أعداد الأكاديميين الكوريين الجنوبيين الذين كُشفوا بتسميتهم أطفالًا بوصفهم مؤلفين مشاركين في ازدياد، ومن المرجح أن هذه الممارسة استُخدمت لتحسين فرص أولئك الأطفال في الحصول على مكان في الجامعة!
إن عدد الأكاديميين الكوريين الجنوبيين المتهمين بتسمية الأطفال كمؤلفين مشاركين في الأوراق البحثية – رغم أنه لم يساهم أيٌّ من الأطفال في تلك البحوث – لا يزال آخذًا في النمو. وقد ذكر تقرير مفصّل لوزارة التعليم أن ١١ أكاديميًا جامعيًا أدرجوا أسماءَ أطفالٍ في سن الثانوية أو المتوسطة على أوراق يُزعم أن أولئك الأطفال لم يساهموا فيها. وبعد أن حُدِّدَ تسعةُ أكاديميينَ حديثًا، فقد وصل العدد الإجمالي للمتهمين إلى ١٧، وقد وصل إجماليُّ عدد الأوراق المتأثرة بهذه الممارسة إلى ٢٤ ورقة بحثيّة مذ كُشفت هذه الممارسة لأول مرة في أواخر عام ٢٠١٧.
وذكر التقرير أن خمسة من الأكاديميين التسعة الذين كُشفوا حديثًا أضافوا أسماء أطفالهم على أوراق علمية. أحدهم أضاف اسم طفل من أحد معارفه، والبقية لم تكن لديهم علاقة خاصة مع الأطفال. ويُعتقد أنه في بعض الحالات، جاءت تسمية الأطفال على الورقات لتعزيز فرصهم في الفوز بأماكن جامعية؛ حيث المنافسة على أشُدِّها في البلاد. وتمتدُّ الأوراق التي حددتها الوزارة على أنها أوراقٌ مُشكِلةٌ إلى عام ٢٠٠٧ على الأقل.
وقد أتى إصدار التقرير وسط تدقيق -على المستوى الوطني هناك- مكثف للطريقة التي يتم بها قبول أطفال “النخبة” الأثرياء وذوي الصلات الجيدة في كوريا الجنوبية. كما ويعتبر وضع أسماء مؤلفين بدون وجه حق غشًّا بحثيًّا في كوريا الجنوبية.
وكان هذا التقرير قد نُشر عقب إعلان أصدرته وزارة التعليم في شهر مايو، والذي ذكرت فيه أنها عثرت على تسعة أكاديميين جامعيين وضعوا أطفالا كمؤلفين مشاركين بشكل غير مبرر . وقد بُرِّئَ أحد هؤلاء الأكاديميين لاحقًا، كما أبلغت الوزارة مجلة نايتشر مؤخرًا، بعد أن قدم الأكاديمي اعتراضًا. وبالتالي فقد وصل عدد المتهمين، (الثمانية الباقون إلى جانب التسعة الذين كشفهم التقرير الأخير)، إلى ١٧ متّهمًا.
في كوريا الجنوبية، يمكن أن يحمل الغشُّ البحثي عقوبات قاسية. وتقول وزارة التعليم أنَّ الإجراءات التأديبية لهذه القضايا والمأخوذة بعين الاعتبار تشمل التوبيخ، وفرض قيود لمدة عام على المشاركة في الأنشطة البحثية الوطنية، وحتى الفصل. وتشير التقارير إلى فصلِ أكاديميٍّ واحدٍ على الأقل في جامعة سونغكيونكوان في سيول، وقد وُبِّخَ أكاديميٌّ آخر في الجامعة نفسها بسبب هذه المزاعم. وعندما طلب من الجامعة تأكيد ذلك، أحيلت مجلة نايتشر إلى تقرير الوزارة.
كشف الغشّ البحثي:
تعرضت ممارسة إضافة أسماء الأطفال إلى الأوراق البحثية كمؤلفين للتدقيق في أواخر عام ٢٠١٧ ، عندما كشفت حالة تأليف مشترك لطفلٍ في جامعة سيول الوطنية. بعد ذلك، بدأت الحكومة تحقيقًا، وفي يناير ٢٠١٨، قالت الوزارة بأنها قد حددت ٨٢ ورقة أكاديمية مع أطفال بصفة مؤلفين مشاركين. وتعليقًا على ما يقارب نصف الأوراق البحثية، فقد صرّحت الوزارة أنه يبدو أن الطلاب قد شاركوا في البحث كجزء من برنامج مدرسي، في حين أن الحال كان مختلفًا في بقية الأوراق. في ذلك الوقت، لم تذكر الوزارة عدد الأكاديميين المشاركين، لكنها قالت أنها ستحيل القضايا إلى لجان أخلاقيات الجامعة لتأكيد ما إذا كانت مشاركة الأطفال شرعية أم لا.
وقد حددت الوزارة والجامعات الآن ما مجموعه ٧٩٤ مشاركة بحثية منشورة مع مؤلفين مشاركين من الأطفال، رُوجِعَ ٥٤٨ منها حسبما قال وزير التعليم يو أون هاي في بيان في ١٧ أكتوبر. من بين تلك الأوراق التي روجعت، وجدت الوزارة أن ٢٤ ورقة بها أسماء مؤلفين بشكل غير مبرر. ولم يذكر تقرير الوزارة المجلات التي نشرت فيها تلك البحوث المثيرة للجدل.
من بين الأكاديميين الجامعيين الـ ١١ المشار إليهم في التقرير الأخير، سلّطت الوزارة الضوء على عدة حالات وصل فيها الطفل إلى الجامعة بعد استشهاده بتأليف مشترك مزعوم في ملف قبوله الجامعي.
لذا تعتقد يونغ كيم ، وهي عالمةٌ سياسيَّةٌ للعلوم والتكنولوجيا في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (KAIST) في دايجون، أن من المحتمل أن تصل هذه المشكلة إلى أبعد من تلك الحالات التي اكتشفت حتى الآن. وتكمل قائلةً: “إن انطباعي هو أن هذه الممارسة أكثر انتشارًا مما قد نعتقد”.
يقول تشانجو لِي ، عالم المواد بجامعة سونغكيونكوان في سوون، أنه لا يوافق على فكرة الأوراق البحثية المستخدمة للالتحاق بالجامعة، ويكمل قائلًا: “أنا لا أحبذ الكليات التي تشدد على تقديم أعمال بحثية منشورة في عملية القبول الجامعي لأن طلاب المدارس الثانوية لا يمكن أن يشاركوا في الأبحاث بشكل جدي، ولأنه من الممكن حينذٍ إساءة استخدام الأوراق المنشورة بغرض الحصول على قبول”.
ترجمة وتدقيق لغوي: مشاري العتيبي
مراجعة: الفريق الثقافي