كل ما عليك معرفته عن إطراح الدواء من الجسم
الجسم البشري مذهلٌ في تكوينه وبنيته، ودقيقٌ في عمله ووظيفته، مرن قدر المستطاع ليتعامل مع كل غريب بالنسبة إليه. ولأنه جسدك، ولأنك تتناول أدوية مختلفة في حياتك، فعليك أن تعرف كيف يطرحها الجسم، بسم الله نبدأ:
بدايةً كيف يطرح الجسم الدواء؟ المخارج أكثر مما تظن
يظن أغلب الناس أن الدواء لا يطرح من الجسم، وبعضهم يظنه يطرح البول. لكن الواقع غير ذلك.
يطرح الدواء بطرقٍ متعددة، ومن أجهزة مختلفة، مثل:
– طريق الرئة مع النفس :
نعم لا تستغربْ؛ فبعض الأدوية -خاصة أدوية التخدير- يطرحها الجسم إلى الخارج عن طريق الرئة مع هواء الزفير، ويكون هو الطريق الأساسي لطرحها.
ومثال ذلك غاز الضحك المشهور، وسنتحدث عنه في مقال لاحق إن شاء الله.
– الكلية مع البول:
الكلية هي العضو الأهم المسؤول عن طرح معظم الأدوية إلى خارج الجسم، فتخرج مع البول.
لذا ننبه مرضى القصور الكلوي عند تناول بعض الأدوية؛ لأن طرحها عندهم لا يكون كاملًا مما يزيد تأثير الدواء زيادةً قد تصل للسمية.. لهذا يجب استشارة أطبائهم المختصين عند التعامل مع كل دواء.
– طريق الكبد:
وهو العضو الذي يقوم بتفاعلات الجسم الحيوية وكذلك يقوم بأغلب عمليات الاستقلاب للأدوية، وقد يطرح بعضها مع العصارات الهاضمة إلى الأمعاء فخارج الجسم.
لذا عندما يصف الأطباء الأدوية المختلفة لمرضى القصور الكلوي -أتذكرون تنبيهنا في الفقرة السابقة؟- فإنهم يختارون تلك المطروحة عن طريق الكبد فلا يحملون عبء تعديل الجرعات.
مهم عن طريق حليب الرضاعة:
يطرح جسم الأم بعض الأدوية خارج الجسم عن طريق الحليب، لذا يجب الحذر الشديد عند تناول الأدوية في فترة الرضاعة، وسؤال الصيدلاني أو الطبيب إن كان الدواء يطرح في الحليب أم لا، وإن كان يضر الرضيع أم لا؛ خوفًا عليه، فهو في مرحلة نمو هامةً.
– وأخيرًا طريق الجلد، من خلال قنوات العرق والشعر:
ولهذا الموضوع تطبيقات في الطب الشرعي، فقد تبقى في قنوات الشعر بقايا سموم أو أدوية طرحها الجلد، فيفحصونها ويتعرفون على نوع السموم أو الدواء الذي أدى إلى الوفاة!
دمتم بصحة وعافية، وعلمٍ نافع.