يُعتبر مرض السُّكري من الأمراض المنتشرة حول العالم، إذ أنَّ هناك 415 مليون شخص مصاب، مما يعني أنَّ هناك شخصًا مصابًا بين كل 11 شخصًا. مع العلم أنَّ 46% من المصابين لا يعلمون أنَّهم مصابون بالأساس.
لذلك يعتبر التَّعامل مع الغيبوبة السُّكرية أساسيًا لكل مهتمٍّ بالصِّحة العامَّة أو لكل مرافقٍ لمريضٍ.
في هذا المقال سنتحدَّث عن انخفاض السُّكر في الدم وكيفية التَّعامل معه والوقاية منه بإذن الله.
——————————————-
– ماذا نعني بانخفاض سكر الدم؟
يعتبر مستوى السُّكر في الدم منخفضًا إذا كان أقلَّ من 70 ملغ/دل.
مع العلم أن هذه النِّسبة مختلفةٌ بين المرضى، حيث إنَّ بعضهم لا تظهر عليه الأعراض عند هذه النِّسبة بل أقلَّ منها. لكن في جميع الأحوال، إذا كان مستوى السُّكر في الدم أقلَّ من 50mg/dl فإنَّنا نعتبره منخفضًا أيًّا كانت الحالة.
——————————————-
الأعراض:
إن لانخفاض سكر الدم أعراضًا متنوعة تشمل أعضاء عدة لتتظاهر بأي مما يلي:
١- التَّعرق، والإجهاد، والدوار.
٢- شحوب الوجه.
٣- زيادة ضربات القلب.
٤- تنميلٌ في الشَّفتين أو اللِّسان أو الخَدَّين.
بينما تشمل أعراض انخفاض سكر الدم الشديد:
١- عدم وضوح الرُّؤية.
٢- تخليط ذهني.
٣- اضطرابات سلوكية بحيث لا يستطيع المريض القيام بواجباته اليومية مثلًا.
٤- اختلاجات، وحتى الدخول في غيبوبة.
تعتبر هذه الأعراض جهاز تنبيهٍ للمريض ومرافقيه ليبدأوا عملية العلاج.
——————————————-
العلاج:
أ- إذا كان المريض في المنزل:
١- من الممكن إعطاء المريض بعض السُّكريات، أو أنْ يتناول وجبةً كاملةً.
٢- أمَّا إذا كان غير واعٍ فنقوم بإعطائه إبرة غلوكاغون (Glucagon) بتركيز (1mg) في العَضَلِ أو تحت الجلد.
هذه الجرعة مناسبةٌ إذا كان انخفاض مستوى السُّكر بسبب جرعة زائدة من الإنسولين وليس بسبب مرضٍ آخر.
يَرفع الغلوكاغون كأثر جانبي مستويات الإنسولين في الجسم بعد مدةٍ من إعطائه، مما قد يحرِّض نوبة انخفاض سكر أخرى لذلك بمجرَّد كون المريض واعيًا فعليه أن يُعطى وجبته الاعتيادية أو حتَّى قطعةً من الخبز لأنه يحتوي سكريات ذات تحرر بطيئ.
ب- عند وصول المريض إلى المستشفى يُعطى:
١- جلوكوز 20 غ عن طريق الفم إذا كان المريض واعيًا.(6)
٢- إذا كان المريض غير واعٍ فإما أن يُعطى 80 مل من الجلوكوز تركيز 20%، أو 150 مل من الجلوكوز 10%. (6)
ج- إذا كان المريض يعاني من السُّكريِّ النمط الثاني وكان سبب انخفاض مستوى السكر هو الأدوية الرَّافعة للأنسولين فيجب إبقاؤه في المستشفى. لأن تأثير هذه الأدوية قد يمتد حتى 24 ساعة بعد تناولها. (6)
——————————————-
الوقاية:
يجب على المريض الالتزام بنصائح الطبيب المعالج. وذلك من خلال الالتزام بجرعة الإنسولين المحدَّدة، وأيضًا تناول وجبة الطَّعام المخصَّصة بعد جرعة الإنسولين.
حيث إنَّ أهم سببين لانخفاض السُّكر في الدم عند هؤلاء المرضى:
١- عدم تناول وجبة الطَّعام المخصَّصة بعد أخذ جرعة الإنسولين المعتادة.
٢- أخذ جرعة زائدة من الإنسولين.
كما أنَّ الرِّياضة قد تزيد من خطر الإصابة بانخفاض السُّكر في الدم، خاصةً إذا لم يكن هناك مصدرٌ سريعٌ للسكريات خلال التَّمرين.
أيضاً فإنَّ تناول الكحوليات يمنع الكَّبد من تحرير السكريات في الدم مما يؤدي لانخفاض قيمه وبالتالي يؤدي لأعراض مشابهة للتي ذكرناها سابقًا خاصةً عندما يخلد المريض إلى النوم دون أن يأخذ في الحسبان هذه المضاعفات مما قد يضع صحته في حالة حرجة.
في الختام، فإنَّ أعراض انخفاض مستوى السُّكر في الدم هي علامة تنبيهٍ مهمةٍ يجب أنْ تُؤخذ على محمل الجدِّ. لذلك لا تجزع أخي القارئ عند رؤيتك لمريضٍ يعاني من انخفاض سكر الدم، إن تيقنت من هذا فقط أعطه أيَّ مادةٍ تحتوي على السُّكريات، ومن ثَمَّ اتصل بالإسعاف ليتمَّ إعطاء المريض علاجه المناسب.
المصدر :