يشهد العالم اليوم مجموعة من الأحداث الخطيرة التي تنبئ بمستقبل مجهول للبشرية حيث يمكننا أن نأخذ بعين الاعتبار إمكانية الوصول إلى دمارها جراء هذه الأحداث المتسلسلة ففي الصين ظهر فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان التي تعتبر مركزا ثقافيا حيث انتشر بسرعة بين أفراد المجتمع الصيني و في كل بقاع الأرض ليصل عدد البلدان المصابة بهذا لفيروس إلى 194 دولة ليخلف بذلك 372757 إصابة و 16231 حالة وفاة حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية بتاريخ 24 مارس 2020م مع الإشارة إلى تواجد ارتفاع متزايد في صفوف الإصابات و الوفيات و الدول الأكثر تضررا هم إيطاليا و إيران و الصين التي تعتبر استثناء بخصوص هذه الأزمة إذ أنها قامت ببناء مستشفى في ظرف 10 أيام فقط من أجل استقبال المرضى و المصابين إثر ظهور أولى الإصابات بمدينة ووهان الشيء الذي يثير الدهشة بين أنظار شعوب العالم و خصوصا الغرب بسبب البحث العلمي و التطور التكنولوجي الذي وصلت إليه وأيضا إلى اقتصادها الضخم الذي ينبئ بأنها ستقوم بالسيطرة على الأسواق الدولية و قد أدت هذه الأزمة إلى زيادة توثر العلاقات بين الصين و دولة العم سام حيث بدأت تظهر تصريحات جد قاسية في حق الطرفين و تبادل الاتهامات حيث صرح الرئيس الصيني قائلا (سننتصر على الأعداء ) و يقصد بذلك أمريكا و بالمثل لا يخلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته بخصوص فيروس كورونا بعبارة الفيروس الصيني في إشارة إلى أن الصين هي من صنعت الفيروس أو أنها هي من زرعته بين صفوف شعوب العالم حيث صرح وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو في مقابلة مع برنامج واشنطن ووتش الإذاعي قائلا ( إن الصين تحجب المعلومات حول كورونا عن العالم ) و تابع قائلا (ما يقلقني هو أن هذا التعتيم وهذا التضليل الذي يشارك فيه الحزب الشيوعي الصيني لا يزال يحرم العالم من المعلومات التي يحتاجها كي يتسنى لنا منع حدوث إصابات جديدة أو تكرار شيء كهذا مرة أخرى ) كما اتهم كذلك إيران وروسيا بشن حملات تضليل بخصوص الفيروس قائلا (يقولون إنه جاء من الجيش الأمريكي ويقولون إنه ربما بدأ في إيطاليا يقولون كل شيء من أجل التنصل من المسؤولية ) و من جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كنغ تشوانغ إن الصين تعاملت بشفافية وأتاحت المعلومات لمنظمة الصحة العالمية ولعدة دول منها الولايات المتحدة. وأردف المتحدث ( نحث الولايات المتحدة على التوقف عن تسييس الوباء والكف عن مهاجمة الصين وتشويه صورتها ) وقد حاولت أمريكا منذ مدة نشر عدة فيروسات بين صفوف الشعب الصيني لكنها باءت بالفشل لم تصل للمستوى الذي ترضاه والشيء الغريب هو أن وباء كوفيد 19 ظهر فقط في المراكز الثقافية و الدينية حول العالم فمدينة ووهان التي تعتبر بؤرة انتشاره هي بمثابة مركز ثقافي جد مهم في الصين و أيضا مدينة قم التي كانت أيضا بؤرة الوباء بإيران تعتبر مركزا دينيا و ثقافيا و كذلك روما بإيطاليا الأمر الذي يجعلك تشك أنها ليست صدفة و يجعل لسان حالك يقول ( تمت أمر يحاك خلف الستار) و الاتهامات التي توجهها إيران لأمريكا ليست من باب الصدفة فالمخابرات الإيرانية تعي جيدا أن أمريكا هي المسؤولة عن انتشار هذا الفيروس و ذلك واضح من خلال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قائلا ( إيران تستمر في الكذب على شعبها وعلى العالم بشأن عدد الإصابات والوفيات لديها وهو أعلى بكثير مما تعرف ) إذن هذا التصريح لبومبيو يؤكد كل التأكيد على أنه يعلم جيدا بمواقع انتشار الفيروس بإيران و هذا لا يمكن معرفته إلا إذا كان هو من قام بهذا الأمر أي بزرعه. إنها حرب جديدة من طراز آخر للتحكم في العالم و مستقبله و إخضاع شعوبه لهيمنة جديدة إنها حرب بيولوجية محضة. إذ نرى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسابق الرياح لكي تمنع اقتصادها من الرجوع للمرتبة الثانية وراء اقتصاد الصين فهذا الأمر يعني لها شيئا واحدا وهو ضياع سيطرة العالم من قبضتها لذلك ستحاول بشتى الطرق التي ترى فيها فعالية كبيرة للبقاء في كرسي عرش العالم حتى و إن كانت مدمرة للبشرية فهي لا تنظر إلى ما سيقع للعالم من جانب إنساني بل من جانب براغماتي و ذاتي و إن الاتهامات التي توجهها لها إيران و الصين و روسيا و تحميلها مسؤولية تفشي الفيروس ليست غريبة فهم على اطلاع تام بالمكر والخداع الذي تحاكيه أمريكا لكل بلد فهذه الأخيرة لا تقبل أي قوة أن تقف في طريقها أو أن تتقاسم معها مصالحها إذن يمكننا وصفها بالميغا إمبريالية النرجسية و إذا قمنا بإطلالة للوراء و رجعنا إلى مؤتمر نادي روما سنة 1979م سنجد خطابا لوزير الدفاع الأمريكي روبرت مكنمارا يقول ( إن الارتفاع الصاروخي لعدد سكان العالم يشكل أكبر عائق أمام التطور الاقتصادي والاجتماعي في العالم لهذا ينبغي علينا الآن وليس غداً أن نمنع وصول عدد سكان الكون إلى عشرة مليارات نسمة ). ويرى الوزير أن هناك طريقتين لتحقيق ذلك (إما بتخفيص معدل الولادات في أصقاع العالم أو برفع معدل الوفيات. والطريقة الأخيرة يمكن أن تتحقق بعدة أساليب ففي هذا العصر النووي يمكن للحروب أن تؤدي الغرض بسرعة فائقة وناجعة للغاية. وهناك طبعاً المجاعة والأمراض وهما سلاحان مازالا موجودين حتى الآن ) و لنركز في تصريحه على مصطلح الأمراض الذي أدرجه في خطابه هل كان بدون معنى بالطبع لا لأنه خلف هذا المصطلح تحاك منذ إلقاء الخطاب عدة أحداث في الكواليس و فيروس كورونا من بينها ربما أهمها و هناك سلسلة أحداث أخرى ستظهر في القريب العاجل لأنه كما قلنا أمريكا تسابق الضوء للحفاظ على مكانتها في عرش العالم لذا يجب وضع خطط لقلب الموازين و إعادة تقسيمه بطريقة تجدد بقاءها على مقعد قيادته و إن الخطط التي تعتمدها أمريكا تعتبر لا إنسانية بل تعتبر شيطانية فهي تخشى من ثلاثة أشياء حسب ما أكده المفكر المهدي المنجرة في كتابه (الإهانة في عهد الميغاإمبرايالية) و هي الإسلام و اليابان و النمو الديموغرافي فالإسلام و اليابان نعرف سبب ذلك و أما النمو الديمغرافي فهي تخشى من البلدان التي تتوفر على بنية ديموغرافية ضخمة و أبرزها الصين و يمكننا إضافة الهند و باكستان فمن الممكن أن تكون أمريكا مسؤولة عن تفشي هذا الوباء القاتل للحد من تكاثر العنصر البشري الذي يرعبها و هذا الفعل الذي تقدم عليه غاية في الخطورة و سينعكس سلبا على سياستها الخارجية و الداخلية إذ أن شعوب العالم ستعتبرها نازية جديدة و سيبقى طابع الحقد راسخ في أذهان الشعوب المتضررة من هذا الوباء و بما أن الصين خرجت من هذه الأزمة منتصرة انتصارا ساحقا ستتضاعف قوتها في جميع المستويات و ستضع حدا لغطرسة هذه الميغا إمبريالية و لنرجسيتها الرأسمالية فأظن أن هذا الوقت بالذات هو الأنسب لإيقاف تصرفات أمريكا بحق الإنسانية حسب استشرافات المهدي المنجرة خلال العقدين الأخيرين من القرن 20م التي يؤكد من خلالها على أن الصين ستضع حدا لهاته الميغا إمبريالية قائلا ( هذا المفهوم الجديد (أي الميغا إمبريالية ) لا يمكن أن يدوم مدة طويلة و بعد 15 أو 20 سنة على الأقل سترى إمبراطورية أخرى. و هناك قوة كان بإمكانها أن تواجه شيئا ما لكنها لم تقم بذلك و هي الصين و هي القوة الثانية اقتصاديا و عسكريا وهي القوة الأولى من الناحية البشرية و لكن لها خطتها و هي لا تريد تغييرها فهي تعرف أنها ستصل و تعرف أن أمريكا لا تستطيع أن تمسها بأي شيء لأنها تدرك حجم رد الفعل و الذي قد يحدث إن هي فعلت. الصين تعرف أن زمنها قادم وهي تترك أمريكا تتصرف كميغا إمبريالية لكن يأتي وقتها و ستقول لها من فضلك كفى .) ص 134 . كتاب الإهانة في عهد الميغاإمبريالية .الطبعة السابعة .
تصريحات الشخصيات السياسية المذكورة في المقال مصدرها : arabic.rt.com
خطاب وزير الدفاع الأمريكي روبرت مكنمارا في مؤتمر روما 1970م المذكور أعلاه : نشر في مقال للدكتور فيصل القاسم على الموقع الإلكتروني لجريدة إيلاف (الشرق القطرية ) Elaph Publishing Limited ©