ربما كان عام 2016 غير سعيد بالنسبة لكثيرين، لكن ليس الحال كذلك بالنسبة لكوستاريكا (الدولة الصغيرة في أمريكا الوسطى)، التي حظيت باستحسان الكثيرين، لاعتمادها على الوقود المتجدد وحده مدة 250 يوما في عام 2016، وخلال العام كله اعتمدت على الطاقة المتجددة بنسبة 98.12 % من إجمالي الطاقة المنتجة.
تعتمد جمهورية كوستاريكا على أنواع من الطاقات المتجددة لإنتاج الكهرباء التي تحتاجها، مثل: طاقة المياه، وحرارة الأرض، والرياح، والكتلة الحيوية ، والطاقة الشمسية. وتحظى الطاقة الكهروكيميائية بنصيب الأسد من إنتاج الكهرباء في كوستاريكا، بنسبة تقدر بـ 74.11 %، ومن المتوقع أن يزداد إنتاجها هذا العام، نظرا لتوقع زيادة هطول الأمطار الموسمية على كوستاريكا. وتأتي الطاقة الحرارية الأرضية في المرتبة الثانية من إنتاج الكهرباء بنسبة 12.74 %، وتأتي بعد ذلك طاقة الرياح، ثم الطاقة الحيوية والشمسية.
بينما تعتمد على الطاقة غير المتجددة فقط بنسبة 1.88 % من إنتاجها الكلي. وليست هذه المرة الأولى التي تبهرنا فيها كوستاريكا في هذا المجال، ففي عام 2015 حققت 75 يوما من الاعتماد اعتمادا كاملا على الطاقة المتجددة، قبل أن تعود العام الفائت لتحطيم هذا الرقم محققة 250 يوما.
وساعد كوستاريكا على تحقيق هذا الهدف الأمطارُ الموسمية الغزيرة، بالإضافة إلى رؤية حكومتها التي تريد تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وساعدها أيضا صغر مساحتها (51000 كم2) مع قلة السكان (5 مليون نسمة)، بالإضافة إلى أن أهم مصادر دخلهم هي: السياحة والزراعة، وهما لا يستهلكان طاقة كبيرة. ساعدها ذلك كله على تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.
وبعيدا عن إنتاج الكهرباء، ما زالت هناك تحديات أمام كوستاريكا لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، منها وسائل المواصلات، التي تنتج 70 % من هذه الانبعاثات. وربما تكون القطارات الكهربائية وقوارب النقل بديلا جيدا عن السيارات في كوستاريكا.
بهذه الإنجازات المذهلة، ربما تكون كوستاريكا هي النموذج الذي ينبغي تقليده من قِبَل باقي دول العالم النامية، فقد آن الأوان لنسف المفارقة التي تقول: إن على الدول أن تختار أحد الأمرين، التقدم أو حماية البيئة.
لمعلوماتك: كوستاريكا: دولة تقع في أمريكا الوسطى، وعاصمتها سان خوسيه.