ نصف الكرة الارضية، وإن السير سيل Mr. Sale الذي أعطانا ترجمة ممتازة للقرآن بالإنكليزية؛ سيُقنِعُنا بأن محمداً رجلٌ جديرٌ بالاحترام سواء كان ملِكاً أو حَكَم بلسان الشعب، وهو يشبه بهذا (نوما) الذي شرَّع قوانيناً مفيدةً وسِلميةً، أو (ثيسيوس) الذي دافع عن شعبه)).
.